الأقباط متحدون - المدفون حياً , يقوم
  • ١٤:٢٢
  • الخميس , ٣١ اغسطس ٢٠١٧
English version

المدفون حياً , يقوم

د. جون مجدى

مساحة رأي

٤٦: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٣١ اغسطس ٢٠١٧

المدفون حياً , يقوم
المدفون حياً , يقوم

بقلم - د. جون مجدي
سمعتوا قبل كده عن قصة (( المدفون حياً )) ؟!!!
(( جاريد نيثان ))

كان عمره 33 عام عندما سافر من بلده أمريكا إلي أفغانستان ليعمل على عربية خاصة لنقل الغذاء لضحايا الحرب
ترك زوجته و ابنته و سافر إلي النصف الثاني من الكرة الأرضية بحثاً عن لقمة العيش
و لم يكن يدري أن ذاهب إلي الجحيم بل ما هو أسوأ
و أثناء نقله للغذاء في اليوم الثاني لذهابه هو و مجموعة من العاملين معه
هاجمتهم قوات تنظيم القاعدة و أخذوهم جميعهم رهائن ماعدا جاريد نيثان
أخذوا جاريد نيثان و خدروه و دفنوه حياً في تابوت تحت الأرض
و عندما فاق وجد نفسه مستلقياً في تابوت تحت الأرض
لا يستيطع أن يتنفس بسهولة و لم يجد حوله غير ولاعة و تيليفون محمول
و رن هذا التيليفون المحمول و كان أحد الخاطفين أخبره الأتي :

قم بالإتصال بالخارجية الأمريكية و أخبرهم أنه لو لم يدفعوا 7 مليون دولار لنا اليوم قبل الساعة 9 مساءاً
سوف نتركك مدفون حياً في هذا التابوت حتي تتعفن
اتصل سريعاً جاريد بالخارجية الأمريكية و أخبرهم بكل شئ
و لكن الرد كان قاسياً : " أمريكا لا تتفاوض مع الإرهابيين"


فقال لهم جاريد : هل سوف تتركوني أموت هنا وحدي و لن تفعلوا شيئاً ؟!
فأجابته مندوبة الخارجية الأمريكية : لا
لقد اتصلنا بقائد تحرير الرهائن في أفغانستان "النقيب بيرماك " و أخبرناه بحالتك
و سوف يفعل قد استطاعته حتي يحررك
اتصل جاريد بقائد فرقة تحرير الرهائن النقيب بيرماك , و قال له : هل حقاً سوف تنقذني ؟!
هل قمت بإنقاذ حالة مشابهة من قبل ؟!
فأخبره النقيب بيرماك : أنه قام بإنقاذ شاب في كلية الطب يدعي "مارك وايت"

و سوف ينقذه
أطمئن جاريد نيثان قليلاً
و لكن سرعان ما رن الهاتف و كان أحد الخاطفين عرف أن الخارجية الأمريكية لن ترسل مالاً , فقام بقتل أحد العاملين الذين كانوا مع جاريد علي العربية و أرسل الفيديو له على الهاتف
كي يرتعب و يتصل ثانية بالخارجية الأمريكية و يعلمهم بما حدث
ثم قال له أحد الخاطفين قم بقطع أحد أصابعك حتي يروا دماءك و يعلموا أننا لا نمزح
فقطع جاريد بالفعل أصبعه و صور ذلك فيديو و أرسله إليهم
و كانت الرمال تنزل داخل التابوت تدرجياً حتي اقتربت من أن تملأ التابوت بأكمله
أخيراً اتصل بيه النقيب بيرماك و أخبره بأنهم مسكوا أحد المتمردين الأفغان و أنه أخبرهم أنه يعرف مكان أحد دفنوه حياه
فقال له جاريد نيثان , هل حقاً سوف تخرجوني من هنا ؟!!
فقال له النقيب بيرماك : نعم بالفعل قد وصلنا إليك نحن نفتح التابوت


تماسك
تماسك يا جاريد
يا إلهي
يا الله
أنا أسف حقاً يا جاريد
أنه مارك وايت
جاريد يصرخ ماذا ؟!!


مارك وايت , ألم تقل لي أنك حررته
فقال له النقيب : أنا اسف يا جاريد , سامحني : كنت أحاول أن أعطيك الأمل
يصرخ جاريد : أه أه سوف أدفن حياً


لم يتبقى غير ثواني , لينقذني أحد , أجوك انقذني ... ( تنقطع المكالمة)
يغمض جاريد عينه كي يموت بسلام لم يتبقي فقط غير ثوان معدودة و يمتلأ التابوت بأكمله بالرمال
و هنا يمر شريط حياة جاريد نيثان بأكمله أمام عينه:
يتذكر اباه و امه و اخوته , يتذكر زوجته و ابنته التي سوف تتيتم


يتذكر كل شئ
فيطلق صرخته الأخيرة و ينتفض بكل ما فيه من قوة
و يحاول أن يكسر التابوت ليس بقوته الشخصية
إنما بقوة رجل أصبح لا يملك غير خيار واحد
و هو أن ينقذ نفسه بنفسه
أن يقيم نفسه بنفسه
أن يحيي نفسه بنفسه

و لأن المعجزة لا تحدث إلا عندما ينطرح الخوف منك تماماً
حدثت المعجزة و أنكسر التابوت المكبل بالحديد


و خرج جاريد نيثان حياً عظيماً جباراً من رحم الموت
عندما خرج وجد القوات الأمريكية تقترب منه و استدلوا عليه من صورته التي كانت قد أعلنت عنها الخارجية الأمريكية
و لكن العجيب و المدهش في الأمر : أن جاريد لم يكن مرعوباً أو جسده يرتعش
و لكنه كان يقف صلباً رافعاً عينه إلي فوق بكل ثقة و قوة
عالماً أن المعجزة قد حدثت


عندما عاد جاريد نيثان إلي أمريكا : استقبله الشعب كبطل قومي
عاد من جديد يري زوجته و ابنته , عاد ليري الحياة و يدرك أعظم معانيها بعد أن رأى الموت
هذه القصة قامت هوليوود بإنتاج فيلم خاص عنها اسمه


((Buried))
لكن جعلوا نهايته أنه مات في التابوت 


و لكن النهاية في معجزة الأمل هى أنه رفض الاستسلام , رفض الموت. و قاوم حتى النفس الأخير
إني لا أوجه قصص تلك المعجزات لأي شخص


إنما لمن هو الأن موجود في رحم الموت و يعتقد أن الحياة قد انتهت و أظلمت و لم يعُد أحد معه
حقاً وسط كل هذا , تستطيع أن تقيم أنت نفسك بنفسك
تستطيع أن تختبر معجزة الأمل و الإيمان


تستطيع أن تختبر كم أنت قوي ! كم أنت جبار !
قد آن الآوان أن تقوم
قُم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع