مهرجان مسيسوجا للفنون الشعبية.. فرقة حبيبة تمثل الفن الشعبي المصري في المهرجان
كندا تقدم مثال رائع لتعدد الثقافات والحضارات والأديان
كندا من: مدحت عويضة – خاص الأقباط متحدون
تلقيت دعوة لحضور مهرجان مسيسوجا للفنون الشعبية الذي أُقيم في هيرشلي سنتر، ودفعني حبي للفن للذهاب وكان سبق معرفتي بوجود جناح مصري في المهرجان هو الدافع الأكبر لي، أخذت جولة في هيرشلي سنتر أتجول بين جنباته لأشاهد فنون من كل انحاء العالم, من الهند والفلبين والصين وروسيا ودول أمريكا اللاتينية فقد بلغ عدد الأجنحة بالمهرجان أربعون جناحًا ممثلاً لأربعين دولة من دول العالم المختلفة.
ثم بحثت عن الجناح المصري وأدهشني عند دخولي الجناح المصري الازدحام الشديد حتي أن عدد الوقوف كان ثلاث أضعاف عدد الجلوس بالرغم من المساحة الواسعة، حيث خصص للجناح ملعب كرة سلة (صالة ألعاب رياضية مغطاة) أسعدني إكتساء أرضية الملعب بكل ما هو مصري فهذا صور فرعونية وتابوت (مُقلّد) لمومياء وتلك صور فرعونية تملأ جنبات الملعب وفوق المسرح يرفرف العلم المصري بجوار العلم الكندي.
وعلى المسرح تؤدي أعضاء الفرقة الرقصات الشعبية المصرية الجميلة يبهر أدائهم الحاضرين فيتشبثون بالمكان ولا يبرحونة لجناح آخر فتجد عدد الجماهير في زيادة مستمرة، يعلو صوت الجمهور بالتصفيق فنشعر نحن المصريين بالنشوة وتملأ قلوبنا السعادة ونحن نشاهد الفن المصري وقد خطف قلوب الكنديين, وتطرب أذاننا ونحن نسمع الأغاني المصرية الجميلة على أرض كندا.
اعتقدت إن الفرقة قد أتت من مصر وهي لا بد أن تكون تابعة لوزارة الثقافة المصرية ولكن لفت نظري أن اسم الفرقة فرقة "حبيبة" وأنا لم أسمع هذا الاسم من قبل في مصر، ونظرا للنجاح الكبير للفرقة والذي تحسة من ازدحام المكان وتشجيع الجمهور ولرفع العلم المصري مرفرفًا فوق سماء كندا قررت الذهاب خلف المسرح وطلبت مقابلة أحد المسئولين عن الفرقة.
قدمت نفسي على أني صحفي مصري فقابلوني بالترحاب أحضروا لي السيدة "حبيبة" والتي عرفت منها أنها مصرية من الإسكندرية وتحديدًا من الإبراهيمة حضرت لكندا منذ زمن بعيد وكونت الفرقة منذ ثلاثين سنة وهي تمثل مصر في كل مهرجانات الفنون الشعبية في كندا منذ عشرين عامًا.
وتقول أنها تعلمت الفن الشعبي من الفنان محمود رضا صاحب فرقة رضا للفنون الشعبية، وأضافت أنها هي التي تصمم الرقصات بنفسها وكل أعضاء فرقتها من الأجانب وليس بينهن مصرية أو عربية فأقوم بترجمة كلمات الأغاني لهن حتي أنقل لهم الإحساس الفني باللحن وكلمات الأغاني، ومن التكرار تجدهن وقد حفظن كلمات الأغاني، كل أعضاء الفرقة هواة فقط ومن أصول عديدة أوربية ولاتينية وكندية ولكنهن يعشقن الفن المصري الأصيل ولكل منهن عمل آخر ومعظمهن صاحبات وظائف محترمة جدًا، وقالت هذا المهرجان يُقام كل سنة في أيام الجمعة والسبت والأحد في آخر أسبوع في شهر مايو تحت إشراف السيدة عمدة مسيسوجا.
وعن السبب في تخصيص كل هذه المساحة للجناح المصري دون غيره من الأجنحة قالت كل عام إدارة المهرجان بتاخد رأي الجمهور في أفضل العروض وأفضل جناح ودائمًا الجناح المصري يكون في المركز الأول، فلذلك تخصص للجناح المصري أكبر مساحة ممكنة, ثم تستطيع أن ترى بنفسك الإزدحام الشديد فلو كان المكان أصغر من كدة الناس مش هتلاقي مكان تقف فيه، وعرفت منها أن أمها هي المسئولة عن تجهيز الجناح بالكامل من إحضار صور ونماذج وتحف فرعونية.
شكرت السيدة حبيبة على رفعها علم بلدي الحبيبة مصر, وشكرتها على الفن الراقي الذي تقدمه فرقتها والذي أسعدنا وأسعد الجمهور الغفير الذي كان الغالبية العظمى منه أجانب.
لفت انتباهي هو غياب رجال السفارة المصرية عن الحضور، تركت المكان وكنت أتمنى أن أجد فقرة للمزمار البلدي الصعيدي علشان أمسك العصاية وآخد عشرة بلدي وأقول رقصني يا جدع..