ردأً على أفتكاسات الدكتور يوسف زيدان
بقلم: القس أيمن لويس
كنت قد كتبت هذا المقال وتم نشرة فى جريدة الطريق والحق عدد يناير 2011 ولم أهتم بنشره بالمواقع المسيحيه بسبب تلاحق الاحداث ، ولما قرأت الخبر الذى تم نشره بالحكم الصادر ضد القمص عبد المسيح بسيط لصالح الكاتب المذكور بعنوان المقال رأيت أعادة نشره لآظهار مدى أصرار تعمد د . يوسف زيدان فى الاساءة للأيمان المسيحى . فقد طل علينا يوسف زيدان من خلال المصرى اليوم عدد الاربعاء 8/12/2010 . الذى استهواه حكاية أستخدام المعتقدات المسيحية كمادة لكتباته بعدما ثبت له أنه الطريق الافضل والاسرع لتحقيق المكاسب ، وإن كان سبق وتحدث بعض الشيوخ مسئين للعقيدة المسيحية مثل الشيخ سمك والزعبى وغيرهم إلا أنهم تحدثوا عن عدم علم ومعرفة ، أما د. يوسف يكتب بعد أطلاع ، لكنه أطلاع أنتقائى يقوم بعده بعملية تنسيق وتوظيف للمعلومات بما يخدم هدفه المعلن والواضح وهو الاساءة للمعتقدات المسيحية بالتشويه والتشكيك مثلما فعل عندما كتب عزازيل مستخدما أسماء تاريخية ناسجاً حولها قصة أدبية من وحى الخيال مهللاً أنها من واقع المخطوطات ، دون أن نعلم أى مخطوطات ؟ وهل أى مخطوطة تخص الكتاب المقدس ! ؟ .. وهذا هو الاسلوب الذى يتبعه الكاتب لايحاء القارىْء بقدرته العلمية ، مستغلاً الضحاله الثقافيه فى مجتمعنا بوجه عام وبالثقافة المسيحية المهمشة بوجه خاص ، ففى القصة التى أشرنا اليها مثال واضح للأسلوب الذى يتبعه ، فإن شككنا فى الاحداث يقول أنها أبداع أدبى والكنيسة تريد أن تضع قيود على الحرية الفكرية !! وإن سكتنا فالكتاب يقدم تشويه واضح للمسيحية مغلفة بتلميحات تاريخية لتخدع القارىء العادى بأنها سرد تاريخى !!؟ وهذا كلة ليس مستغرباً حيث أنه من المعروف أن المكتبة العربية لاتعرف علم التاريخ بمفهومة العلمى ، بل هو عبارة عن قصص ، يمتزج فيها الواقع بالخيال واللأساطير حسب هوى وأهواء الكاتب حيث لا يُقدم تأريخ للواقع بأمانة وصدق ، انما سرد موجه حسب ما يريد الكاتب تسويقه ! مثل حكاية قدوم المسلمين برداً وسلاماً للاقباط لحمايتهم من الرومان ! وغيره . هذا كله ما شعرت به ، عندما قرأت مقال (صراع الكنائس المصرية) .
وقد بدء المقال كسرد تاريخى إلا أنه سرعان ما عرج إلى بعض الاشارات اللاهوتية ، وحتى يقنع القارىء بقدرته الاطلاعية وانه مُتبحر وضارباً فى جزور الثقافة المسيحية والعلوم اللاهوتية من مصادرها باللغات الاصلية ولأننى أشك فى ذلك فأراه نوع من الفزلكة لتحقيق رغبته فى فرض سيطرته على القارىء ، فيستخدم بدون لزم كلمة (الماشيح) وهى اللفظة السريانية لكلمة المسيح ! ويقول "الذى هو عند اليهود ملك عظيم ، وعند المسلمين نبى كريم " ثم قفز لفكرة أخرى متجاوزاً ما هو المسيح عند المسيحيين !!؟ تأصيلاً للمبداء المعمول به أستئصال ما يتعلق بالأعلان المسيحى رغم أنه أشار لجوهره وهو الخلاص ، ولكن بأسلوب يوحى للقارىء بسطحية وسذاجة القضية ، وبذلك يتضح لنا محاولته تفريغ العقيدة المسيحية من النواة ، والمتابع للمقال يصل ألى نتيجة أن المسيحية ظهرت كنبت عشوائى فى حالة من التخبط والفوضى والصراعات فيذكر "وكان للمسيحية عند أبتداء انتشارها . أشكال كثيرة ، ترسم للسيد المسيح صوراً متعددة تتفاوت فيما بينها ، فهو عند أولئك فيلسوف غنوصىي يصل بالتطهر إلى الحقائق السماوية !، وعند هؤلاء رسول من عند الله ، أو هو ابن الله الذى جاء ليفتدى البشر ويخلصهم من خطيئة أبيهم أدم " مشككاً فى عقيدة الالوهية ، ثم فى الوحى "وتناقلوا الأناجيل الكثيرة" ، "وفى القرن الثالث الميلادى ، انتشرت بأيدى الناس نسخ كثيرة من الأناجيل ، منها الأناجيل الأربعة المعروفه اليوم " مروراً بعقيدة الثالوث والتبنى والصلب ، وهكذا نرى أنه فى مقال واحد قد أجتاز أسس الفكر اللاهوتى المسيحى !! وحيث أن الكاتب قدم سرده المغرض على هذا النحو ، وجب علينا الرد بأختصار لأيضاح ما أشار أليه من قضايا الفكر اللاهوتى بصورة جلية .
•يشهد الكاتب بقوة أنتشار المسيحية منذ ظهورها "كلهب سماوى أنتشر فى هشيم المهمشين" والحقيقة ليس المهمشين فقط بل وسائر الطبقات الاجتماعية من اليهود والامم (الشعوب الغير يهودية) وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد نيقوديموس رئيسٌ لليهود (يو3) ، ولوقا الطبيب ، وهناك قائد المئه الذى شفى عبده (متى 7) ، وكرنيليوس القائد بالجيش الرومانى (أع 10) ، وأخيراً شاول الذى صار الرسول بولس وكان من أعلى الطبقات الثقافية وشهد عنه عميد الادب العربى د . طه حسين لو لم يصير مسيحيا لصار من أعظم فلاسفة البشرية ، كما كان بمقدوره شغل مناصب سياسية بالدولة الرومانيه لو لم يتجه للدعوة السماوية العليا كرسول بموجب تجلى الهى ، هذا فقط من واقع الكتاب المقدس دون الالتجاء للشهاده الخارجيه (التاريخ) لعدم الاطالة . وإن كان من الضرورى الاشارة بتأكيد دخول رأس الدولة الرومانية الايمان المسيحى قسطنطين الاول (جايوس فلافيوس فاليريوس) سنة 313م ، وقد قام بجعل روما عاصمة للامبراطورية والتى صارت أول مدينة مسيحية فى العالم تم منع بناء معابد وثنية بها ، حيث نوه الكاتب لذلك ، ولكن بالعكس حيث يصر أنه ظل وثنياً بخلاف شهادة الوثائق التاريخية ! ، لأنه ذكر من قبل أنه كان يحتفظ بالتماثيل فى قصره . وهنا وجب التنوية أنه وإن كانت الشريعة المسيحية منذ البدء حرمت عبادة الاصنام إلا أنها لم تحرم الفن والابداع ، فالمسيحية تُغير الاتجاة وليس الاشياء أنها دين الوسطية والاعتدال ، فالفن جزء أصيل من الحضارة الانسانية .
* يقول الكاتب كان للمسيحية أشكال كثيرة وللمسيح صور متعددة ..الخ ، بمعنى أنه يريد أن يقول أنها عبارة عن شكل من أشكال الفلسفات التى تميز بها هذا العصر ، وهو قول ليس بجديد ، والعبارة الواردة فى (2بط16:1) "لأننا لم نتبع خرافات مصنعة " خير رد أن المسيحية لم تبن على أساطير أو مبادىء فلسفية ، ولكنها بنيت وقامت على حقائق واقعة وحوادث جرت فعلا فى التاريخ .
•بشأن تغافل الكاتب عن ذكر ماذا يعنى المسيح بالنسبة للمسيحيين ؟ نوضح أنه يعنى أنه يأتى (كنبى ومللك وكاهن على رتبة ملكى صادق) وهو ما توضحه رموز الهدايا التى قدمت للمسيح فى ميلاده ويشرحه الوحى فى الرسالة للعبرانيين ، كما أنه اللوجس ،وتجنباً للخوض فى مزيد من التفاصيل والشرح لضيق المجال ، حيث أن كل مسطلح له دلالاتة ومعانيه ، نجد أن كل هذا يقدم الاستدلال الالهى عبر نسيج الوحى من سفر التكوين حتى رؤيا يوحنا اللاهوتى لألوهية المسيح المتجسد .
•تحدث الكاتب عن ما يعرف لدى المسيحيين بعقيدة الخطية الاصلية ، إلا أنه قدمها مبتورة عن سياقها الفكرى ، مُحدثاً خلط بين طبيعة أدم وخطيتة ، فإيمان المسيحيين أن فداء المسيح لا لكى يخلصهم من خطية أدم ! بل من طبيعة أدم الساقطة المحبة للخطية بعد سقوطه بأكله من الشجرة ، فمن لديه الالمام بالثقافة المسيحية يعرف أن عقيدتنا تؤمن بأن الابن لايحمل أثم الاب والعكس ( حز 20،19:18 ) ، وعليه فلاستدلاال الذى قدمة من سفر التكوين 22:3 ناقص حيث غفل باقى الشواهد الكتابية المكملة والموضحة للعقيدة ولا سيما من العهد الجديد وبخاصة أكتمال الاعلان بتحقيق أكتمال النبوة بأدم الثانى فى يسوع المسيح (1كو47،45:15 ) ، فالعهد الجديد كامن فى العهد القديم ، والقديم مشروح فى الجديد . وطبعاً غير المسيحيين لا يعرفون شىء عن كل هذه الامور ! . لكن الجدير بالملاحظة لمن يقراء المقال المشار أليه يجد شهادة من الكاتب نشكره عليها ، دون قصد طبعاً بوحدة الاتجاه فى الكتاب المقدس بعهديه حيث قال "وهو ما أشير إليه فى الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحيين " وهو أحدى دلالات صدق وصحة الرسالة المسيحية ونفى شبهة الابتداع أوالتحريف .
•وحيث أننا فتحنا موضوع الكتاب المقدس فقد تحدث فى المقال بأسلوب يثير الشبهات حول صدق قانونيته بأعتباره وحى من عند الله وبخاصة الاناجيل ! ورغم معرفتنا لدوافعه لهذا الاتجاه حيث أن الاناجيل تتضمن كل ما يخالف عقيدته إلا أنه لايمكن أن يكون مبرراً للطعن والتشكيك فى إيمان الاخرين ، فمن المؤكد أن المسيحيين أتباع دين الاكثرية فى العالم وهم الذين يرجع لهم الفضل الاكبر فى صناعة الحضارة المتقدمة الحديثة بكل مشتملاتها ، بعدما نزعوا كل غطاء عن العقل سواء كان حجباً أو نقاباً ، أرتضوا أن يتخذوا كتب كُتبت بأيدى الناس كأى كتابات أدبية ليعتبروها ألاعلان والوحى الالهى لأيمانهم وعقيدتهم ؟ !! والعجيب أن الذين يقدمون الاتهامات والتشكيك هم الاقل عدداً وعلماً ؟ !! .
1-الواقع أنه من المتيقن لدينا أن كل الكتب الدينية كُتبت بأيدى الناس حيث لم يكن قد تم أختراع ألة الطباعه الحديثة بعد ! عدا لوحى الشهادة التى قدمها الرب لموسى وهى التى كان يحملها الشعب اليهودى فى تابوت العهد (خر18:31،16:32، 1:34) ولكن من المؤكد أن هناك فرق بين ما كتبه رجال الله مسوقين بالروح القدس وبين مؤلفات البشر(2بط21،20:1) . والجدير بالذكر ان الالمانى مخترع اول الة للطباعة ذكر أنه أنتجها لطبعة الكتاب المقدس .
2- تشهد البشائر نفسها أنه قد أنتشرت مؤلفات كثيرة عن حياة السيد المسيح وليس فى القرن الثالث كما ذكر الكاتب بل منذ القرن الاول ! "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الامور المتيقنه عندنا"(لو1:1) ، "وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ، إن كتبت واحدة واحدة ، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبه "(يو25:21) . وهنا يحق لأى مفكر أن يتساءل .. إذاً لماذا هذه الكتب السبعة وعشرون مكونات العهد الجديد ، هى فقط التى أصبحت أكتمال الوحى الالهى للمسيحيين ؟ وهل هناك قانون أو معيار أفرزت بواسطته هذه الكتب عن غيرها لتكون هى الكتاب المقدس للمسيحيين ؟ ومتى وضعت هذه معاً ؟ وهل أتفقت الكنيسة أو كل الكنائس المسيحية على هذا المعيار ؟ الواقع إن هذه الاسئلة وغيرها هى جوهر أهتمام الكنيسة المسيحية العامة منذ نشأتها، وقد تم الاجابات القطعية لها ، وأستراح لها رأى وضمير الأجماع الكنسى بقيادة وأرشاد وسلطان الروح القدس ، وإن كان لا يفهم غير المسيحيين وبعض المسيحيين المنتسبين فقط ، دور وفاعلية الروح القدس ! كما أن هذه الاسئلة هى أيضاً صلب المادة الدراسية للباحثين فى كليات اللاهوت الاكاديمية ومدونة بألاف المراجع .
ومن أهم الشروط التى يجب توافرها لتحديد قانونية الاسفار ما يلى :
-أن يكون المصدر من الرسل المعينين والمُعاينين .
-وحدة التطابق فى السياق العام مع العهد القديم .
-صحة النبوات المذكورة ودقة تطابقها .
-التحقق التاريخى والزمنى والجغرافى للتأكد من صحة الاحداث .
-عدد المخطوطات وفحصها بالوسائل العلمية والتأكد من مصادرها .
وسوف نتناول ألان الاجابة عن الشرط الاول فقط وبطريقة مبسطة وهو يفى الغرض للرد على تشكيك الكاتب وهذا يُلزمنا العودة لبدايات التاريخ المسيحى . بدء السيد المسيح خدمتة بأختيار الرسل ألاثنى عشر(5،1:10) وتلمذتهم وأعدادهم ليكونوا النواة الاولى للدعوة للملكوت ثم أختيار دائرة أوسع عددهم سبعين (لو1:10) هؤلاء جميعاًهم من أستئمنوا على الانجيل بموجب سلطان الهى بمراقبة مجموعة صغيرة من الاثنى عشر أطلق عليهم المعتبرون أنهم أعمدة (غل 9:2) ثم خمسمئة (1كو6:15) وبعد الصلب والقيامة والصعود للسيد المسيح كان يوم الخمسين وهو تأسيس الكنيسة لتكون قاعدتها فى أوشليم وهم الرسل الاثنى عشر ثم السبعين (أع1:2-13) الذين كان يتم أرسلهم فى بعثات تبشيرية أثنان أثنان وهذا هو ما يعرف بالسلطان الرسولى ، ولم يكن لأحد الحق فى الكرازة بالانجيل إن لم يكن من الاثنى عشرأوالسبعين أو من نالوا السلطان الرسولى وحتى بولس الرسول رغم أن أنضمامه للخدمة كان بدعوة خاصة وتجلى الهي إلا أنه خضع للنظام بالحصول على السلطان الرسولى (غل1:2-10) . وكان هناك مراقبة شديدة على التعليم الانجيلى وهذا ما شهد به لوقا البشير وأيضاً بولس (غل6:1) ، (1تس4:2) . وهذا الانجيل الذى يكرز به هو أقوال وتعاليم ووصايا ومعجزات وحياة الرب يسوع وصلب وقيامة السيد المسيح وهذا هو الانجيل الذى قدمه السيد لهؤلاء خلال فترة تواجده على الارض وجعلهم شهوداً على ذلك (مت13:26) ، وأئتمنهم على توصيله للعالم (مر15:16) .
3-ولتحرى الدقة العلمية فى اللفظ والمعنى فكلمة الاناجيل كلمة خاطئة ! رغم شيوع أستخدامها ، فالصحيح أن المسيحيون ليس لديهم إلا أنجيل واحد فقط هو أنجيل شخص الرب يسوع المسيح رواة وسجله أربعة كُتاب فقط حسب الشروط التى سبق ذكرها وهم متى ولوقا ومرقس ويوحنا ، وهذا لحكمة عند القدير ، حيث شرع الرب فى وحيه المقدس ضوابط الشهادة لثبوت الحق وهو شاهدين أو ثلاثة (تث15:19 ، مت16:18 ، 2كو1:13) وهو فى عدله لايستثنى ذاتة من شرعه فثقل أربعة قدسين ليقدموا شهادة العهد الجديد دون أتفاق فى أزمنة وأماكن مختلفة ليسجلوا أنجيل الفداء للبشرية "الذى كان من البدء ، الذى سمعناه ،الذى رأيناه بعيوننا ،الذى شاهدناه،ولمسته أيدينا ،من جهة كلمة الحياة"(1يو1:1، لو2:1) وكلمة الانجيل ورد ذكرها 4مرات بمتى و8 بمرقس و60مرة بكتابات الرسول بولس .. الخ .
4-وكلمة العهد القديم والجديد هى تسميات بحسب الكتاب المقدس نفسه ، فنجد فى (2كو14:3) "عند قرءة العهد العتيق" وفى (عب1:9)"العهدالاول" وكلمة العهد الجديد(مت28:26،مر24:14،لو20:22،1كو25:11) .
5-والانجيل الذى لدينا ليس له علاقة بالأناجيل التى يتحدث عنها فى القرن الثالث ، فأنجيلنا سطره شهود سواء من الجيل الاول أو الثانى من التلاميذ . وقد أتفق الاجماع الكنسى بوثائق أن بشارة متى كتبت ما بين 75-80م ومرقس 64-70م ولوقا 80-90م ويوحنا ما بين 90-100م . وقد نُظم العهد الجديد كاملاً مع نهاية القرن الاول وهذا ما يُثبته التاريخ كما تُقدم شهادة الاباء مثل الشهيد يوستينوس 100-195م ، جاستن مارتن 150م ،مارسيون 165م ، ونكتفى بتاتيان 120م وهو صاحب كتابة "الدياتسترون"وهى كلمة يونانية مركبة معناها "خلال الاربعة"حيث مزج البشاير الاربعة وجعلها فى كتاب واحد .
وبهذا الذى هو جزء صغير من كثير يتضح أن المسيحية ليست نبت عشوائى فوضوى أنما أعلان ألهى متتابع ومتكامل عبر التاريخ لم يشوبه نسخ ، لتأكيد وحدانية وعظمة الله صانع التاريخ الماضى والحاضر والمستقبل ، كما يتضح أن المسيح هو محور العهد الجديد وأن أهتمام المسيح الاول لم يكن الكتاب ولكن الرسول ، ولم تكن الوثيقة بل الانسان . هذا الامر يختلف فى مضمونه وجوهره عما يقوله الاسلام من أن الانجيل نزل على يسوع أو عيسى بلغة القرآن ، فمفتاح معنى الانجيل ليس الكلمة المكتوبة ولكنه العمل الالهى الذى قام به الله بذاته (رومية16:1، 17) .
•أما عن عقيدة الثالوث المسيحى (وليس أمون ) ؟!! فهى مقننة منذ نشأة المسيحية بحسب الاعلان الانجيلى (مت19:28) ومنذ ذلك التاريخ وهى جزء أساسى فى تعليم الكنيسة عبر كل العصور .
•أما فى أشارتة لقضية الصلب فيهمنا هنا أن ننوه أننا نعلم ما يؤمن به الاغلبية فى هذا الموضوع ، وما يبذل من مجهود للتشكيك فيما ذكر العهد الجديد وذلك بالطعن فى صحة الوحى وتحريفه ! وفى هذا لنا كلمة مختصرة ، أذا أختلفنا فى شأن شهادة الكتاب المقدس بحسب الزعم ، لماذا لا نذهب للشهادة الخارجية أى التاريخ ؟ !! .
•وبهذا نختم حديثنا أنه من اللافت للنظر أنه فى وسط ظهور كل هذه البدع والهرطقات لم تخرج أشارة أو تلميح لمحاربة المختلفين أو أحكام بأهدار الدم رغم أن المسيحية صارت قادره على ذلك ولا سيما وقد أصبحت الامبراطورية الرومانية مسيحية ! فلم يتعدى الامر كونه حوار فكرى .
وقد يتساءل قائل لماذا كل هذا البحث والتطويل ؟ وهل كلمة طائشة أو سؤال مغرض من نفر ما تستحق كل هذا الحكى ؟ نعم ، فمادام لدينا الجواب الحق والعلمى لماذا نصمت ؟ وربما هذه الكلمه الطائشه أو المغرضة يستخدمها الشيطان لخداع جاهل أو ضعيف فى الايمان ؟ . وإن كان لهذا أو ذاك فى مجتمعنا كلمة طائشة أو سؤال مغرض يمس أيمان المسيحيين وكتابهم وعقائدهم وتاريخهم ، فنحن لنا أيضاً مئات الكلمات الطائشة فى ذات المواضيع وألاف الاسئلة المغرضة على سند علمى ننتظر ألاجابة المنطقية عليها ، وكما يسئلنا الأخرون بلا تحفظ أو أدب ، فلماذا لايحق لنا نحن أيضاً أن نطرح أسئلتنا بلا تحفظ ، وإن فعلنا قامت القيامة وفتحت التحقيقات بتهم الأذدراء ؟!! .
أننا نشجع كل مسيحى أن يفتخر بأيمانه وكتابه وعقيدته وأن يثبت فى المسيح الذى قال "تعرفون الحق والحق يحرركم"(يو32:8) .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :