بقلم : لبنى حسن
حزنت من ممارسات الشرطة العسكرية خاصة ما حدث من قسوة فى فض اعتصام كلية الإعلام و ما انتشر على يوتيوب من فيديوهات مؤسفة, و أشعر بالقلق من التباطىء غير المفهوم للمجلس العسكري فى اتخاذ قرارت منطقية من شأنها تهدئة الاجواء و ضمان الاستقرار كتطهير المجالس المحلية و المناصب القيادية فى الجامعات المسيطر عليها من الحزب الوطني, و كالقبض على ثلاثى الفساد الشهير الذى يدير الثورة المضادة و يمولها و ينشر البلطجية, و كالتحقيق مع مبارك و اسرته فى هذا الكم الغير عادى من البلاغات و الفساد, وكعزل قيادات ماسبيرو المنتمية للحزب الوطنى بلجنه سياساته من أجل أنهاء اعتصام الألاف من شرفاء الاعلاميين المستمر منذ أكثر أسبوع لتطهير الاعلام من المضللين و الفسدة و البدء فى إعلام مواكب للثورة و روحها يسهم فى نشر الوعى و يتمتع بالشفافية و النزاهة و الصدق بدلا من أن يكون أداه لقادة الثورة المضادة الذين يصروا لليوم على التغطية المضللة و حجب رموز هامة للمعارضة و ابراز تيارات الاسلام السياسي و تلميع التيارات المتطرفة التى تخلط الدين بالسياسة فتفسد السياسة و تشوه نقاء و طهاره الدين ليفزع المجتمع المحلى و الدولي و يكره الثورة و يقلق من نتائجها.
و قد رأينا ممارستهم من سوء إستغلال لمنابر المساجد و نشر شائعات و أكاذيب بل و رشاوى وقت الاستفتاء (موثق من المنظمة المصرية لحقوق الأنسان) و بلاغاتهم للنائب العام ضد من يقول - حتى و إن لم يفعل - ما لا يروق لهم فقد طالت اتهاماتهم بالتكفير نائب رئيس الوزراء الفقية الدستورى الدكتور يحيى الجمل و كأن لا يوجد شىء أهم يفعلوه الآن فى هذا الوقت الحرج, أو كأن النائب العام لا يجد ما يشغله فقرروا تعطيلة بتوافه الأمور, فقد نكون فى انتظار بدء مطارداتهم لإعلانات التلفزيون أو أفيشات الأفلام أو تصريحات اى مطرب ربع مشهور ليبدوا الأمر و كأن كتب علينا إما تحمل الفساد و الإستبداد أو الوقوع فى براثن التسلط على الآخر و آتون الفتنه الطائفية و الرجوع للقرون الوسطى باسم الدين بينما الإسلام من مغالاتهم و تضليلهم و نشرهم للشائعات و الأكاذيب لإستغلال البسطاء براء.
الا أن برغم من كل ذلك فما يشعرنى بالفخر الحقيقي و يبعث فى نفسي الأطمئنان هو القاعدة الرئيسية العريضة فى الجيش من ضباط و جنود شرفاء محبين لوطنهم يبذلون كل ما فى وسعهم للسيطرة على اى محاولات للفوضى فى الشارع.
و لكن إستعادة الأستقرار و الأمن تتطلب سياسات عليا حاسمة تقضي على أسباب العلة, و ليس الأكتفاء بإحتواء أعراضها فى الشارع. نحن فى حاجة عاجلة لأن يتحكم فى مقاليد الأمور من لديه رؤية سياسية حقيقية لأهداف الثورة و وعى بالتاريخ و متطلبات اكتمال و حماية مكتسبات الثورة و علم بالتوازنات و القوى الدولية لان الكفاءه الميدانية عظيمة فى الميدان و لكنها لا تضمن النجاح أو حتى مجرد الأمان فى ظروف كالتي تمر بها مصر الآن.
أرى أن فى الحالة المصرية الفرحة العارمة بسقوط مبارك جاءت مبالغ فيها لأن الثورة قامت من أجل سقوط النظام الفاسد بأكمله و ليس بضع رموز, و أعتقد أننا الآن فى مفترق طرق حقيقي و خطير فأما أن تكون هناك محاكمات جادة لرموز الفساد و قوانين رادعه و ناجزه للحفاظ على مكتسبات الثورة كمصرية خالصة شارك فيها أطياف الشعب و ضحى بالدماء من أجل مصر مدنية ديمقراطية حرة و ليس من أجل اختطافها من حنجوريين او انتهازيين, و أن يكون هناك تطهير سريع من أجل التخلص من قيادات رموز النظام في المؤسسات خاصة الاعلامية و الجامعات و المحليات و الوزارت و النقابات حتى لا يكونوا وقودا للثورة المضادة أو نكون قد بدلنا خرابا بخراب اخر او ربما تركنا الخراب الأصلى و فتحنا الباب لخراب أضافي!