الأقباط متحدون | حول الكتابة النسوية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٢ | السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ | ١٧ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حول الكتابة النسوية

السبت ٢٦ مارس ٢٠١١ - ٤٢: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: شاكر فريد حسن
هنالك جدالات واسعة ومحاور لنقاشات عديدة في الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والمواسم الثقافية، بخصوص التعابير والمفاهيم والمصطلحات التي تصف علاقة المرأة بالكتابة، مثل:"الكتابة النسائية، أدب الأنثى، أدب المرأة، أدب نسوي"، وينصب الجدل أحيانًا في مسألة الرفض والقبول وتغييب النص الإبداعي النسائي عند البعض الآخر.

ولا يُخفى علىَّ أن قصور المرأة في البوح والإفصاح وملامسة الحقيقة والواقع، ومجاراة الرجل في المغامرة والإبداع، يعود لعدم توفر الشروط الاجتماعية التي تسمح لها بالانطلاق والتحرُّر واجتياز الممنوع والمحرَّم وكسر الأنماط السائدة في الواقع الاجتماعي، وممارسات السلطة الذكورية ضدها، القائمة على القهر والقمع والاضطهاد والاستبداد. وفي الوطن العربي نرى أن المرأة أخذت تخرج من نطاق الذات إلى القضايا العامة، باستحضار رؤى جديدة في الخطاب الثقافي المعاصر، واستطاعت أن تثبت حضورها في مجالات الإبداع المختلفة، كالشعر والرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والدراسة التاريخية والبحث العلمي والمقالة الأدبية والسياسية والاجتماعية. وقد عرفنا الكثير من الأسماء في التجربة الإبداعية النسائية العربية والفلسطينية، أبرزها: "مي زيادة"، و"ملك ناصيف"، و"نازك الملائكة"، و"عائشة عبد الرحمن" (بنت الشاطئ)، و"فدوى طوقان"، و"سلمى الخضراء الجيوسي"، و"سهير القلماوي"، و"كوليت خوري"، و"نوال السعداوي"، و"غادة السمان"، و"أميلي نصراللـه"، و"لطيفة الزيات"، و"ملك عبد العزيز"، و"ليلى عسيران"، و"فاطمة المرنيسي"، و"لميعة عباس عمارة"، و"هدى بركات"، و"حنان الشيخ"، و"سعاد الصباح"، و"فاطمة المحسن"، و"أحلام مستغانمي"، و"عالية شعيب"، و"ليلى العثمان"، و"سميرة عزام"، و"سحر خليفة"، و"ليانة بدر"، و"سميرة الخطيب"، و"ليلى علوش"، و"فداء أحمد"، و"خديجة أبو عرقوب"، و"أنيسة درويش"، و"حنان عواد"، وغيرهن..

وفي الثقافة العربية الفلسطينية- في الداخل الفلسطيني في حدود العام 1948- نجد أن الكتابة النسوية آخذة بالتبلور والنضج، ولدينا الكثير من الأقلام الأدبية الناضجة التي تنشر إنتاجها الشعري والقصصي والأدبي في الصحف والمجلات الثقافية، وفي كتب خاصة، وعبر مواقع الشبكة العنكبوتية، ونذكر منها: "سعاد قرمان"، و"فاطمة ذياب"، و"هيام قبلان"، و"شوقية عروق منصور"، و"نداء خوري"، و"أسمهان خلايلة"، و"سوزان دبيني"، و"غادة الشافعي"، و"رجاء بكرية"، و"أنوار سرحان"، و"عناق مواسي"، و"سحر أبو ليل"، و"منى الظاهر"، و"رانية مرجية"، و"راوية بربارة"، و"ريتا عودة"، و"دينا مطانس"، و"نهاية عرموش"، و"عايدة خطيب"، و"وفاء عياشي"، و"عايدة نصراللـه"، و"رنا حلو"، و"أميمة جبارين"، و"هديل ناشف"، و"رانية رشيد"، و"إبتسام أنطون"، و"غادة إدريس"، و"سوسن ناشف"، و"إنتصار بكري"، و"زهيرة صباغ"، وغيرهن..

وتمتاز الكتابة النسوية الفلسطينية بالصدق، والصفاء، والعفوية، ورهافة الاحساس، والابتعاد عن المباشرة، والميل إلى الغموض والإبهام والرمزية، والمزج بين الشعر والنثر، وتوظيف الأسطورة والتراث، والتركيز على الذات، وتصوير العواطف المتأججة ولواعج القلب ومتعة الاحساس بالحب، ونقل صور حيّة من عالم المرأة المكبوت والمحاصر والمقموع، والتعبير عن معاناة الحياة اليومية وتفاصيلها الضاغطة على الوجدان وعن القضايا الاجتماعية الساخنة التي تهم قطاع النساء. وفي المقابل نجد الكثير من الكتابات السطحية الهزيلة التي لا ترقى إلى مستوى الإبداع، ولا تمت للأدب بصلة.

بقى القول، إننا نريد للكتابة النسوية الفلسطينية أن تتمرَّد على القيود والحصار، وتسمو بموضوعاتها لتتعدى الذات وتغوص في عمق الظواهر الواقعية والاجتماعية الحياتية، وتلتزم القضايا الإيجابية، قضايا العدل والحق والفقر والانسحاق، وأن تتخلَّص من السلبية وجلد الذات والرتابة القاتلة والتكرار الممل والممجوج لتعابير الحب والشجن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :