الأقباط متحدون | ست مصرية وخايفة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٣ | السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ | ١٧ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ست مصرية وخايفة

اليوم السابع | السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: علا الشافعى
قامت الثورة وكان الكثيرون منا يطمح فى التغيير الكلى، والبعض يرتضى بالتغييرات المرحلية خوفا من الفوضى أو الدخول إلى نفق مظلم، ورغم محاولات المستنيرين من أصدقائى ومعارفى تهدئتى طوال الوقت، حيث يؤكدون لى أن القادم أفضل والمستقبل سيكون «وردى وردى»، وبناء على النقاشات المتتالية بدأت أهدأ قليلا، ولكن بمجرد رؤية برامج التوك شو التى تحفل وتحتفل بقيادات الجماعة الإسلامية والجهاد والإخوان عاودتنى كل المخاوف وأصبحت الكوابيس والأحلام تطاردنى، مرة أرى نفسى محبوسة فى منزل ولا أستطيع الخروج منه، والشوارع مليئة بأصحاب الجلاليب والذقون، ومرة أخرى أرى ابنتى الصغيرة وهى مجبرة على ارتداء الزى الشرعى.

وأرجو ألا يسخر أحد من مخاوفى وهواجسى، لأنها كوابيس متتالية باتت تطاردنى باستمرار، ويتشارك فى مسؤوليتها النظام السابق والذى بدأت أشعر بأنه كان لديه الكثير من الحق فى تخويفى وتخويف الكثيرين من تصاعد دور الإسلاميين والأصوليين المتطرفين الذين كانوا يستخدمونهم كفزاعة لإرهابنا وتأكيد إما نحن أو هم، أما الجزء الأكبر فتتحمله برامج التوك شو والتى يعمل أغلبها بلا مهنية أو حرفية أو ضوابط، وكنت أتفهم أن يتهافت معدو ومقدمو البرامج على استضافة المتشددين وأن يظهر عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر ليتحدثا عن أسرار جديدة فى عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ولكى يعتذرا عن اغتيالهما لهذا الرجل فى يوم كان يحتفل فيه بانتصار مصر، ولكن للأسف اعتذر عبود الزمر فقط عن أن اغتيالهم للسادات جاء بمبارك رئيسا، ولم يتوقف عن هذا، بل أخذ يتحدث عن أمور مثل دفع الجزية من الأقباط، وقطع يد السارق.

أما الدكتور ناجح إبراهيم ود. كرم زهدى قيادات الجماعة الإسلامية فتحدثا مع عمرو أديب وغيره بابتسامة أرعبتنى أكثر ما طمأنتنى عندما سألهم تحديدا عن الأقباط والمرأة والسياحة وجاءت إجاباتهما بأنه غير ملائم تولى الأقباط الرئاسة وغير ملائم للمرأة، أما السياح فعليهم أن يشاهدوا الآثار ويحترموا إسلامية مصر.
وبعد أن سمعت حوارات الأصوليين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم لم أملك إلا أن أصرخ وصارت الكوابيس تأتينى فى صحوتى وليس منامى فقط، وأصبح من الطبيعى أن أجد نفسى أردد جملة «مدنية لا دينية»، وبدأت أحضر نفسى للخطة B وهى التى تتعلق بكيفية خروجى وبمعنى أصح هروبى من مصر فى حالة صعود الإسلاميين.

وبالمناسبة أنا لا أبالغ فى مشاعرى أو مخاوفى، خصوصا أن كل ذكرياتى عن الأصوليين سيئة، حيث لم أنس مشاهداتى لهم أثناء التسعينيات فى الجامعة وهم يحملون الجنازير أو وهم يتهمون الفتيات غير المحجبات بأنهن السبب فى وقوع زلزال 92 «لأن ربنا غضبان على مصر» أو مشاهد التفجيرات أمام مدارس الأطفال، وفى الميادين، واغتيال قيادات الأمن، وكل من اختلف معهم فكريا، حيث كانوا يلجأون إلى منهج التصفية الجسدية وصولا إلى التحرش بنا فى عربات مترو الأنفاق من الأخوات والمنقبات.
كيف لى أن أنسى عندما احتجزتنى إحداهن فى عربة السيدات بالمترو «وهاتك يا وعظ» وكأننى أنتمى إلى عصر الجاهلية، وكيف لى أن أمحى كل هذه الصور من ذاكرتى، وكيف لا أخاف أنا وغيرى من غير المحجبات اللاتى لا يلتزمن بالزى الشرعى، ولغة الخطاب التى يرددها هؤلاء لم تتغير.. مازالت كما هى قبل ثلاثين عاما!
والمفارقة المدهشة أن معظم مقدمى البرامج يفسحون المجال ويتعاملون كأنهم فى زفة مع قيادات منظمة تم اتهامهم بجريمة اغتيال السادات وبلا وعى حقيقى، لذلك أقولها بصوت عال: «أنا مصرية وبخاف من عبود الزمر والأصوليين».. أقولها الآن قبل أن يأتى وقت لا نستطيع فيه جميعا حتى أن نهمس «مدنية مدنية». > >




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :