الأقباط متحدون | تكبيرات الشيخ "محمد حسين يعقوب"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٥ | الجمعة ٢٥ مارس ٢٠١١ | ١٦ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تكبيرات الشيخ "محمد حسين يعقوب"

الجمعة ٢٥ مارس ٢٠١١ - ١٩: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مايكل مجدي
تكبيرات وهتافات وصيحات النصر المبين، هذه التي دوَّت في أرجاء الحي الذي يعقد فيه الشيخ "محمد حسين يعقوب" درسه الديني المعتاد، فالشاشات في الشوارع والسمَّاعات بصوتها المدوِّي تخترق الجدران، والحشود الجماهيرية تغطي الشوارع والأزقة لسماع فضيلته، وهذا شئ جيد أن يكون هناك جموع من البشر تحتشد للعبادة والسمع عن فعل المعروف والحسنات والخير للجميع. ولكن هذا ما لم يحدث، فقبل صدور الأخبار الرسمية مع المسئولين عن نتيجة الاستفتاء، جاء إلى فضيلة الشيخ الخبر بنتيجة الاستفتاء بأغلبية من قالوا "نعم"، ولن أعلِّق على كيفية تسرُّب الخبر! وأيضًا لن أعلِّق على الفيديوهات التي رصدت حالات التزوير العلنية لداعمي "نعم"، وأُعيد التفكير في الخطاب الديني قبل الاستفتاء، وقد بكى قلبي من الضحك على كم الضلال الذي سمعته يُقال للشعب البسيط الذي يحترم المشايخ والقادة الدينيين، ويعتبر كلامهم مُنزَّل وفي غير موضع جدال ولا نقاش.. هذا الشعب البسيط سمع أن من يقول "نعم" ينصر الإسلام، وأن من يقول "لا" يريد أن يتولى الرئاسة مسيحي، وأن من يقول "نعم" كافر وخائن لدينه، وأن من يقول "نعم" له نصيب في الجنة وهو من المجاهدين.

وبنفس الطريقة المعتادة، تم إلباس عباءة الجهاد للموقف، وهذه المرة في "غزوة الصناديق" بحد قول الشيخ "حسين يعقوب"!

إني أتعجَّب من ردود الأفعال وأسأل فضيلته: يا فضيلة الشيخ، منْ قال أن الاستفتاء له أي علاقة بالدين؟ لماذا تضع الحس الطائفي بين مصريين أشقاء ذاهبون لتقرير مصير بلدهم؟ ولماذا تضع جوًا من الصراع وتنادي بقولك إنها "غزوة" (غزوة الصناديق)؟ هل هي حرب بين أبناء الوطن الواحد؟ ماذا لو خسرت ومن قالوا نعم؟ هل كنت ستهدر دم من قال "لا"؟ وأقتبس ما قاله فضيلة الشيخ "أسامة القوصي" عن منْ ركبوا موجة الثورة بالزي الديني: "الذين يريدون أن يدخلونا الدكان أبعد الناس عن الدين، والذين يريدون أن يخرجونا من السعة إلى الضيق أبعد الناس عن الدين، ومن حق الإخوان المسلمين أن يتكلموا عن أنفسهم وليس من حقهم أن يقولوا نحن المسلمون، ومن حق من يدعي السلفية أن يقول نحن الجماعة السلفية ويحدِّد منْ هو ولا يقول نحن السلفيين".. ويصرح بكل قوة: إنه يرفض أن تمثلوه، ولا أن تمثلوا عموم المسلمين.

الحقيقة، أنا في وضع التعجب من قبل الاستفتاء بأيام، حين لمست في أرجاء المحروسة الزحف الفكري الديني بفعل فاعل، وهم الجماعات الإسلامية بكل فرقها وطوائفها؛ فقد اجتمعوا أخيرًا على شئ بعد أن كان لا يجمعهم شئ غير أن لا يتفقوا! ولكنها حدثت، فقد احتشدوا وبكامل قواهم وجموعهم على خراب "مصر" بكل أسف، فبعدما تعب وقُتل وجُرح الشباب في الثورة، ودفع المئات من الشباب المصري الأصيل ثمنًا باهظًا ليعطي لغيره الحرية، وبعدما مات الشهداء تاركين أبناء وبنات بلا أب يهتم بمستقبلهم ويغمرهم بحنانه، وبلا ابن يرعى شيخوخة والديه، وبلا زوج تستند عليه زوجته- دفع هؤلاء الشباب التكلفة، ليس لينعموا بالحرية هم، لا بل لننعم نحن بها، أي لينعم بها الذين اختبأوا خلف غطاء الفراش مكتفيين بمتابعة شاشات الأخبار، تأتي اليوم القيادات الإسلامية لتقتنص الثورة وتسرق عرش الوطن! والآن هل تغازلكم أحلام الثورة الإيرانية؟ الثورة الإيرانية كانت من البداية بنفس النهج الإسلامي. والآن أتساءل: أي نصر تعتقد يا فضيلة الشيخ أن الله أعطاه لك والشعب قد أدلى بصوته بالباطل؟ أي نصر من الله باستخدام الخدعة والتضليل؟ هل يشترك الله في مثل تلك الأفعال (حاشا لله سبحانه). المعركة الحقيقية معركة الحرية والديمقراطية، وخاضها الشعب ونجح فيها، وعندما بدأ بناء أول حجر في نظامه السياسي، فتمتد يد خفيه وتكسر الحجر، وأتساءل عن وطنيه فاعلى ذلك!

وأدهشني جدًا حفاوتك بالديمقراطية، وكأن هذا رأيك منذ القديم!! وأسأل أين الحديث عن الشورى؟ وهل تفضل الديمقراطية الآن لأنها رجحت ما تفضله؟ وأقول: يا فضيلة الشيخ، إن الديمقراطية هي بركة للمستنير ولعنه للجاهل والمضلل، وأحب أن أطمئنك أن زمن الجهل راحل وبغير عودة، والشعب في طريقه للنضوج الكامل، ولن يرضى بتبديل فرعون بفرعون آخر فقط غيَّر زيه وملامحه، وأن الغزوة الحقيقية هي ضد الضلال والكذب والعبث بعقول البسطاء، ولن نقبل بغير النصر، وإنها مسألة وقت فقط ويدرك كل مصري إنه صاحب العقل في تقرير مصيره، وأن الدين لله والوطن لا دين له، وأن الله لم يرسل وسيطًا يتكلَّم عنه في زى شيخ في أيامنا هذه. فالشعب هو سيد قراره، ونصيحتي لكل رجال الدين المسيحي والإسلامي "لا تقحموا الدين في السياسة"، ولا أتحامل بكلامي هذا على الدين الإسلامي، فالمسلمون هم أشقائي ولهم كل تقدير واحترام، ولكني بكل حياد أنادي بالدولة المدنية. فحتى الدولة الدينية المسيحية لم تنجح.

فالدين ليس مجاله السياسة، ولكنه علاقة مع الله، ولا أعلم لماذا يريد الإسلاميون إعادة التجربة الإسلامية في الحكم بعد انتهائها من قرون غابرة، وحتى الدول التي إتَّبعت هذا الفكر لم تتقدَّم خطوة بل كانت في الهبوط والتدهور مثل "الصومال" الآن. وحتى الدول التي حافظت على إتزانها برغم وجود الفكر الإسلامى السياسي، أصبحت دولًا عدائية مع باقى الدول، بل ومع دول مسلمة شقيقة أيضًا، والسيناريو هو هو، والزمن يعيد نفسه. فما أن اجتمعت الجماعات الإسلامية على قضية وانتصروا حتى تظهر بينهم الشقوق والشروخ ويقاتل أحدهم الآخر..

في نشوة النصر تطرَّق فضيلته بقول أن "اللي مش عاجبه يمشي عنده أمريكا أو كندا"!!! وعلى قلبي أقول لأ، إن جيت للحق البلد بلدنا إحنا، ومش هنمشي ولا عمرنا مشينا رغم كل الظروف اللي حصلت لنا قبل كده.. الكنيسة باقية على مر العصور. ولكن عندى فكرة أجمل من أمريكا وكندا، لماذا لا نفكِّر في الصومال أو أفغانستان أو حتى إيران، فهى بلاد جاهزة لمثل تلك الأفكار، وما نراه فيها لا تُحسد عليه، ويكفى فعلًا ما نسمعه عنها، ونريد لبلدنا الخير؛ فنحن سكانها الأصليين كما قلت قبل ذلك، من جنس مصري أصيل لا غش فيه، ولا جنس مهاجر، ولا جنس خليط من المهاجرين والوطنيين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :