إياه أُعطيه
مرقس كمال زاخر
الأحد ٣ سبتمبر ٢٠١٧
مرقس كمال زاخر
ليس لى فضة ولا ذهب ولكن الذى لى فإياه أعطيك بإسم يسوع المسيح الناصرى قم وإمشى (أع 3 : 6 ) كان هذا رد القديس بطرس على أعرج من بطن أمه كان يجلس بإستمرار على باب الهيكل ليستعطى وإذ رأهما داخلان هو والقديس يوحنا بعد حلول الروح القدس عليهما بفترة قليلة تفرس فيهما عَلّه يأخد منهما شيئاً كان هذا الرد قاطعاً وعملياً إذ وهبه ما هو أعظم من العطايا المادية نعم عطيه إلهيه ألا وهى الشفاء .
وبعدما شُفى وثب الأعرج ودخل معهما الهيكل فأبصره الجميع بإندهاش إذ كان الأعرج معروفاً للجميع فتفرسوا فى القديسين بذهولٍ كيف صنعا هذا ؟ كيف جعلاه يمشى ؟
فجاء رد القديس بطرس ما بالكم تتعجبون من هذا ؟
ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشى (أع 3 : 12) كان الرد قاطعاً للمره الثانية ليؤكد أنها قوة يسوع الناصرى له كل المجد وليست قوة شخصية لأحدهما .
فى هذا المشهد أرانى احد هؤلاء المندهشون إذ رجعت بالذاكرة لفترة زمنية تسبق هذا الوقت بقليل فى مشهد رواه القديس مرقس والقديس لوقا عندما كان المسيح وسط التلاميذ وجاء إليه واحدُ من الجمع ليسأله أن يخرج روحاً نجساً أخرس من ابنه قائلاً إن الروح عندما يدركه يمزقه فيزبد ويصر على أسنانه وييبس وقال أيضاً أنه أحضر إبنه للتلاميذ ولم يقدروا أن يخرجوا الروح النجس منه .
كان رد المسيح للجميع ولاسيما التلاميذ أيها الجيل غير المؤمن إلى متى أحتملكم ؟ وطلب أن يقدموا له الولد فأتوا به فإرتمى فى الأرض يتمزع ويتزبد وكان السؤال من المسيح إلى والد الصبى أتؤمن .
؟ كانت الاجابة أؤمن ياسيد فأعن عدم إيمانى .
فللوقت أمر الرب يسوع الروح النجس أن يخرج من الصبى ولا يعود يدخله مرة أخرى فخرج لوقته وقام الولد وقد شفى تماماً وعندما تساءل التلاميذ لماذا لم يقدروا أن يخرجوه كان رد السيد المسيح لأن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم .
هؤلاء التلاميذ الذين لم يقدروا أن يخرجوا الروح النجس هم ذاتهم من استطاعوا ان يشفوا مرضى ويقيموا موتى ويصنعوا عجائب بعدما صدّقوا عمل الروح القدس وأعطوا المجد للمسيح وإهتموا بنفس واحدة بالصلاة والصوم وأنكروا ذواتهم .
وقد إستوقفنى هذان المشهدان لأتساءل ألسنا جميعاً قد نلنا الروح القدس بالمعمودية ؟ إذن لماذا لا يعمل بهذا الشكل معنا وفينا ؟ هل لاننا اهملنا صلاة وصوماً ؟أم لأن إهتماماتنا أصبحت فى من هو الأعظم ..؟
وربما أرانا فى أشد الحاجة لنتساءل فى كل عمل رعوى وكل خدمة وكل عمل يعلن اسم المسيح هل لدينا ما نعطيه ..؟
أم نسدد فقط إحتياجات مادية ننهك فيها ؟
نعم عندما نقف أمام من نخدمهم ونقول الذى لنا أياه نعطيكم ..؟
ماذا لدينا لنعطيهم هل كراهية وذات وخصام وكذب وتحزب أم اتضاع ومحبة وسلام وكل ثمار الروح ؟
هل نسمع من الرب يسوعإللى متى احتملكم أم سيسكب روحه القدوس بفيض فى قلوبنا فيملاءنا؟
إذن فلندخل إلى مخادعنا نُفتش فى ذواتنا ونكشفها أمام الله فاحص القلوب والكلى ونطلب روحاً مستقيماً يجدده فى أحشائنا ونعلن عيوبنا وضعفاتنا ليمحوها ويهبنا قوة عمل الروح القدس فيعمل فينا أولاً لخلاصنا ويعمل بنا لنربح لإسمه القدوس كل النفوس التى نقابلها لا بالكلام انما باعمال تشهد لعمل المسيح فينا فهذا وقت يُعمل فيه للربوقتها ما لنا سيكون المسيح ذاته وعمل روحه القدوس فينا ووقتها أياه سنعطى للجميع فنفرح سوياً .
فنحن لن نعطى أبداً ما لم نمتلئ به