الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
  • ٠٤:٣٠
  • الاربعاء , ٣٠ اغسطس ٢٠١٧
English version

حديث آخر الشهر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٢: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣٠ اغسطس ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
د. مينا ملاك عازر
كعادتنا في كل مرة نلتقي بهذا العنوان الذي يتصدر المقال نبتعد عن السياسة، ونلتقي بأي شيء آخر، إجازة يعني من الآخر من هموم الحياة، ولذا أقدم لكم هذه القصة القصيرة لتكون موضع مقالي اليوم، والقصة قرأتها وليست من تأليفي.
 
دخل الجنود قرية، واغتصبوا كل نسائها إلا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته، وقطعت رأسه وبعد أن أنهى الجنود مهمتهم، ورجعوا لثكناتهم ومعسكراتهم، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقة إلا هي خرجت من بيتها وجاءت حامله رأس الجندي بين يديها، وكل نظراتها عزة نفس واحتقار للأخريات، وقالت هل كنتم تظنون أتركه يغتصبني دون أن أقتله أو يقتلني، فنظرت نساء القرية لبعضهن البعض وقررن أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن بشرفها، ولكي لا يسألهن أزواجهن عندما يعودون من العمل لما لم تقاومن مثلها فهجموا عليها على حين غفلة، وقتلوها.
 
قتلوا الشرف ليحيا العار، هذا حال الفاسدين في مجتمعات كثيرة اليوم، يقتلون ويعزلون ويحاربون كل شريف كي ﻻ يكون شاهداً على فسادهم، والشهادة التي يتوقعونها من الشريف ليست شهادة ضدهم، ولكن هناك من يريد أن يرى الكل عينه مكسورة مثله، مذلول مثله، ليشعر أنه ليس وحده الفاسد المخرب المدمر الحقير البائع لكل ثمين، لذا فهو إما يقتله قتلاً جسدياً وهذا أرحم من ذلك القتل المعنوي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام، بهجوم متوحش يشنه فقط آكلي لحوم البشر على إخوانهم البشر، لينهشوا في سيرهم وسمعتهم في سبيل إرضاء فاسدهم الذي يوجههم أو فاشلهم الذي يوجههم.
 
ومصابنا الكبير في هذه الأيام، أننا نرى الفاسدين يحبون تولية الفاسدين والفاشلين، وتجد المدير الفاشل يبحث عن مساعد له أفشل منه، لألا يصير عبيط في عين مساعده، ويبقى هو مصدر الحكمة والإلهام والوحي الفكري.
 
وتجد المدير الفاسد يطرد الشريف من إدارته لألا يشعر بالنقص أمامه أو يجذبه لدائرة الفساد الخاصة به أو يورطه ظلماً وبهتاناً حتى لا يصبح للشخص الشريف عين يبجح بها فيه ويلومه ويحاسبه.
 
هناك من يتعبون من النظافة، نظافة العقل والجيب والذمم، فتجدهم يبحثون عن الأدنياء ليعلون بهم لأعلى، ويحيطون أنفسهم بهم، وتباً لمجتمع ولى انسان في غير محله وتركوه، فهو سرعان ما سيفسد من حوله.
 
المختصر المفيد إن ألف منافق يجلسون في ثنايا تاجك، رغم أنهم يشغلون ذلك الحيز الضيق إلا أنهم يفسدون القطر كله.