ثورة 25 يناير.. أحلام ومخاوف
الفساد والفتنة الطائفية.. أهم معوقات نجاح ثورتنا المصرية
الشعب بالفعل أسقط النظام.. ماذا بعد؟
العراقي: يجب إزالة الاحتقان الطائفي الذي كان يستخدمه النظام لإلهاء الناس
سالم: أهمية أن تصل روح الثورة إلى كل فرد
نصيف: يجب تشكيل دستور جديد يتناسب مع روح العصر ومكتسبات الثورة
فرح: اكتمال نجاح الثورة لن يتحقق إلا بقيام المجلس العسكري بتسليم البلاد إلى سلطة مدنية
تحقيق: ميرفت عياد
"الشعب يريد إسقاط النظام.. ارفع رأسك فوق انت مصري.. مسلم مسيحي إيد واحدة " هذه هي أهم شعارات ثورة 25 يناير، التي رفعها المصريون ليعبروا بصورة بسيطة عن متطلباتهم لنجاح ثورتهم الشعبية المجيدة، فالشعب يريد إسقاط كل النظام السابق، وليس رأسه فقط، يريد وأد الفتن الطائفية، لأن المسيحيين والمسلمين يد واحدة في محاربة الظلم والفساد، وبناء أمجاد هذا البلد، ارفع رأسك فوق لأنك ابن بلد متحضر، يحترم حقوق الإنسان وكرامته، ويحقق له أحلامه ولا يسمح بالظلم أن يحني هامته.
هذه هي مطالب الثوار فماذا تحقق منها؟ ومتى يكتمل نجاح الثورة؟
حرية تكوين الأحزاب
تقول "هناء" -طالبة جامعية: المشاركة السياسية هي "مربط الفرس" كما يقولون؛ لأن لا يمكن أن يكتب لثورتنا الجميلة -التي راح ضحيتها شهداء فى عمر الزهور- النجاح بدون أن يتاح للجميع أن يشاركوا في العملية السياسية، لأن هذا هو الضمان الوحيد لعدم تغول أي نظام حاكم، وهذه المشاركة تتطلب وجود أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني، تستطيع أن تحاسب رئيس الدولة وحكومته، على أي خطأ يرتكب في حق الشعب، لهذا أطالب بالإطلاق الفوري لحرية تكوين الأحزاب حتى يجد الشعب منابرًا يستطيع من خلالها أن يصل صوته.
أول الطريق
بينما يرى "جورج" -مهندس كمبيوتر- أن أهم شعار رفعته الثورة هو "ارفع راسك فوق انت مصري"، مؤكدًا أن بالفعل يجب على الجميع أن يرفعوا رؤوسهم لأنهم مصريين، ولا يجب أن يكون هذا مجرد شعار فقط، بل يتحول إلى حياة معاشة مليئة بالخير والحب، والإيجابية والحرية والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، حتى تتحقق رفعة هذا الوطن، فالثورة وضعتنا على أول الطريق، ولكن مازال الطريق طويل لتحقيق حياة كريمة آمنة متحضرة للمواطن المصري.
الإيمان والصبر والصمود
"ثورتنا بيضاء، سلمية حضارية" هكذا يرى "محمد" -طالب بكلية طب أسنان- الذي يؤكد على أن شعارها رفعة شعب متحضر، لم يستخدم سلاح العنف لتحقيق إرادته، ولكنه استخدم سلاح الإيمان والصبر والصمود، حتى تحققت إرادته وسقط النظام السابق، ولكن اكتمال نجاح الثورة يستلزم أن تمر الفترة الانتقالية بسلام، ويتم إصدار دستور مدني جديد، تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان أهم معيارين لمواده، التي تتيح لكل إنسان حقوق وواجبات متساوية، دون أي تمييز، سواء بسبب الدين أو الجنس أو اللون.
الوجه القبيح للنظام
وتؤكد "ماريان" -مهندسة ديكور- أن ثورة 25 يناير أزالت الغطاء الواقي للنظام الفاسد، وأظهرته على حقيقته، وكشفت وجهه القبيح، لذلك نحن نحتاج إلى استكمال لهذه الثورة حتى يكتمل نجاحها، ولعل هذا يحتاج إلى ثورة على الفساد والسلبية والمحسوبية؛ ثورة على الظلم الاجتماعي والقهر الإنساني، وغياب الحقوق، ثورة على التعصب والتمييز والروتين، وكل القيم السلبية التي أصابت المواطن المصري، من جراء هذا النظام السابق.
أهمية عودة الأمن
و يرى الدكتور "عاطف العراقي" -أستاذ الفلسفة- أن القول باكتمال نجاح الثورة لا يمكن أن يتحقق إلا اذا تم تقديم كل معاوني النظام السابق إلى المحاكمة الموضوعية العادلة، كما يجب أن يعود الأمن تمامًا إلى كل أرجاء مصر، لأن انتشار البلطجية فى الشوارع يفقد المواطن أهم متطلباته، وهو الإحساس بالأمان في وطنه، وهذا يعد مسئولية الدولة، التي يجب أن تضرب بيد من حديد على كل مجرم يحاول أن يخل بالأمن العام أو يروع المواطنين، مؤكدًا على أننا لا يمكن أن نقول أن الثورة المصرية حققت إنجازًا تاريخيًا، قبل أن تزال كل صور الاحتقان الطائفي المتعلقة بالمسلمين و المسيحيين، والتي كان يستخدمها النظام السابق في إلهاء الناس عن الفقر والجهل والمرض، الذي يعاني منه أعداد كبيرة من الشعب المصري، ولكن الآن يجب أن يعلم الجميع أن مصر بلد واحد، بمسلميها و مسيحييها، ولن يفرق بينهم أي فتنة، ولن يقضي على توحدهم محاولات الخبثاء، الذين يريدون الإيقاع بمصر في براثن الحروب الأهلية والفتن الطائفية.
دستور جديد
"الشعب يريد إسقاط النظام" هذا هو الهتاف الرئيسي في ثورة 25 يناير، حسبما يقول الأديب والكاتب الدكتور "زكي سالم"، موضحًا أن إسقاط النظام لا يعني إسقاط رأسه فقط، وهو الرئيس السابق "محمد حسني مبارك"، ولكن إسقاط النظام بأكمله، مشيرًا إلى أن إتمام نجاح الثورة يستلزم عمل دستور جديد، يعيد للشعب حقوقه المسلوبة، ويعيد التوازن بين السلطات، لأن دستور 1971 يجعل أغلب سلطات الدولة في يد رئيس الجمهورية، كما يجب محاكمة بقايا النظام السابق على ما ارتكبوه من جرائم وسرقات لأموال الشعب المصري، إلى جانب إجراء انتخابات نزيهة يختار الشعب حاكم عادل ومحب للبلاد، ويعمل لصالحها، وبرلمان قوي يعمل نوابه من أجل صالح الوطن والمواطن، مشيرًا إلى أهمية أن تصل روح الثورة إلى كل فرد في المجتمع، حتى تنمو الروح الإيجابية وننبذ السلبية، ولا نقبل الفساد أو الاستبداد بعد اليوم.
توعية سياسية
تشير المفكرة والكاتبة الدكتورة "عايدة نصيف"؛ إلى أن القول بنجاح الثورة يجب أن يتبعه عدة أمور؛ منها تشكيل دستور جديد، يتناسب مع روح العصر ومكتسبات الثورة، عمل إحلال واستبدال للجسم القديم الفاسد، والمتمثل في رؤوس جميع المؤسسات الحيوية في البلاد، لأن مصر بها العديد من الشرفاء أصحاب الخبرات والحس الوطني، كما يجب الاستعانة بالشباب، هذا إلى جانب الوقوف بالمرصاد لمحاولات إحداث الفتن الطائفية، لشق الصف، مؤكدة على أن دور المجتمع المدني وشباب الجامعات هو عمل توعية للشعب المصري، وبالفعل قامت الجامعة بتأسيس حركة "شارك"، للتوعية الدستورية والسياسية والثقافية، وهي مكونة من سبعة آلاف طالبًا وطالبة، بهدف إحداث حركة تنوير للمجتمع المصري، ولكن الجميل في هذه الحركة أنها حركة مدنية، وليست دينية أو سياسية.
حياه كريمة
ويرى الكاتب والمفكر "فايز فرح" أن ثورة 25 يناير هي ثورة شعبية بيضاء، سلمية حضارية، استطاعت أن تسقط نظام حكم فاسد، قام على مدار ثلاثين عامًا بقهر المواطن المصري، لهذا اكتمال نجاح الثورة لن يتحقق إلا بقيام المجلس العسكري بتسليم سلطة البلاد إلى سلطة مدنية مشكلة من رئيس الجمهورية وبرلمان، يتم انتخابه من قبل الشعب، بانتخابات حرة نزيهة، بحيث تعود للدولة كامل هيكلها، سواء بالمؤسسات التشريعية أو التنفيذية، وتفعيل المشاركة السياسية لدى جميع أفراد الشعب، والوقوف بالمرصاد لكل صور الفساد والمحسوبية والرشوة والاستبداد، حتى يعم الرخاء والخير البلاد، وتتحقق الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، التي يبتغيها جميع أفراد الشعب المصري، الذي يستحق أن يعيش حياة كريمة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :