نص حوار البابا مع قناة SBS
محرر الأقباط متحدون
٣٠:
٠٥
م +02:00 EET
السبت ٢ سبتمبر ٢٠١٧
كتب – محرر الأقباط متحدون
قال البابا تواضروس الثاني، أنه كان صيدليًا قبل أن يتجه لمسار الرهبنة، وأضاف في حواره مع قناة SBS، تخرجت من كلية الصيدلة سنة 1975 وعملت كصيدلي لحوالي 10 أعوام في مناصب مختلفة.
خلال 10 سنين ذهبت لأنجلترا لدراسة زمالة منظمة الصحة العالمية في مجال جودة الأدوية وأنتهيت من دراستي في الكلية الأكليريكية في إسكندرية، ثم دخلت الدير في 1986 وأصبحت راهبا في 1988 وبعد ذلك بـ 7 سنوات أصبحت اسقفا وبعدها بـ 15 عام أصبحت البابا.
-ما هي المعتقدات الشخصية التي جلبتك للمسار الكنسي؟
البابا : وفقًا لعادتنا في مصر وفي أوائل سنين عمرنا ننضم للكنيسة من خلال مدارس الأحد وخطوة خطوة نعرف كل شئ عن الكنيسة وفي النهاية كان إختيار الله أن أكون راهبًا وأصبح بابا الكنيسة وبطريرك الكرازة المرقسية
لدي أحلام كثيرة للكنيسة ...أحاول أن أزرع العمل المؤسي بها
قداسة البابا : كما تعلمين أنه في عام 2011 كانت هناك ثورة في مصر غيرت كل شئ لكن هذه الثورة تم سرقتها بعد ثلاثة ايام وبعض الجماعات حاولت تغيير النظام العام في مصر ...المصريين عامة مسلميين ومسيحيين يحبون الدين لكنهم لا يقبلون أن يكون النظام الحاكم ديني لذلك بعد عامين خلال 2013 هناك ثورة كبيرة أخري حدثت و صححت كل شئ وأبتدأنا العمل من البداية بدستور جديد ونظام إنتخابي رئاسي جديد وبرلمان جديد وكل المصريين لديهم أحلامهم لبناء مصر جديدة بإقتصاد جيد وتعليم جيد و قانون جيد وأيضا إعلام جيد ....هذه هي مصر الجديدة التي نرجوها
المذيعة : كم نبعد عن تحقيق هذه الأحلام في رأيك ؟
قداسة البابا: سنوات عديدة
المذيعة : عندما أصبحت البابا أتذكر كيف انك تحدثت علانية عن الكنيسة وكيف أنها يجب أن تنسحب من العمل السياسي ودورها يجب أن يكون روحي وتوجهها إجتماعي ...لكن بفترة قصيرة بعد ذلك كنت عضوا في المجموعة التي شاركت في عزل مرسي
ماذا حث من تغيير في ذهنك عن دور الكنيسة في الحياة المصرية؟
قداسة البابا: الدور الرئيسي للكنيسة هو الدور الروحي والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة وطنية ومنفصلة تماما عن السياسة لكن مشاركتنا في هذه الثورة كان من خلال المواطنة لأنه بجانب الدور الروحي لدينا الدور الأجتماعي لنخدم مجتمعنا نحن مصريين يجب أن نحافظ علي مجتمعنا ووحدتنا الوطنية مع كل أطياف الوطن ....هذا مهم جدا لتاريخ الكنيسة . الكنيسة منذ القرون الولي تعتبر منفصلة تماما عن السياسة لكن في نفس الوقت يجب أن تشارك في الجانب المجتمعي وما يخص المواطنة.
المذيعة : كيف ترسم هذا الخط ... فهو خط رفيع يصعب رسمه ؟
قداسة البابا : خط رفيع لكن من خلال التاريخ وبالنسبة لي ليس لنا معرفة بالسياسة مطلقا
المذيعة : كيف تحافظ علي دور الكنيسة ومشاركتها في دورها المجتمعي و تتأكد من الفهم الصحيح لدي الناس من أن الكنيسة ليست سلطة سياسية فقد
يستهدف أعضائها من اجل هذا ؟
قداسة البابا: أعتقد أن الكثير لا يعرفون كيف يفرقوا بين الدورين لكن في الواقع هذا هو دورنا
المذيعة : الدين الذي يحمل هذا الكم من المحبة ويتضح هذا جيدا من خلال تفاعلاتك مع الإوضاع كيف توازن بين هذه المحبة والخوف وحالة الحرب
قداسة البابا: نحن جزء من تاريخنا قبل هذه الهجمات كنا نصلي من أجل من يقيمون بها ضد الكنيسة والمجتمع وفي نفس الوقت نحبهم ونحن نسامحهم وننتظر أن تتغير قلوبهم لتكون صالحة ....فهذا شر
المذيعة : تحدثت لبعض من أساقفتكم و فهمت منهم أن الديانة المسيحية بها إستشهاد ويمثل الكثير في إيمانهم .....تحدثت عن الخوف كيف توازن بين هذا
وبين الرغبة في الأستشهاد؟
قداسة البابا: نحن كنيسة استشهاد و الخوف يعتبر شعور إنساني بالطبع لكن في نفس الوقت لنا قوة الإيمان في قلوبنا وهناك عيد سنوي للأستشهاد في الكنيسة واود أن أقول أن في كنائسنا نقرأ كل يوم من السنكسار قصة عن شهيد وهذا يقوي طريقنا ورؤيتنا وهدفنا السماوي
بعد الهجمات الأخيرة في مصر ...ديسمبر وأبريل الماضيين كانت كنائسنا ممتلئة بالمصلين إذا زرتي الكنيسة خلال أسبوع الآلام الماضي كنت ستجدي زحام
في أغسطس الماضي كان هناك عيد للسيدة العذراء مريم وهذا الأحتفال يدوم ل15 يوم
وفي يوم واحد في صعيد مصر حضر حوالي 3 ملايين مسيحي هذا الأحتفال...ازدياد في الأعداد أيضا هذه السنة
كل هذا يقوي إيماننا وطريقنا
المذيعة :لذلك نوعا ما هذه الهجمات أدت الي تقوية الأيمان
قداسة البابا : نعم
المذيعة : كيف يواجه الشخص هذا الشر كما وصفته ...من أين يجد الغفران في مواجهة هذا الشر؟
قداسة البابا: نجد الغفران من خلال إيماننا بالرب يسوع المسيح ومن خلال حياتنا الواضحة في تاريخنا الكنسي الطويل. إذا قرأتي التاريخ القبطي خلال القرون الماضية ستكتشفي هذا . لدينا قصص عديدة عن شهدائنا أطفال شابات شباب قسوس وإساقفة ....
كل هذه القصص تعطينا قوة خلال حياتنا اليومية ونعد مؤمنينا لحياتهم السماوية
المذيعة : الكثير من هؤلاء المؤمنين شباب...كيف تبقي الكنيسة علي علاقة بالشباب سواء في مصر أو في المهجر؟
قداسة البابا: في الكنيسة بمصر هناك أسقفية الشباب وأساقفة مهمتهم خدمة الشباب وهؤلاء الشباب يعتبروا الحلقة الذهبية في الوطن وأنشطة أسقفية
الشباب تمتد خارج مصر حتي إستراليا
هناك لقاءات أسبوعية في الكنائس خاصة بالشباب سواء داخل أو خارج مصر وهذه اللقاءات تساعدهم وتعلمهم عن حياتهم وتحافط عليهم مرتبطين بالكنيسة وتبنيهم لمستقبلهم لكن في نفس الوقت نحن نعاني من قلة عدد القادة الشباب ...هذه مشكلة حقيقية. فأنه لا يوجد عدد كاف من قادة شباب سواء
داخل مصر أو خارجها لخدمة الشباب. لكننا نحاول ان نعد قادة جدد
المذيعة : هناك منظمات شبابية وأحزاب وأفراد مسيحيين أنخرطوا في العمل السياسي مارأيك في دورهم ما مدي علاقتهم بالكنيسة أم هم يتبعون أجندتهم
السياسية الخاصة بهم ؟
قداسة البابا: أعتقد أننا نعد شبابنا ليس للكنيسة فقط بل للمجنمع والعالم كله ونشجعهم بالعيش بالمبادئ المسيحية سواء داخل الكنيسة أو خارجها ...نحن نريدهم أن يعيشوا حياة واحدة وليست حياة منقسمة ليس داخل الكنيسة بطريقة وخارجها بطريقة
نحن نربيهم أن يعيشوا حياتهم بالقيم والمبادئ المسيحية وطبقا لعادتنا واعتقد أن هذه طريقة جيدة لبناء شبابنا
المذيعة : ستقابل رئيس الوزراء قبل سفرك لمصر ما هي أجندة اللقاء بينكم ؟
قداسة البابا : بداية سنشكره علي التعاون مع جميع المجتمعات التي منها المجتمع القبطي في إستراليا وسنطالب أن الحكومة الأسترالية تتعاون مع مصر لأنها تعاني حاليا من بعض المشاكل الأقتصادية والتعليمية وبعض المشاكل الإعلامية.
المذيعة : عندما تقول وضع جيد ...هل تعني أكثر حرية؟
قداسة البابا : لا ...بالنسبة لعاداتنا . من المهم أن نحافظ على عاداتنا
المذيعة: سؤالي الأخير قداستك إذا أتيحت لك الفرصة لمواجهة من قاموا بالأعتداءات الأخيرة ....ماذا سوف تقول لهم ؟
قداسة البابا: أرجو منكم التوقف عن هذا السلوك المشين ...هذا العنف. أرجو منكم أن تبدأوا بداية جديدة للتفاعل مع المجتمعات وصنع مستقبل أفضل للجميع.
الكلمات المتعلقة