الأقباط متحدون - أنت فلسطيني.. أقف مكانك
  • ٢٠:٤٥
  • الخميس , ٧ سبتمبر ٢٠١٧
English version

أنت فلسطيني.. أقف مكانك

مقالات مختارة | بقلم : سوزان حرفي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الخميس ٧ سبتمبر ٢٠١٧

سوزان حرفي
سوزان حرفي

 قضى مئات الآلاف من المسلمين الرحلة الأعظم في حياتهم، رحلة الحج لبيت الله، تحول الأمل والرجاء لواقع تم تحقيقه، وبدأت العودة، كل إلى وطنه وداره محمل بنفحات وحكايات، قصص قد تروى على مدار ما تبقى من الأيام والسنين، لكن بين هؤلاء تبقى حكايات هي الأكثر ألما والأكبر معاناة، إنها رحلة حجاج «قطاع غزة».


وحدهم يحملون مشقة وعناء خاصا، وحدهم يتمنون أن يمحى جانب من رحلتي الذهاب والعودة من الواقع، ويتوارى بالجزء الأليم من الذكريات، ففي الذهاب واجه حجاج القطاع على «معبر رفح» الكثير من المعاناة وضجت الشكوى من بطء الإجراءات وطول الانتظار، ومن طريقة التفتيش والتعامل اللاإنساني الواصل لحد الإهانة، وتبقى الخشية من تكرار المشهد أثناء رحلة العودة التي تبدأ يوم الأحد القادم.
 
قد يرد البعض أنه حديث للدعاية المضللة ضد مصر ونظامها، لكن الحقيقة أن الشكوى أتت من الجميع، من مسؤولين ومواطنين، ممن ينتمون لحماس وممن ينتقدونها، ممن يحبون مصر وممن ينقمون عليها، فتصريح نائب وزارة «الأوقاف والشؤون الدينية» اعتراف فلسطيني دبلوماسي ورسمي بهذه المعاناة، فالمسؤول أكد أن السفارة ستكون في استقبال حجاج القطاع البالغ عددهم 3500 بمطار القاهرة، ذلك لتسهيل عودتهم للوطن، وأنه ستتم مرافقتهم حتى معبر رفح لإزالة «العقبات التي قد تواجههم».
 
فالمعبر المغلق أبدا؛ والمفتوح استثناء؛ تحول لمفردة عذاب تضاف لمعاناة شعب تخلى كل أشقائه عن قضية كانت يوما قضية الكل، شعب ترك بمفرده يواجه مصيره بين احتلال؛ وانقسام؛ وحصار.
 
نعم تواجه مصر موجة إرهاب هي الأعنف، ونعم الإخوان على علاقة وثيقة بهذا الإرهاب، ونعم «حماس» هي جزء من الجماعة، ونعم تنفرد الحركة بالسيطرة على القطاع منذ عشر سنوات، ونعم القطاع متهم بتصدير عدد ليس بالقليل من الإرهابيين لسيناء ودعمهم.
 
لكن ما يحدث على معبر رفح لا يقع في بند مواجهة الإرهاب، إنه تعذيب وعقاب جماعي لكل أهل غزة، وإلا كيف لمصر؛ التي تتباهى بأنها أكثر من ضحى من أجل فلسطين؛ أن ترفض إدخال قافلة جزائرية، قافلة لا تحمل إلا أدوية وأجهزة طبية للقطاع يتم ردها بالتزامن مع سفر الحجاج.
إنه المكان الذي لا يليق بمصر أن تكون فيه، ليس مصر التي يعلو صوت أجهزتها بالقول «أنت فلسطيني.. أقف مكانك.. وموت مكانك»، فمهما كانت الصفقات والمعاهدات لن يكون الصهيوني يوما هو الصديق، ويتحول الفلسطيني إلى عدو مهما كان انتماءه.
 
ليتذكر أهل الحكم أن أمن القاهرة يبدأ من حيث تقع القدس وتقع أريحا وبيت لاهيا، بل من حيث تقع مالطا ودمشق، هكذا التاريخ وهذه الجغرافيا، فلا مجال للمن بحجم التضحيات المصرية، ولا مجال للانكماش والانسحاب من دعم فلسطين وكل الفلسطينيين.
 
وعلى السلطات أن تدرك أنها ليست «حارس بوابة» يطل منها أهل غزة على الحياة والعالم، بل مسؤولي دولة عن منفذ وممر يجب أن يصل لمستوى الممرات الدولية، فهذا واقع لا يمكن تجاوزه، واقع يستدعي وجود أجهزة حديثة للتفتيش، ومعلومات وكفاءة في أداء الأجهزة الأمنية، وتدعمها ثقافة حقوق الإنسان، هذا إن غابت تقاليد الأخوة والجيرة وحقوقها.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع