الأقباط متحدون - رسالة من سفيرنا السابق فى فيتنام
  • ٠٤:٤٧
  • الخميس , ٧ سبتمبر ٢٠١٧
English version

رسالة من سفيرنا السابق فى فيتنام

مقالات مختارة | خالد منتصر

٤٩: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٧ سبتمبر ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

وصلتنى رسالة مهمة من معالى السفير رضا الطايفى، سفيرنا السابق فى فيتنام، معلّقاً على زيارة الرئيس السيسى لهذا البلد المهم، فى الوقت الذى يتساءل فيه الكثيرون عن جدوى تلك الزيارة، وأهمية توطيد العلاقات مع دولة لا يعرف الكثير من الشباب عنها أى معلومات، فقط مواليد الستينات وما قبلها هم الذين عرفوا بعض المعلومات الهامشية عن فيتنام من خلال التليفزيون، وما كان يعرضه من غارات جوية أمريكية على هذا الوطن المناضل المكافح العنيد الذى لم يمتلك إلا إرادته الحرة وكرامته الأبيّة وعشق أبنائه لتراب بلدهم، معلوماتنا الهامشية والصورة النمطية عن فيتنام التى تنحصر فى القبعة المثلثة والذقن المدبّب ومهارة صناعة كرة القدم وزراعة الأرز خلقت لدينا نموذجاً أقرب إلى السينما منه إلى الواقع، نموذجاً ضبابياً بعيداً عن الحميمية، من هذا المنطلق كانت أهمية رسالة السفير رضا الطايفى عن الزيارة، هذا ما كتبه السفير الطايفى فى رسالته:

يكتب الرئيس السيسى سطراً هاماً فى تاريخ العلاقات المصرية - الآسيوية عامة، والمصرية - الفيتنامية على وجه الخصوص، فبعد مشاركته التاريخية وغير المسبوقة المثمرة والمتميزة فى قمة البريكس، يتوجّه الرئيس المصرى إلى العاصمة الفيتنامية هانوى، فى زيارة تاريخية بمعنى الكلمة، باعتبارها أول زيارة رئاسية مصرية لفيتنام منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1963، أى منذ نحو ٥٤ عاماً، وترجع أهمية الزيارة -من وجهة نظرى ومن واقع خبرتى كسفير سابق لمصر فى فيتنام- إلى أكثر من سبب:

أولها: أن لمصر رصيداً تاريخياً من التقدير محفوراً فى ذاكرة قيادة وشعب فيتنام فى ضوء وقوفها اللامحدود إلى جانب فيتنام فى نضالها المشروع ضد الاحتلال الأجنبى حتى انتصارها وحصولها على الاستقلال. ثانيها: إدراك القيادة الفيتنامية للأهمية الجيواستراتيجيّة لمصر إقليمياً ودولياً، ويعتزون بزيارة زعيمهم الأسطورى «هوتشى منه» لمصر ثلاث مرات، زار فى إحداها أهرامات مصر العظيمة. ثالثها ما أصبحت تتمتع به فيتنام من أهمية اقتصادية وتجارية فى عالم اليوم واعتبارها رقماً صعباً فى معادلة القوة الاقتصادية والجيواستراتيجية فى معقل النمور الآسيوية فى جنوب شرقى آسيا، بحكم كونها نمراً اقتصادياً يمثل جيلاً جديداً للنمور الآسيوية، وبحكم عضويتها فى أكثر من محفل اقتصادى دولى وإقليمى، فهى عضو فى رابطة الآسيان ومنتديات التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادى أبيك وقمة آسيا وأوروبا آسيم والمنتدى الأمنى الآسيوى ومنظمة التجارة العالمية وغيرها، وشراكتها لأكثر من دولة وتجمّع باتفاقيات للتجارة الحرة، وتحظى بمعدل نمو ثابت وصل فى المتوسط إلى أكثر من ٦ فى المائة، فضلاً عما لديها من تجارب تنموية ناجحة فى المجالات الصناعية والزراعية والاستزراع السمكى والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وغيرها من مجالات أراها مفيدة لمصر، خاصة التعاون فى تنمية محور قناة السويس ومجالات التنقيب عن الطاقة وغيرها.

لذا أتوقع زيارة ناجحة ونتائج واعدة لهذه الزيارة، وأتوقع أن تكون الزيارة إيذاناً بشراكة استراتيجية واقتصادية مبشّرة ومثمرة بين مصر وفيتنام، بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين المصرى والفيتنامى، خاصة أنها جاءت بعد طول توقّع وانتظار، وأتوقع ختاماً أن تردّ فيتنام بزيارة رئاسية مماثلة للقاهرة فى القريب العاجل.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع