الأقباط متحدون - كيم ضد الدولة
  • ٠٤:٢٤
  • الأحد , ٣ سبتمبر ٢٠١٧
English version

كيم ضد الدولة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٢: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٣ سبتمبر ٢٠١٧

كيم وترامب
كيم وترامب

 د. مينا ملاك عازر

لقد فعلتها النجمة، وعادت دولتها، لم تأبه بكل التحذيرات الداعية للمحاوطة على الدولة، لألا ستسقط ولألا تفشل، لم يوجد لديها فوبيا الخوف من سقوط الدولة، وقالت مستهينة بالرئيس أن طفلتها الصغيرة تستطيع أن تدير الأمور مثله بل ربما أحسن منه!!!
 
تستحق ما جرى لها لقد قاطعها الإعلام، وضيقوا عليها في عرض أفلامها، لم تعد توجد جريدة تنشر لها صورة أو تصريح، حتى المؤتمر الصحفي الذي حاولت عقده لتدافع عن نفسها وتوضح رأيها أو حتى تعتذر لم يحضره أحد، الكل قاطعه، لم يأبه بها أحد، الكل كشفها على حقيقتها إنها ضد الدولة، إنها عميلة خائنة تتعاون مع الأعداء، تتواطء مع الكارهين لدولتها وبلدها، إنها جُنَّت حتى تفعل هذا الفعل الشنيع وتهاجم أكبر رأس بالدولة إنها لا تريد ببلادها خير!!!
 
ما سبق هو ما  كان متوقع أن يفعله إعلام دول العالم الثالث في كل من يصرح تصريح مثل ذلك التصريح الذي أشرت له أنفاً، والذي صرحت به فعلاً النجمة الأمريكية كيم كارديشيان ضد رئيس دولتها ترامب في سبيل نقدها له،  وتعبيرها عن رفضها لسياساته، بل له شخصياً، لكن الإعلام الأمريكي لم يفعل بل نشر تصريحها، ونقله عنه الإعلام المصري وستستمر - بإذن الله- عادي جداً تقدم أفلام لها، ولن تقاطعها شركة إنتاج واحدة،ولن تجد نفسها تبحث فيما وراء أعالي البحار عن فرصة عمل لها لتجد قوت يومها!!!
 
هذا هو الفارق الجوهري بين العالم المتقدم الذي يحترم الآخر ورأيه وفكره مهما كان حاداً لاذعاً، لكنه ما دام لم يخن فعلاً، لا يسموه بتهم كالخيانة والعمالة وما شابه لكي ينالوا منه ومن رأيه، لا يربطوا بينه وبين جهات خارجية وداخلية مشبوهة لتشويهه، لا تنطلق الأبواق الإعلامية كلها في نغمة موحدة لتعزف لحن الغضب على هذا الشخص وتسمه بأنه ضد الدولة!!!
 
في الخارج يفرقون جيداً بين المسؤول وبين الدولة، ويعرفون أن المسؤول زائل أما الدولة فباقية باقية باقية، فمن اختلف مع المسؤول لا يختلف مع الدولة، بل ربما اختلافه هذا في مصلحة الدولة، والمسؤول نفسه يقدر هذا، ويمتن له مهما كان الرأي حاداً لاذعاً قاسياً!!!
 
لذا يقول الإعلاميون أن البلاد تتعرض لمؤامرات الخارجية يحيكها من بالداخل من وحي خيالهم ومن نسيج أوهامهم لكي يرضوا أجهزة يشتغلون لديها، ولكي يرضوا مسؤولين بعينهم فيبقوا في مناصبهم وهم يبقون في أماكنهم!!!
المختصر المفيد مصر هي مصر وكل مسؤول يعبر عن نفسه.