الأقباط متحدون | الإسلام هو الحل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٠٣ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ | ١٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإسلام هو الحل

الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: إيهاب شاكر
    نُشر في جريدة "المصري بتاريخ 25/3/2011 " تحت عنوان «الإخوان»: شعار «الإسلام هو الحل» أفضل ضمان لحقوق الأقباط"  وجاء في صدر المقال" قال المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، إن البرنامج الانتخابي لمرشحي الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في مرحلة الإعداد، وبالنسبة لاستخدام شعار «الإسلام هو الحل» كشعار انتخابي في الانتخابات المقبلة، فلا يوجد مانع من استخدامه، لأنه شعار سياسي وديني ودستوري وتاريخي لمصر، ويعد أعظم ضمان لحقوق الأقباط، لأنه يعنى دولة مدنية وتداولاً سلمياً للسلطة، وأن الشعب مصدر السلطات».
   
    اندهشت كل الاندهاش من وصف المهندس سعد الحسيني لشعار" الإسلام هو الحل" بهذه الأوصاف، فهو يقول: "إنه شعار سياسي، وديني، ودستوري، وتاريخي لمصر" وأغرب ما اندهشت له حينما قال:" أنه ـ أي الشعار ـ أعظم ضمان لحقوق الأقباط، لأنه يعني دولة مدنية وتداولاً سلمياً للسلطة، وأن الشعب مصدر السلطات"
ودعونا نتأمل هذه الأوصاف قليلاً:
   أولا، إنه شعار سياسي: جاء في موسوعة ويكيبيديا"السياسة لغويا من ساس يسوس بمعنى قاد رأس، واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لازول بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا(المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون)."
    وسؤالي، هل يا ُتري يستطيع الإخوان أن يسيّروا البلاد بحسب هذا التعريف؟  أي تحديداً، أن يرعوا شئون الدولة داخلياً وخارجياً؟ هؤلاء الذين باستمرار، رافضين الخارج وأية علاقات معه، حتى في الداخل سمتهم رفض كل ما ومن يختلف معهم.

    ثانياً، شعار دستوري، وهذا في غاية الأهمية، أن نُشير إليه في هذه المرحلة،إذ أن في الوقت الذي يُعلن فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس الوزراء، أن الدستور انتهى وسقط، وفقط المواد المعدلة فيه هي التي ستُطعم في إعلان دستوري جديد ـ مع اختلافي ورفضي لهذا الإجراء ـ يصّرون هم ـ أي الإخوان وبالطبع معهم السلفيين ـ يصّرون على بقاء الدستور الميت " العفن" الذي فاحت رائحته كما القبور. ولهذا التوصيف عينه الذي يستند إليه الإخوان لرفع شعارهم، نطالب بدستور جديد، ليس له أي مرجعية دينية، بل دستور مدني، يعامل الجميع على قدم المساواة، ولا يذكر دين أية فئة فيه، وإلا يُعتبر يميز بين مواطني الدولة بحسب دياناتهم.

    ثالثا، شعار تاريخي، مع اختلاف إنه تاريخي بالنسبة للإخوان وليس لمصر كما جاء في المقال، نعم فطوال تاريخهم، يطلقون هذا الشعار، مما جعل الأمة تنقسم، حياله، وتخرج بعض الفتن الطائفية هنا وهناك، فللأسف تاريخ هذا الشعار مخزي، وليس فخر لهم، بحسب وجهة نظري، وإن كانوا قرروا أخيرا وتمشيا مع الجو العام الحالي إنشاء حزب سياسي، فلابد أن ينزعوا منه كل صبغة دينية، وإلا سيكونون ـ وكما هو معروف عنهم للأسف ـ يستخدمون مبدأ التقية للوصول لأغراضهم وحينها يعودون لنوع الملابس القديمة الخاصة بهم، ويخلعون عباءة السياسة التي يدعونها الآن.

    رابعا، وهذا أكثر ما أدهشني في هذه الأوصاف " السيريالزمية"أنه أعظم ضمان لحقوق الأقباط، كيف يكون الشعار الذي يميز صراحة بين دين ودين هو الضمان للدين الآخر؟ كيف يكون الشعار الذي يجعل من مواطن، مواطن درجة أولى، وآخر درجة ثانية، ضمان لمواطن الدرجة الثانية؟ كيف يكون الشعار الذي يعلي دين مواطن على دين مواطن آخر، ضمان للدين المعتبر أدنى في وجهة نظر أصحاب الدين الأعلى؟ كيف يكون الشعار الذي يقصي الآخر عن المراكز المهمة في الدولة الدينية هذه، وربما يدع ثمن حمايته بما يُعرف بالجزية، كيف يكون ضمان لحقوق من يدفع الجزية، ويخّون في حماية وطنه؟ وهناك الكثير من كيف ، وكيف، بما لا يتسع وقتكم لسرده، أو موقع نشر المقال لكتابتها كلها.
خامساً، وقد أبقيتها للآخر، شعارا دينيا، وربما بل غالبا يكاد يكون هو الوصف الوحيد الصحيح، لأنه يعبر حقيقة عن جوهر سياسة الإخوان وهدفهم في إقامة دولة دينية إسلامية، تكون فيها الشريعة الإسلامية، ليس فقط هي المصدر الرئيسي للتشريع، بل المصدر الوحيد له، نعم سينزعون "الرئيسي"  ويضعوا "الوحيد" ويطبقون الحدود، ووقتها ستجد البعض من حولك "أكتع" " وأعرج" إلى أخره من العاهات المستديمة، إذا اتضح بعد ذلك أن أحدهم برئ بعد تنفيذ الحد، كما حدث في بعض البلدان، لا أدري وقتها كيف سيعوضونه عما فقد!

    ثم، كيف يكون هذا الشعار، معنيُ بالدولة المدنية، ولو كان ذلك كذلك، لما استشهد الكاتب الكبير" فرج فودة" في دفاعه عن الدولة المدنية ورفضه بأن تكون الدولة دينية، مما يعني تعارض الاثنين معاً واستحالة توافقهما معاً. وكما جاء في موسوعة ويكيبيديا عنه" أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لا شأن لها بالدين. حاول فرج فودة تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى المصري ووقتها كانت ما سميت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً "بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله. استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984.أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها."
 
   وأخيراً، يقولون أن هذا الشعار يضمن تداولاً سلمياً للسلطة، وأن الشعب مصدر السلطات، كيف بعد كل ما قلناه، يضمنون تداولا سلمياً للسلطة، إن كان بحسب الشريعة، سيحتفظون في أيديهم بالسلطة الدائمة، ويتحول الحكم في مصر إلى الدكتاتورية، لكن تحت شعار ديني، ثم تحدث الاضطرابات بعد أن يرى الشعب سياسة هذا الحك أو هذه الجماعة في الحكم، ويثورـ ربما ـ مرة أخرى الشعب ضد هذا النوع من الحكم. ولا أدري كيف تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع والحكم، وفي نفس الوقت يكون الشعب هو مصدر السلطات، أي شعب يقصدون، السني أم الشيعي أم البهائي، أم اليهودي أم المسيحي؟!!

     أرجو أن يكون صدركم اتسع لتساؤلاتي واستفساراتي، وربما تأملاتي في موضوع الشعار هذا، بل في موضوع تأسيس الجماعة حزب من أصله، لذا، دعونا جميعا مسلمين ومسيحيين وغيرنا من ملل ونحل أحرى، نسعى لرفعة هذا البلد، ولما يضمن التعايش السلمي بحق بين جميع أطياف الشعب، وفي اعتقادي هذا لا ولن يصح إلا في ظل دولة مدنية بحق يمثل دستورها جميع الشعب ولا يذكر دين أو لون أو جنس أية جماعة منها على حساب الأخرى، دعونا نتأمل ونفكر ونقرر ما هو لمصلحة أولادنا وبلادنا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :