الأقباط متحدون | نعم للأسف هناك شعوب غير مؤهلة للديمقراطية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٧ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ | ١٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نعم للأسف هناك شعوب غير مؤهلة للديمقراطية

الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: جورج فايق
كنت قد كتبت مقال في سنة 2007 بعنوان ( شعوب غير مؤهلة للديمقراطية ) و لقد حدث  ما توقعته في هذا المقال و أنقلب أستفتاء على تعديل بعض مواد  الدستور المصري  إلى شحن ديني طائفي و فتاوى من جماعة طظ في مصر المعروفة بأسم جماعة ( الأخوان المسلمين ) و الجماعات السلفية الإسلامية محوى الفتوى:  أن التصويت ( بنعم)  واجب شرعي و ان من يصوت (  بلا ) أثم  بدعوى أن رفض تلك التعديلات يساهم في مساس الليبراليين والعلمانيين و الأقباط  بالمادة الثانية من الدستور وبالتالي لن يصبح الدين الإسلامي هو مصدر التشريع والسلطة في مصر،و ان الأستقرار و الجنة  في نعم و الخراب و النار في لا 
حتى أن الجمعية الشرعية قامت بنشر إعلان في جريدة الأهرام يطالب الجماهير بالتصويت الإيجابي للتعديلات الدستورية لأن هذا واجب شرعي و لا أنكر أن هذه الدعوات قد قابلت برد فعل من الأقباط على الخصوص  و هو الرفض  الجماعي لهذه التعديلات رغم أن الكنيسة لم تفرض على الأقباط  التصويت بلا و لم تقل عنه أنه فرض ديني أو شرعي و لم تجرم الكنيسة  من يصوت بنعم و لم ترسل الكنيسة شباب للجان التصويت للتأثير على افكار المنتخبين
و أجد أن الأقباط  وغيرهم من الليبراليين والعلمانيين  معذرون من تخوفهم من الإسلام السياسي الأقصائي و الذي يجيد أمرائه و شيوخه  اللعب على وترالهوس الديني و أصبح  اللإسلام السياسي يدق إبواب مصر بشدة و سيطرت الإسلاميين على مصر أصبح أمر شبه محسوم والأمر كله مسألة  وقت و أجراءات ليس ألا  لنعيش في ظلامات العصور الوسطى و لا يدري ألا الله وحده متى نخرج من هذا النفق المظلم
و الأن بعد تحول الأستفتاء الدستور الى مولد فتاوي و صراع ديني  أعيد نشر مقالي القديم الذي قمت بنشره في 2007

( شعوب غير مؤهلة للديمقراطية )
أعلم أن عنوان مقالي قد يجعلني أتهم بمناصرة الديكتاتورية و اني أناصر قمع حرية الشعوب وأويد  تزيف إرادته الشعب في اختيار من يمثله أو يحكمه و لكن ليس هذا ما أقصد
أنا أعلم الديمقراطية حق و ضرورة لكافة الشعوب و الأجناس وان تداول الحكم عن طريقة الانتخابات الحرة النزيهة التي يختار فيها الشعب من يحكمه أو يمثله هو ضرورة لتقدم البلاد و تحضرها لأنها تجعل هناك انتخابات كل فترة يستطيع الشعب فيها إن يبقى على حكومته إن وجده منها حرص على مصالحه و رفعته أو إقصاءها أنه وجد منها فساد أو تهاون
كذلك الديمقراطية ضرورة حتى يعرف من يحكم أو يمثل الشعب أنه ليس مؤبد في منصبه و إن هناك انتخابات كل فترة قد تطيح به من منصبه أن تهاون أو فسد و تجعله يعلم أن بقاءه في منصبه مرهون برضي الشعب عن ما قدمه لهم

لذلك الديمقراطية ليست ترف سياسي و لكنها ضرورة ملحة و مهمة جداً للأي شعب لكن هل كل الشعوب تستحق الديمقراطية ؟
نظرياً نعم إن كل شعب من حقه أن يمارس الديمقراطية و يحتار حكومته
و لكن عمليا هناك شعوب لا تستحق الديمقراطية لأن هذه الشعوب غير مؤهلة عقلياً و عقائدياً لممارسة الديمقراطية و تقسم الشعب إلى أغلبية و أقلية و ليت هذا التقسيم بناء على اختلاف سياسي و لكن للأسف على أساس ديني و مذهبي أو عرقي

هناك شعوب تعتقد أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية الدينية أو المذهبية للأقليات في بلادهم و قمعهم و سلبهم حقوق مواطنتهم و أحياناً سلبهم حياتهم بأكملها
هناك شعوب تقحم دينها بشكل مستفز في كل شيء و خاصة السياسة و يفترضون إن الخلاص من الفساد أو غيره من المشاكل في العودة إلى شريعة الدين
هذه الشعوب لديها هوس مرضي أسمه الدين و ليس خفي على أحد أن هذه الشعوب تتركز في منطقة الشرق الأوسط
بمنتهى الصراحة أي انتخابات في هذه المنطقة الموبوءة النصرة محسوم للتيار الديني بلا أدنى شك لأنه يدغدغ مشاعر المصابين بالهوس الديني والتشدد و هم الأغلبية الساحقة من شعوب هذه المنطقة

أني أشفق على مصير أي دولة في هذا الشرق يدعوها المجتمع الدولي لأجراء انتخابات نزيهة لأن النتيجة معروفة مسبقاً إلا وهي انتصار التشدد و السلفية في بيئة يسودها الجهل و التخلف و يختلط فيها السياسة و الدين بطريقة بشعة فهناك أحزاب تمثل الله و رسوله و بالطبع هؤلاء المهووسون لن يسمحوا بهزيمة دينهم في أي انتخابات و كيف يسمحون ذلك ؟ فلابد من مناصرة إخوانهم و ان لا يعطوا أصواتهم لأعداء الله و رسوله الكافرين وحتى أن كانوا مسلمين و لكنهم كفرة لأنهم لا يتبعون جماعة بعينها و تكفر كل جماعة الأخرى
و أن فاز تيارهم الديني الذي مبدأه أن حل كل المشكلات في الرجوع للإسلام و شريعته و بالطبع إن وصلوا للحكم وطبقوا شريعتهم كاملة و لم تحل أي مشكلة كما يتوهمون ؟ هل سوف يقرون بفشل دينهم في حل المشاكل؟
بالطبع لا و لذلك فلابد أن تنتهي الديمقراطية الكافرة بوصولهم للحكم و نأتي مرحلة ضرب المخالفين بالجزم كما صرح مرشد اللأخوان المسلمين  و قمع الأقليات الشاهدة على فشلهم

و لذلك هذه الشعوب غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية و إن أردوا تطبيق الديمقراطية لابد من أن تمر بفترة انتقالية سوف تستمر عقود يتم فيها تأهيل هذه الشعوب علمياً و سياسياُ و فكرياً وترسيخ حقوق المواطنة و حقوق الإنسان و فصل الدين عن الدولة و اقتصار الأديان على الجانب الروحي فقط هذا بالطبع أن كان للدين جانب روحي
لابد أن تتعلم هذه الشعوب الاعتراف بأحقية الأقليات في العيش و المشاركة في حكم بلادهم و سياستها و يجب إن تقر هذه الشعوب بالفعل و ليس بالقول إن مواطنة الأقليات غير منقوصة بسبب دينهم أو مذهبهم 
و بدون هذه المرحلة الانتقالية سوف تصبح الديمقراطية سبب خراب البلاد فالديمقراطية ليست لشعوب تسودها أخلاق القبيلة و تحكمها الأحكام العرفية و لعل ما يحدث في فلسطين خير شاهد على كلامي و كان الغرب الذي طالما طالب بالديمقراطية في هذه المنطقة هو أول من رفض التعامل مع حكومة حماس التي وصلت إلى الحكم عن طريق انتخابات حرة أختارهم الشعب بكامل أرادته




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :