الأقباط متحدون | الاعلام المصرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٧ | السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ | ١٧ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الاعلام المصرى

السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :  حنا حنا المحامى
الاعلام من أنبل المهن التى عرفها الانسان بل وأخطرها على الاطلاق.  ذلك أن الانسان يعرف ما يدور حوله وفى العالم بمجرد أن يضغط على زر جهاز أمامه, أو يقرأ صفحة فى جريده.

من هنا كانت مصداقيه الاعلام شيئا خطيرا بل هى أهم عنصر من عناصر الاعلام.  وبدون تلك المصداقيه يكون الاعلام لغوا لا معنى له, بل يكون خطرا على المجمتع وعلى الوطن بأكمله.  أما إذا احترف الاعلام مهنة الكذب فيكون الامر أخطر عنصر من عناصر الفساد.

وفى الدول الراقيه المتمدينه هناك ما يسمى ب "أخلاقيات المهنه".  بمقتضى هذه الاخلاقيات يلتزم الاعلامى بالصدق المطلق.  ولا يقصد بعبارة "المطلق" أن يتأكد الاعلامى من صحة النبأ أو الخبر قبل نشره.  ليس هذا هو المقصود وإلا لما نشر أى نبأ على الاطلاق.

ولكن المقصود بالصدق هو أن يتحرى الاعلامى صحة الخبر بالوسائل المتاحه فينقلها كما هى دون تحريف أو تزييف.  وينسب الخبر إلى مصدره إن لم يكن متأكدا من صحته.  كما أن التعليقات على الاخبار تستهدف بالدرجة الاولى المصلحه العامه فى ظل القيم والمثل العليا والاخلاق.  وإذا انحرف الاعلامى عن جادة الصواب أو أخلاق المهنه, عوقب وقد تصل العقوبه إلى الفصل من النقابه ومن ثم من عمله.

والخبر الصادق يمكن أن يترتب عليه نتائج خطيره قد تصل إلى إقالة وزاره أو محاكمة وزير أو رئيس وزراء أو رئيس جمهوريه.  بذلك يكون مكمن الخطوره فى صحة الخبر بالقدر المتاح وبالوسائل المتاحه قبل نشرها.
 
وقد كان إعلامنا فى النظام السابق من أخطر الوسائل التى عرفتها مصر فى الكذب والتزييف, بل والفساد.  وقد ساعد على ذلك المرتبات الخياليه التى كانت تمنح لرؤساء التحرير حتى يكونوا فى خدمة النظام الفاسد.  لذلك, وحفاظا على المرتبات التى لم تكن فى طبيعتها إلا رشوه مقنعه حتى يكون الاعلام فى خدمة النظام وفساد ذلك النظام,  فقد كان الدور الاساسى لرؤساء التحرير هو التسبيح بحمد النظام ورئيس النظام والدفاع عن فساد النظام والتعتيم على الجرائم التى يرتكبها النظام, الامر الذى ساهم وساعد على تدهور كل القيم والاخلاق.

وهكذا كان النظام السابق يرشى شخصا واحدا فى سبيل الاستبداد بملايين المواطنين.  كان الاعلام والجرائد القوميه ترى الفساد فتساهم فيه أو بأقل القليل تعمل على التعتيم عليه.  فتكون بذلك قد ساهمت مساهمة فعاله فى نشر الفساد والافساد.

يقال إن لكل صاحب مهنه ضمير.  هذا الضمير هو ما تسميه الدول الغربيه بأخلاقيات المهنه.  فوجدنا الضمائر قد راحت فى سبات عميق لا تفيق منه أبدا.  ورأينا رؤساء التحرير يسعون إلى نشر الفساد وليس فقط التعتيم عليه.  شاهدنا الجرائم التى يرتكبها العادلى وإذا بالصحافه القوميه التى تبتلع الحيتان ورؤسائها الذين يتقاضون الملايين يسبحون بمجد العادلى وكفاءته.  يسبحون بمجد مبارك والخير والعدل والرخاء الذى انتشر فى عهد مبارك, ولم يكن كل هذا الكذب إلا للحقاظ على الدخل الخيالى الذى كان يحصل عليه الاعلامى المبجل.  وبعد ذلك لتذهب المصداقيه إلى الجحيم, وليذهب ضحايا النظام إلى الجحيم وبذلك كان الاعلام شريكا فى كل الجرائم التى ارتكبها النظام السابق.

وهكذا نجح النظام فى الاستمرار فى فساده والويل والثبور وعظائم الامور لمن يدعى أن ضميره قد استيقظ أو أنه يلتزم بشرف المهنه او أخلاقياتها, أو يدعى بأن ضميره قد استيقظ لا سمح الله.

فقد شاهدنا إعلامنا المبجل كيف أنه أضفى كل أنواع التعتيم على مذبحة الكشح.  تلك المذبحه التى صرخ لها الضمير الانسانى العالمى من انجلترا حتى لبنان مرورا بكل دول أوروبا وكذا أمريكا.  مع ذلك وجدنا أن إعلامنا قد باع ضميره ودفنه حيا ولم ينبس ببنت شفه.  وعليه تمت تلك الجريمه الانسانيه البشعه التى ترتب عليها مقتل واحد وعشرين من الابرياء العزل.  وإذا بأعلامنا يرعى فقط الملايين التى يتقاضاها رئيس تحريرها وليذهب إلى الجحيم ضحايا الظلم والطغيان.

كذلك شاهدنا أنواعا شتى من فساد الاعلام.  منها تحريف الحقائق حتى يبرر الفعل أو التعتيم على الجرائم التى ترتكب فى حق الشعب.

ومن الممارسات الشخصيه لكاتب هذه السطور أن الاعلام كان يهاجم المهجر إذا ما ذكروا حقيقه أو واقعه يندى لها الجبين أو يتألم لها أى ضمير إنسانى.  فبدلا من أن يهب إعلامنا دفاعا عن الحق وصونا لكرامة مهنة الصحافه والاعلام, إذا به يهاجم أقباط المهجر بصورة رخيصه لا تتناسب مع أى إنسان مثقف, ناهيك عن الاعلام ورسالته.  فإذا به يتهم أى شخص فى المهجر يشجب الجرائم التى يرتكبها العادلى أو النظام ضد الاقباط, بأنه عميل وخائن ويستقوى بالدول الاجنبيه, إلى آخر تلك الملحمه المخزيه التى يندى لها ضمير الانسانيه.

وقد بلغ بذلك الاعلام المرتشى بأن شجع النظام على كل أنواع الفساد والجرائم التى ترتكب ضد الشعب وليس ضد الاقباط فقط.

ومن المعلوم أن الميت لا يمكن أن ينسب إليه حياه, بل لا يمكن أن ننتظر أن الميت يمكن أن يحيا ليمارس سلوكيات الانسانيه العاديه والطبيعيه.

من هنا كان يتعين أن ينظر القائمون على الحكم فى الوقت الحالى أن يضعوا الاعلام على رأس قائمة التطهير.  وذلك رغم أن الاعلام سرعان ماغير جلده ومبادئه ذلك أنه لا مبادئ له, بل المبدا هو الحقاظ على الملايين التى يتقاضاها وليذهب الشعب ولتذهب مصر ومصلحة مصر إلى الجحيم.

على ذلك كان الاعلام القومى أول من أشاد بثورة اللوتس ولكن بعد أن استتب بها الامر وأطاحت بالنظام السابق بكل فساده وإفساده.   إن الحرص على الدخول الخياليه أهم من المبادئ والقيم وأهم من حرية الانسان المصرى..

إننا نجد الاعلام القومى يندد بالفساد والجرائم التى ارتكبها العادلى ونظام مبارك.  لست أدرى أين كان الاعلام وقت تلك الجرائم؟  الساكت عن الحق شريك فى الظلم.

استتب الامر بالثوره البيضاء, وارتفع مشعل وشعار القيم والمبادئ الساميه والاخلاق.  ولكن بطبيعة الحال لا يمكن أن ينسب إلى الميت حياه, فقد رأينا نفس الاعلام يهادن النظام الحالى سواء الجيش أو الحكومه السابقه واللاحقه, إن كل القائمين على السلطه آلهه لا يمكن المساس بهم.  إنهم يسددون الرشوه المقنعه والملايين التى تدفع من قوت الشعب. 

حدث العديد من المتجاوزات, ولكنها فى نظر الاعلام هى الصحيحه والحقيقه والحق.  إنه يمارس نفس اسلوبه مع النظام السابق.  رأينا التعتيم على هدم سور دير الانبا بيشوى, ومن أثار الامر أثاره على أنه تعد على أراضى الدوله.  تنكر الاعلام للحقيقه من أن السور بنى بناء على تصريح شفهى, تنكر للضمير الانسانى الذى يميل إلى الحق والقانون, فتنكر للسبل القانونيه والتى تتفهم حالة  الضروره ثم يزال ما قيل إنه تعد بعد زوال حالة الضروره.  ولم يتنكر فقط لهذا الفعل, بل راح يؤيد تصرف الجيش.  وهكذا نجد أن الاعلام الذى ساهم فى نشر روح التعصب فى النظام السابق يسير على نفس النهج فى النظام الحالى.

شاهدنا كيف أن الجيش لم يتفاهم مع مجموعه من الشباب الذى ظل فى ماسبيرو بعد فض الاعتصام.  لم يتفاهم مع هؤلاء الشباب, بل راح يسومهم سوء العذاب والاهانه والمهانه.  فكان موقف إعلامنا المبجل أن التزم الصمت والتعتيم, حتى يرضى الجيش والقائمين على السلطه.  لقد مات الضمير ولن يستيقظ, إنها المكاسب الماديه التى لا يمكن التضحيه بها عسى أن يكسب عطف النظام الحالى فيستمر فى سلب الملايين من قوت الشعب المطحون, وتستمر الرشوه المقنعه بأى ثمن ولو على حساب القيم والعداله.  إن القيم والعداله ذهبوا من إسم كان (وليس خبرها) واستقرت الملايين التى تسدد على حساب كل القيم, وعلى حساب الملاليين من الشعب.

لقد فتح إعلامنا باب الفتن الطائفيه لكل من تسول له نفسه أن يهجم أو يهاجم المسيحيه, ولأنه إعلام فاسد بل فاسق لا يفتح الباب للرد على الافتراءات التى تسدد ضد عقيدة السلام والمحبه.  لا أخال أن إعلامنا لا يدرك أن تفتيت الوحده الوطنيه هو ضعف لقوى الوطن, بل هو اعتداء على القيم الانسانيه وحق الوطن فى التماسك, ولكنه كما سبق القول ضحى بكل القيم فى سبيل الكسب الشخصى وتكديس المزيد من الملايين.

لقد شهد الاستفتاء تجاوزات خطيره. رسالة الاعلام والصحافه هى الكشف عن هذه التجاوزات, ولكن هيهات, لقد أصبحت الفتن الطائفيه مصدرا من مصادر الكسب ذلك أن التعتيم عليها يحقق مزيدا من استقرار الدخول الخياليه التى لم يكن يحلم بها أى رئيس تحرير.

الامثله لا تقع تحت حصر ولكن أكتفى بهذا القدر ذلك أن الامثله كافه هى تكرار لما سبق ذكره.

خلاصة القول, إن مصر لن ترفع رأسها وتعرف طريق الديمقراطيه والحريه الحقيقيه إلا بإعلام نظيف يتفهم رسالته النبيله ولا يلقى بها فى طين الفساد والافساد والرشوه المقنعه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :