الأقباط متحدون - لماذا إهمال زمن مبارك وهو تاريخ؟
  • ٠٤:٤٦
  • السبت , ٩ سبتمبر ٢٠١٧
English version

لماذا إهمال زمن مبارك وهو تاريخ؟

مقالات مختارة | بقلم : مفيد فوزي

٤٢: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٩ سبتمبر ٢٠١٧

مفيد فوزي
مفيد فوزي

 (1)

حين قلت على شاشة القاهرة والناس «كل الولاء للسيسى ومنتهى الوفاء لمبارك» كنت أعنيها ولم تكن لحظة اندفاع عاطفى نحو مبارك، لكنها كانت يقيناً ثابتاً عندى، فالوفاء هو أنبل ما فى إنسان، وما فعله السيسى نحو محمد نجيب - أول رئيس جمهورية لمصر- ورد اعتباره وإنصافه بعد كل هذه السنين، هو قمة الوفاء لرجل من المؤسسة العسكرية، لم يهتم الرئيس أن الذى أمر باعتقال نجيب طوال الحياة هو جمال عبدالناصر ولم يحدث أن عارض أحد هذا القرار الظالم، ولم يأت إنصاف محمد نجيب فى عبارة عفوية، بل جاء فى «قاعدة عسكرية» تحمل اسمه، لهذا صفقت له احتراماً لموقفه، فهذا السلوك فيه إنصاف ووفاء وهما من سمات رئيس مصر دون أدنى نفاق.
 
(2)
 
والشىء بالشىء يذكر، فالملاحظ أن الشاشات تذكر عبدالناصر بإنجازاته وتذكر السادات بحرب 73 وانتصاراتها، ثم تقفز فوق التاريخ بتعمد لإهمال سيرة مبارك وكأنها فترة مقطوعة من حياة مصر وهذا غير صحيح، ففترة مبارك واقع وله إنجازات وله أخطاء شأن أى حاكم، فعبدالناصر كان له حسنات وكانت له أخطاء جسيمة قادتنا للنكسة، فلماذا تعبر الشاشات سيرة مبارك وقد وقف أمام قضاء مصر وحكم بالبراءة. فهل تستمر المحاكمات حتى لا تصبح البراءة المطلقة عنوان الرجل؟. وإذا كنت أطالب باعتبار مبارك رئيساً سابقاً عاد لبيته وأن تراعى الشاشات أنه وراء «اتفاق طابا» وأنه حجب الحروب عن مصر طيلة 30 سنة، فهل بالغت؟. وماذا أكسب من وراء وفائى المتواضع لرجل أعطى البلد بقدر ما استطاع. ماذا - الآن - فى يد مبارك ليمنحنى إياه؟، لا شىء البتة، فالرجل فى خريف العمر يقضى بقية أيامه وفى داخله مشاعر شتى، والرجل تعرض للإهانة من شعبه والرجل لم يهرب على متن طائرة خاصة هو وأسرته، وأظن أنه سيكون للتاريخ رأى آخر.
 
(3)
 
أكاد أجزم أن الرئيس السيسى من مشاهدى التليفزيون وله ملاحظات، وجه مرة انتقادا لضيف أحد البرامج كان يطالب بضرورة تدخل كراكات قناة السويس لتطهير بحيرة المنزلة. قال السيسى «مهم أوى اللى يتكلم فى موضوع يبقى مذاكره كويس، يعنى بحيرة المنزلة 125 ألف فدان واللى عايز يكرك بحيرة المنزلة يعنى هتعمل 500 مليون متر والمتر بـ150 جنيه يعنى عايزين 50 مليار جنيه، والبحيرات دى وصلت للمستوى ده بسبب التعدى والصرف الصحى ولم يحدث لها أعمال رفع كفاءة، اللى يطلع يناقش موضوع يذاكره كويس، كل واحد طالع كأنه معاه مفاتيح الحل، إقامة دولة واستعادة دولة ذات شأن فى مصر، أمر كبير أوى».
 
إنه درس لضيوف البرامج حين يتكلمون فى قضايا عامة بدون إعداد وربما كان الظهور من قبيل الشو وربما الفذلكة وكم فى البلد من متفذلكين!.
 
(4)
 
«إحنا اتعودنا على الشكوى، لو بطلنا شكوى مانبقاش مصريين، بس الأمان أهم من الغلاء، العالم كله فيه غلاء بس أمانى وأمان ولادى وأحفادى أهم من هم بطنى، وجعتنى الجملة اللى حضرتك قلتها إننا بنقيس شعبية الرئيس بجهازنا الهضمى، عيب أوى علينا كشعب مانفكرش إلا فى بطوننا، البلد فعلاً بتتحرك ومحدش بينام من غير عشا، والفلوس فى إيدينا بنشحن بيها التليفونات علشان نتكلم، شوف حضرتك بيكلفنا الكلام أد إيه».
 
«حوار مع سيدة مصرية فى مول...».
 
(5)
 
كوارثنا لا تنتهى!
 
1- سقوط عمارة آيلة للسقوط فوق سكانها
 
2- سقوط أتوبيس بالركاب فى النيل.
 
3- تصادم قطارين وضياع أرواح.
 
ومازلت أنادى بـ«جهاز مواجهة الكوارث» ودوره حصر الأرواح التى سقطت والإصابات والتلفيات وهذا الجهاز مختلف عن لجنة أو إدارة الأزمات.
 
والحقيقة أننا ننفرد عن العالم فى نوعية الكوارث، مثلاً، ليس فى أى عالم متمدين يصعق صبى من كهرباء عمود أسلاكه عارية، هذا هو التخلف بعينه ولو قام رئيس الحى بجولة لإصلاح أى أسلاك عمود كهرباء خارج العمود لما حدث أى حادث صعق ولكن الإهمال عندنا متجذر.
 
وسقوط العمارات الآيلة للسقوط يحتاج لإخلاء فورى وتسكين الناس، هكذا التحضر.
 
أما حوادث الأتوبيسات فحبذا لو قامت حملة على السائقين وقياس المخدر داخلهم.
 
إننا نتهاون، وأحياناً، تأخذنا الهمة وبعد قليل نعود كما كان الأمر، كل هذا عنوانه الجهل والأمية الثقافية، وأتحفظ على وصفنا بالتخلف!.
 
(6)
 
يقينى...
 
1- أن الرزق بيد الله وليس بيد بشر.
 
2- أن الزوج الغامض أسوأ الأزواج ومحرض على الشك!.
 
3- أن الشرطة أكثر أجهزة الدولة إرهاقاً وتستحق احتراماً يليق بها.
 
4- أن من يتشدق بالشرف والأمانة بمناسبة ودون مناسبة يثير شكوكى فيه.
 
5- أن الرئيس السيسى يعرف الإعلاميين حتى الجد الرابع ومن الثابت ومن المتلون ومن المؤثر ومن الباهت.
 
6- أن قضية التصدير تحتاج إلى تدخل رئاسى وحركة مجتمعية وإلا هلكنا.
 
7- أن الجوع الحقيقى ليس نقص غذاء بل تصحر للمشاعر والأحاسيس!.
 
8- أن الخلاف المصطنع بين عمرو دياب وشيرين هو اتفاق على الترويج لألبومات!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع