الأقباط متحدون | رساله ألى السيد طارق الزمر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٢ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ | ١٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رساله ألى السيد طارق الزمر

الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:حنا حنا المحامى
عزيزى الاستاذ طارق,  بعد التحيه
أولا أهنئكم بسلامة الوصول بعد رحلة شاقه على مدى ثلاثين عاما.  وقد استمعت إلى حديثك مع إحدى الفضائيات وسرنى جدا قولك "إحنا نحمى المسيحيين".  وكم تأثرت لهذا الاحساس النبيل والشعو ر الطيب.  ولا شك أن المسيحيين أيضا يحمون المسلمين.  فنحن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
إننا نسعى جميعا مسلمون ومسيحيون إلى ازدهار مصر ونجاح مصر خاصة بعد تلك الانتكاسه التى بليت بها مصر على مدى ثلاثين عاما ونيف.  فقد عمل الساده الذين قدرت لهم الاقدار أن يحكموا مصر على أن يعملوا على تفتت هذا الوطن تارة لاهداف سياسيه فكانوا يستعملون الدين كوسيله لتحقيق تلك الاهداف, وتارة أخرى لاهداف نفعيه ماليه حتى ولو كانت غير مشروعه.  فكانت النتيجه أن تفتت مصر وأصابها الوهن والضعف.

وقد لمست فى حديثك روحا من الوطنيه افتقدتها فى الكثيرين.  ذلك أنه واجب على الجميع بصرف النظر عن أعمارهم وبصرف النظر عن توجهاتهم الدينيه أن يعملوا فى تعاون مطلق وتضافر لا تنفصم عراه على أن يتحدوا جميعا متناسين أى نزعة دينيه, ويضعوا نصب أعينهم سلامة الوطن ووحدته وازدهاره.
لذلك أعتقد أن كلمة "حمايه" يتعين أن نتركها للسلطه المنوط بها حماية المواطنين, ويكون دورنا هو التعاون المطلق من أجل ازدهار مصر كى تتبوأ مكانتها بين الدول, على أن تكون الاديان علاقه شخصيه بين الانسان وخالقه, سواء بالنسبه للمسلمين أو المسيحيين.  وقد قال رسول الاسلام "الناس سواسية كاسنان المشط".

وبهذه المناسبه أود أن أناقش معك ظاهره خطيره سادت الاستفتاء على التعديلات الدستوريه.  هل تتصور أن الاخوان أخلوا إخلالا جسيما بكل القيم الدينيه والاخلاقيه والعرفيه.  هل تعرف أنهم لجأوا إلى الرشوه المقنعه بالنسبه للفقراء وامدوهم بالغذاء حتى يصوتوا "نعم" فى الاستفتاء دون أن يدرك صاحب الصوت الفارق بين نعم أو لا, ولكنه يصوت حسبما أملى عليه من أغدق عليه بسكر وزيت وبعض المأكولات.  هل مثل هذا الصوت يكون واعيا لما يقول؟  وهل مثل هذا الصوت يكون حرا يعتد به فى تقرير مصير دوله كمصر؟  ألا ترى معى أن مثل هذا التصرف يسئ إلى الاسلام أكثر مما يكرمه.  إن الاسلام يا عزيزى كدين سماوى لا يمكن أن يسمح بالتزوير والمغالطات والتلاعب فى حرية الرأى.

هل تتصور أن القضاه المنوط بهم حماية الحريات والعداله كانوا يقفون عقبه لمن يروا أن اتجاهه هو رفض التعديلات الدستوريه؟  هل مثل هذه الاخلاق لمن يحملون مشعل العداله يمكن أن يؤتمنوا على إقامة العدل بين الناس؟  تلك العداله المعروف أنها عمياء لا تفرق بين "نعم" أو "لا" فى التعديلات الدستوريه؟
عزيزى الاستاذ طارق, حين كنت فى السجن والمعتقل حدث أن أساء المسلمون فى كل بقاع العالم إلى الاسلام.  أحد المتطرفين الدانيمارك رسم الرسول فى صورة تسئ إلى الشخص نفسه أكثر مما تسئ إلى الاسلام أو الرسول.  ذلك أن الرموز الدينيه أسمى من أي تطال بأى إساءه.  مع ذلك ثار المسلمون فى كل بقاع العالم ودمروا وكسروا وهاجوا وماجوا بصوره غير حضاريه على الاطلاق.  كانت النتيجه أن اعتبرت هذه الدول أن المسلمين شعب غير متحضر لا يميل إلى السلم والعقلانيه.  وأعتقد أن الصوره لا تزال ماثله فى أذهان الشعوب الاوروبيه والامريكيه والاستراليه. 

هذه السلوكيات سادت أيضا فى العهد السابق, وقد كان النظام يشجع على ذلك العدوان لممارسة سياسة فرق تسد.
أما وقد انتقلنا إلى حقبه جديده ونتطلع إلى بناء وطننا الحبيب مصر, فيتعين أن نكون جميعا يدا واحده شعبا واحدا ذا هدف واحد ألا وهو تقدم مصر وازدهارها, وذلك لن يتحقق إلا بالتعاون والتضافر.
بهذه المناسبه أود أن أقول لك ما حدث فى استفتاء الدستور, راح الاخوان المسلمون يمدون الفقراء والمحتاجين بالغذاء مقابل التصويت ب"نعم".  ألا ترى معى أن هذه هى الرشوه المقنعه بعينها؟  كذلك راحوا يتلاعببون فى دوائر عديده فى التصويت والاصوات.  لا شك أنك توافقنى الرأى أن أى دين ينبذ الغش والتلاعب والرشوه (سواء كانت سافره أو مقنعه) أو التزوير.
لا شك أنك توافقنى الرأى على أن الاديان وجدت لتنظم العلاقه بين الانسان وخالقه, بين الانسان وأخيه الانسان حتى يكون بنو البشر فى تضافر وتعاون من أجل ازدهار الجنس البشرى وهذا لن يتأتى إلا بأمانة العلاقات والسلوكيات.

ياأخ طارق, إلبادى أنك بعد أن خرجت من السجن والاعتقال اكتسبت شعبيه كبيره,  وكم أود أن تستغل هذه الشعبيه من أجل توجيه الكافه الذين يلتفون حولك على الاقل للعمل على ازدهار مصر بعد تلك الحقبه التى عانيت وعانى أغلب المصريين منها.

وأود أن أورد لك اجتهادا من بنات أفكار كاتب هذه السطور: 
إن الاسلام كما تعلم دين ودوله.  ففيما يتعلق بالدين لا يمكن أن يمسه أى إنسان مثل الصوم والصلاه والصدقه والحج إلخ.  فهذه جميعا مقدسات لا يمكن المساس بها.  ولكن الاسلام كدوله يتعين أن تواكب الدوله العصر فتتطور بتطور الحضاره والتقدم.  والقول بغير ذلك يعود بنا القهقرى الف وربعمائة عام ألى الوراء فيعيش فى تخلف يتعارض مع تقدم الانسانيه.

ليكن شعارنا جميعا, "كلنا مصريون, علينا أن نعمل من أجل تقدم مصر ورفاهيتها فى تضافر وتعاون".
بهذه المناسبه أورد لك فقره من رسالة الدكتور على جمعه مفتى الديار إلى قداسة البابا شنوده الثالث:
         ".... إننا كمصريين حرصنا على استكمال مسيرة التنميه والعطاء والحياه الكريمه معا جيلا وراء جيل. فإنه ينبغى علينا كشركاء فى هذه الحياه أن نتكاتف ونتعان بكل ما أوتينا من قوه لتحقيق النهضه التنمويه والحضاريه لوطننا العزيز والتصدى لكل العقبات التى تعوق مسيرة الحريه والديمقراطيه والبناء, وإنجاز المزيد من الاصلاحات المجتمعيه الشامله التى تخدم المصالح العليا للدين والوطن, وتحقيق كل الامانى المنشوده لشعبنا الواحد, وتنشر الامن والامان والعدل والخير والرخاء لجميع الانسانيه على وجه الارض."
هذه الكلمات الرائعه المفعمه بالوطنيه والاخاء يتعين أن يعيها كل وطنى وكل مؤمن بمصر ووحدة مصر وقوة مصر.
ولنعمل جميعا من أجل أن تتبوأ مصرنا الغاليه العظيمه مكانتها بعد تلك النكسه التى تجاوزت الثلاثين عاما.  والله ولى التوفيق.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :