الأقباط متحدون - BRICS
  • ٠١:٣٣
  • الاربعاء , ٦ سبتمبر ٢٠١٧
English version

BRICS

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٣: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٦ سبتمبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية

 د. مينا ملاك عازر 

الكلمة التي عنوانت بها هذا المقال ليست إلا اختصار للحروف الأولى لخمس دول الأسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لكنها حينما تأسست لم يكونوا خمس بل أربع دول فقط،إذ لم تكن من بينهم جنوب أفريقيا.
 
ففي سبتمبر من عام 2006، اجتمع وزراء خارجية الدول الأربع بنيويورك وتوالت الاجتماعات بينهم إلى أن عقد أول لقاء على مستوى الرؤساء للدول الأربع على هامش قمة الثمانية بجزيرة هوكايدو اليابانية في يوليو من عام 2008،ثم في يونيو العالم التالي انعقدت أول قمة جمعت الأربع دول ولم تكن فيهم جنوب أفريقيا التي انضمت لهم في عام 2010، والغريب حتى بعد انضمام جنوب أفريقيا لم تكن من بينهم مصر التي كانت تحقق معدلات نمو قياسية بشهادة حكومتها آنذاك، المهم أن الخمس زعماء التقوا في ييكاتيرينبرج بروسيا حيث تضمنت القمة الإعلان عن نظام عالمي ثنائي القطبية، وربما هذا الإعلان ما يفسر خروج مصر منها إن صحة بيانات الحكومة وقتها بتحقيق نموها الاقتصادي المزعوم، إذ أن مصر لم تكن تؤمن بثنائية القطبية بل كانت تدور تقريباً في فلك الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وكان الاتفاق على التنسيق في كافة القضايا الاقتصادية هو الاتفاق الرئيسي بين الزعماء المجتمعين في البريكس بما في ذلك القضايا المالية والغذائية، خاصةً وأن الخمس دول هذه تشكل ربع مساحة اليابسة وسكانها تقريباً أربعين بالمئة من سكان المسكونة،ومن المتوقع أن تنافس اقتصاديات هذه الدول في عام 2050 اقتصاديات أغنى الدول المرتبة في مجموعة جولدمان ساكس البنكية العالمية،والتي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001، ومن الواضح أنهم وهم يضعون تقييمهم لتلك الاقتصاديات كانوا يضعوا حجم الصادرات والواردات، ومعدل استهلاك الكهرباء، وعدد مستخدمي الهاتف، والأخيرة بالذات تؤرق الكثيرين ويعتبرونها من العيوب، في مصر عدد مستخدمي الهاتف كثيرين.
 
وكان من أهدافها التي تحققت إنشاء بنك تنمية، وذلك تم في قمة شنجهاي بالصين في عام 2014، وهو البنك الذي أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته، كما حاولوا إنشاء صندوق احتياطي نقد دولي بقيمة مئة مليار دولار.
 
وما دمت أشرت لكلمة الرئيس السيسي في القمة التي انعقدت أخيراً، فعلي أن أشيد بالمشاركة المصرية وبالكلمة وبصياغتها وبأفكارها التي دعت الجميع لأن يتكامل مع مشروع محور قناة السويس، المحور الاقتصادي الصناعي التكنولوجي المتكامل وليس منافسته من خلال طريق الحرير الذي بات من الواضح الآن أنه يمكن التكامل مع المحور الملاحي الذي تشكله قناة السويس - بإذن الله- بعكس البيانات السابقة التي كانت تذهب لفكرة تنافسية هادمة لمشروع مصر الأعظم اقتصادياً والاستثماري الأكثر جدية، فتحية للرئيس السيسي في كلمته المكتوبة غير الارتجالية، وقوة تأثيرها، وترابط أفكارها، وقدرة صائغ الكلمة على أن يمس وتر يتلامس مع أوتار مصر في معزوفة كل شعب من الشعوب الخمس المكونة للبريكس.
 
المختصر المفيد التنظيم والاستعداد ووجود خطة جعلنا مميزين لأول مرة بين دولاً أهم ما يميزها التنظيم والجدية.