الأقباط متحدون - كما فى السماء كذلك على الأرض
  • ٠٦:١٩
  • الثلاثاء , ٥ سبتمبر ٢٠١٧
English version

كما فى السماء كذلك على الأرض

سامية عياد

مع الكرازة

٤٨: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٥ سبتمبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
5/9/2017

عرض/ سامية عياد
حياتنا الأرضية مهما امتدت هى تمهيد قصير لحياتنا السماوية فى الأبدية وكم من آيات يمتلىء بها الكتاب المقدس تربط بين الأرض والسماء بأسلوب محكم واضح ، ولكن كيف تكون حياتنا على الأرض سماء ثانية؟.. 
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى حديثه عن "السماء الثانية" يدعونا للتأمل فى الآيات الكتابية التى نسميها "الآيات الأرضية السماوية" التى عندما نقرأها نجد نصفها الأول يتحدث عن الأرض بينما نصفها الثانى يتحدث عن السماء مثال "كن أمينا الى الموت (على الأرض) فسأعطيك إكليل الحياة (فى السماء)" مثال أخر "كنت أمينا فى القليل (على الأرض) فأقيمك على الكثير(فى السماء)" وغيرها من الآيات ، لقد اتصفت العذراء مريم بالسماء الثانية إذ عاشت قرابة الستين عاما على الأرض سماء ثانية ودائما نلاحظ فى أيقوناتها أنها ترتدى ملابس زرقاء اللون لون السماء منقوشة بالنجوم وفيها نجمتان كبيرتان تعبيرا على أنها السماءالثانية التى حملت ابن الله المخلص .
 
وهناك أمور ملموسة ومادية تجعل حياتنا الأرضية سماء ثانية مثل الكنيسة التى هى سفارة السماء على الأرض كما يقول يوحنا ذهبى الفم "عندما ترى الأب الكاهن يفتح ستر الهيكل فإنه يفتح باب السماء.." ، الكتاب المقدس الذى هو دليل للذهاب الى السماء ، الكهنوت فالأب الكاهن هو رفيق الإنسان الى السماء يمسك بيده ويقوده نحو السماء ، الرهبنة التى يذهب إليها البشر باختيار ورضى بحثا عن الحياة السماوية الخالية من ضعفات الحياة الأرضية ، القداس الإلهى الذى هو رحلة الى السماء من خلال الصلوات والتسبيح حيث لغة السماء هى التسبيح ، التوبة التى هى خطوة نحو السماء لأن الوصية تقول "كونوا قديسين" فكأن التوبة هى استعادة حياة القداسة فينا ، الخدمة بأية صورة من الصور للمحتاج والمريض والأرملة والبعيد والمغترب تمثل دعوة لهم للسماء وتعبيرا عن المحبة.
 
علينا الامتثال بهذه الصور التى تجعل حياتنا الأرضية سماء ثانية وكما نقول دائما "كما فى السماء كذلك على الأرض" ...