الأقباط متحدون - السند.. الابنة «3»
  • ٠٨:٥٦
  • السبت , ٩ سبتمبر ٢٠١٧
English version

السند.. الابنة «3»

مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا

٣٠: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٩ سبتمبر ٢٠١٧

رولا خرسا
رولا خرسا

 عندما بلغت السيدة فاطمة الثامنة عشرة من عمرها طلبها سيدنا أبو بكر للزواج فلم يرض والدها سيدنا محمد.. ثم تقدم سيدنا عمر بن الخطاب لخطبتها ورفض أيضا سيدنا محمد.. كان الصحابة يعلمون معنى مصاهرة رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام. ثم أشار سيدنا عمر على على أن يذهب ويخطبها.. كان على فى الثانية والعشرين من عمره وكان فقيرا جدا إلا أنه تشجع وذهب إلى سيدنا محمد ووقف قربه وطلب منه فاطمة، فقال له سيدنا محمد «مرحبا وأهلاً».. فلم يعرف سيدنا على إن كان هذا الكلام يعنى موافقة أم لا. فعاد إليه فى اليوم التالى وكرر طلبه فسأله سيدنا محمد: وما عندك لتقدمه؟ يقصد ما لديه كمهر فأجاب على: «لا شىء» فقال له سيدنا محمد: «أين درعك الذى أعطيتك إياه يوم بدر» فأجابه على: «عندى يا رسول الله».. فطلب منه أن يبيعه ويرى ما يتحصل عليه.

 
ونتوقف هنا أمام الأب الذى اختار لابنته شاباً ورفض الأكبر سناً بل اختار لها الأكثر علماً ومن تربى فى منزله ومن هو على دراية به وبأنه سيحسن معاملة ابنته.. ونتوقف أمام الابنة التى وثقت فى قرار والدها ولَم تناقشه. عرض «على» درعه للبيع فاشتراه منه عثمان بن عفان بمبلغ كبير يمكنه من دفع ما يليق بصداق الزهراء. أعطاه أربعمائة وسبعين درهما دفعها علىّ كلها صداقاً وتمت الخطبة وأعطى النبى عليه الصلاة والسلام لبلال مبلغا ليشترى ببعضه طيبا وعطرا ثم دفع الباقى إلى أم سلمة- رضى الله عنها- لتشترى ما يحتاج إليه العروسان من متاع وغيره.. ونتوقف أمام الطيب والعطر.. الاب هنا قام بدور الأم وعلم أن الطيب والعطر للمرأة أمر أساسى، فحرص رغم فقر الزوج على أن يكون لديها... لفتة صغيرة جدا ولكنها تنم عن اهتمام شديد من أب محب.. وليلة الزواج طلب رسول الله من على وفاطمة أن ينتظراه.. ودخل عليهما وطلب من فاطمة الزهراء أن تأتيه بقدح من ماء، فأتته بقعب فيه ماء، فشرب منه، ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه، فضرب به جبينها، وبين كتفيها وصدرها، ثم قال: «اللهم إنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم»، ثم قال لها: أدبرى، فأدبرت فصب بين كتفيها. ثم كرر الأمر مع سيدنا على، وقال: يا على، اشرب، ثم أخذ منه، فضرب به جبينه وبين كتفيه، ثم قال: أهل بيتى، فأذهب عنهم «الرجس وطهرهم تطهيرا». فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، «وقال: «يا على.. أهلك»
 
.. وللحديث بقية بإذن الله.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع