الأقباط متحدون - أبونا إبراهيم و تصريحات البابا
  • ٢٣:٣٧
  • الجمعة , ٨ سبتمبر ٢٠١٧
English version

أبونا إبراهيم و تصريحات البابا

أوليفر

مساحة رأي

٠٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٨ سبتمبر ٢٠١٧

البابا تواضروس
البابا تواضروس

Oliver كتبها
- الموضوع شائك لأنه يمس أكثر الشخصيات شعبية  فى الكنيسة و وسط أقباط مصر.يخص قداسة البابا و الآباء الأساقفة و تصريحاتهم كيف نتعامل معها و إذا لم نتفق معها كيف نختلف معها  مع الحفاظ على قيمة و قامة الرتبة الأسقفية و حاملها.

- لا تندهش إذا أخذنا أبونا إبراهيم أب الآباء قياساً نتعلم منه.فهو و إبنه  إسحق و حفيده يعقوب تلقبهم الكنيسة بالآباء البطاركةلأنهم الآباء الكبار لكل الأسباط أى لشعب الله..لا أظن أنه يوجد جيل من الأجيال لم يكرم أبينا إبراهيم فهو إنسان مقدس و مبارك من فم الله له المجد لكن فلنتتبع خطواته لكي تقودنا إلى دروس نتعلمها.لما نتناول شخصية العظيم أب الآباء لا تجعلنا قداسته ننكر أخطاءه أو نتجاهلها فمن إيمانه نتعلم و من اخطاءه أيضاً نتعلم.و لن تجعلنا أخطاؤه نتجرأ عليه أو نهاجمه أو نقلل من شأنه فسيظل هو أب الآباء جميعهم خليل الله إبراهيم شفيعنا.

- حين نتأمل حياة أبينا إبراهيم ينبغي أن نضع فرقاً بين ما كان يفعله تنفيذاً لكلام الله معه و بين ما يقوله أو يفعله من مشورة بشرية له أو لغيره .المشورة الإلهية دائماً تنتهى بالبركة الغير موصوفة و الوعود الإلهية الصادقة حتى لو كانت البداية تلمح للموت وذبح إسحق.  بينما  المشورة البشرية بدأت بإغراء إنجاب النسل و  جلبت عليه و علينا متاعب و دمار  من إسماعيل أب العرب و نسله.أنجبت المشورة البشرية عدواً لإبراهيم من نسل إبراهيم. ففى الأمور الروحية تصبح  المشورة البشرية آلة لصناعة الخسائر.سمع أبرام لسارة و أنجب من هاجر و سمعت سارة لإبرام و كادت تخسره بسبب فرعون و هكذا فالأذن لما تسمع من الناس تنقاد للأرضيات و لما تخضع لله تنجذب للسمائيات.

 - رأى إبراهيم أنه سيكون له خير لو قالت سارة لفرعون أنها أخته و أخفت عنه أنها زوجته.أطاعت سارة و صار لإبراهيم خير أرضى إنحصر في كثرة البهائم.لكن كيف يكون خير للرأس إذا فقد الجسد و للزوج إذا خسر زوجته .هكذا قد يحدث أن يقول البابا تصريحاً يرتجي منه الخير فإذا هو لا خير فيه.لكن كما تدخل الله مع إبينا إبراهيم و رد له سارة يتدخل أيضاً لكنيسته و يجعل الأمور تعمل معاً للخير حسب مشورة الله.العجيب رغم تصريح أبينا إبراهيم الخاطئ و الطاعة  الخاطئة لأمنا سارة نجد أن الله لم يلومهما مطلقاً بل دافع عنهما قدام فرعون و أجبره على إعادة سارة .هو درس لشعب المسيح إذا لم يصادف تصريحاً الخير الذى يرتجي منه فلا نتعجل اللوم لكن لنبق في صف أبينا البطريرك و نبقي علي تقديره و تكريمه هكذا فعل الله  مع إبينا إبراهيم و هكذا نفعل نحن أيضاً. مع أبينا البطريرك تك 12.

- قد يحدث في الكنيسة مثلما حدث بين إبراهيم و إبن أخيه لوط.و السائر مع إبراهيم يخاصم إبراهيم؟تك13: 5.و نسمع تصريحاً ممن يعد إبناً أو أخاً للبابا تفج منه روح المخاصمة.لكن يبقي الله في صف إبراهيم يباركه أينما ذهب و يباركه مهما فعل.فليس علينا أن نصبح طرفي خصومة و نؤجج كل كلمة لتشتعل قلوب البسطاء و ننال الويل لمن نعثرهم بترويج خصوماتنا و نشر أكاذيب و طعن الجسد الواحد ممن يخترعون إنشقاقات و عثرات.أنظروا فإن لوط أيضا محبوب و قد إختار لنفسه سدوم ليتعذب فيها.فلنشفق علي لوط و نحب إبراهيم لأن الله أنقذ الإثنين معاً.بل رأينا ما هو نموذج للحب و المغفرة حين أغارت الملوك علي سدوم و إختطفوا لوط و من معه غضب أبونا إبراهيم لأجله و حارب لأجله و إنتصر له الله المحب للمغفرة.لذلك يحلو لنا أن نعرف أن البابا يجول يصنع خيرا و يصالح  من هاجموه و يمد يد المحبة و المصالحة.و لأن إبراهيم رجل سلام و مغفرة لذلك و هو عائد من الحرب لأجل إبن أخيه تأهل للقاء ملكي صادق ملك أورشليم .لقاء البابا الدائم مع المسيح ملكي صادق الأبدي ينبع من قلب منشغل بالمحبة و الغفران.ثم يشجع الله أبينا إبراهيم قائلاً : لا تخف يا إبرام أنا ترس لك.أجرك كثير جداً.و هو نفس ما سيسمعه البابا و كل أسقف و خادم في المسيح يجعل عمله مغلوباً من المحبة في كل شيء مزيناً بالحكمة و وداعة القلب.

- صوت الله يحذر من يهيج الشعب على أبيه البطريرك .صوت الرب ينبه من يتهم أسقفاً من غير دليل.صوت الرب يجول بيننا أن لا نصنع مكاناً لعدو الخير وسطنا.صوت الرب سيعاقب أيضاً من يختطف من أبناءه بساطتهم و محبتهم لكنيستهم و الآباء الذين فيها.صوت الرب أيضاً يحذر من يغالط كبيراً كان أم صغيراً.الله لا يحابي أحداً.لأن الجميع أخطأوا و أعوزهم مجد الله.فلنعط مجداً لله لكي ننال رضاه.لنجعل المغفرة تسبق أفكار الإدانة و المحبة تغلب نيات الغضب.رمموا الكنيسة بكل عمل إيجابى و لا ننخدع ممن يدس السم في العسل.فالغيرة لا تعني الإتهامات الظالمة و الإستنتاجات التي تؤكد أن نقص المحبة هو الذى يجلب سوء الظن.و لنطلب من إله إبراهيم و إسحق و يعقوب أن يمتعنا بسلامه و يكللنا بروح الحكمة و يملأنا بالنعمة و لنقتن التواضع الذى به نرى الجميع أفضل منا و تختف عن أعيننا ضعفات الغير و ننشغل بالخشبة التى تعمينا التي هي روح الإدانة.

- نصلى لأجلك يا أبينا البابا المحبوب و لأجل جميع أساقفتنا لكي يعمل الرب بكم و ينطق علي أفواهكم من وحى مشورته الصالحة لعمل كل ما هو للمجد و البركة وخلاص النفوس.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد