الأقباط متحدون - عندما يأتينا الارهاب من الداخل
  • ٠٠:٤٠
  • الأحد , ١٠ سبتمبر ٢٠١٧
English version

عندما يأتينا الارهاب من الداخل

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٥١: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

    بقلم : د . مجدى شحاته
كنيستنا القبطية العريقة ، أقدم كنائس العالم ، تكنفها بين الوقت والآخر هجمات شرسة ، ضارية ، من سراق ولصوص وهراطقة وشياطين وذئاب فى ثياب حملان . ولكن أبواب الجحيم لم ولن تقوى عليها . وفى الاونة الاخيرة أبتليت الكنيسة القبطية الوطنية ، بهجمة أكثر شراسة وخطورة من أعداء الكنيسة السابقون  !! شياطون التكنولوجيا الحديثة ، أقصد نشطاء شبكات التواصل الاجتماعى ( الفيس بوك ) المشبوهون المهمشون الذى ليس لديهم أى وظيفة او مهنة  سوى التفرغ ليلا ونهارا لمهاجمة الكنيسة... تليفونات ... اجتماعات ... اتصالات بالخارج ...  رسائل الكترونية .. التواصل مع  الاعلام  لنشر فضائحهم .. والتطاول على المقام البابوى العالى . كل " نشط متطرف"خصص لنفسه صفحة ( فيس بوك ) وأصبح من وجة نظره وأمثاله ، نجما عالميا مشهورا فى عالم الفوضى والتسيب وقلة القيمة !! كل " نشط متطرف " نصب نفسه مذيعا وناقدا وواعظا ومنتجا ومعلما .. يتقيئ ما يحلو له من بذآءات وتفاهات وتطاول غير مسبوق ، لعنة( الفيس بوك ) أثرت على شخصيتهم ، وغيرت مجرى حياتهم وطريقة تعاملهم مع الواقع . وأصبح لهم  مؤيدون ومشجعون من نفس العينة القبيحة فى كل العالم فاشتعلوا بنار الشهرة المزيفة والمدمرة ... يفرحون  بالشهرة ... ويحزنون قلب يسوع !!!

المشهد العبثى المؤسف و المزرى والمخجل على صفحات ( الفيس بوك ) .. اياها ، باتت طقسا يوميا .. نعم أنه جد  فاق  الحد !!! تطاول أبتليت به كنيستنا المنتصرة دائما ، تماما كما أبتليت الأمة اليهودية فى الوقت الذى كان فيه السيد المسيح له المجد على الارض  ، ابتليت بصنوف وأنواع من البشر من فريسيين وكتبة وشيوخ وهيرو ديسيين فرضوا قيادتهم وآرائهم على الشعب بالباطل والترهيب . وعن هؤلاء قال رب المجد يسوع  " أتركوهم هم عميان قادة عميان ، وان كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما فى حفرة " ( مت 15 : 14 ) .

أليس من الاجدر بأن كل من لديه مطلب او استفسار اوشكوى او رأى أن يسلك الطرق السليمة ؟ فالكنيسة وسكرتارية قداسة البابا لديها قنوات شرعية لأستقبال أى اسئلة او استفسارات او اقتراحات بطريقة منظمة قانونية ومنضبطة مثل كل المؤسسات الرسمية المحترمة فى الدولة .

ان المشهد العبثى الحزين المؤسف  والذى يتداوله  النشطاء ومعهم أعوان الشر، بكل الاسف فيه اساءة بالغة لأقدم كنيسة فى العالم " وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " ، واساءة للشعب القبطى الطيب العريق ، وبغرض تشويه الزيارة الناجحة لقداسة البابا الاولى لاستراليا بعد تواليه المسئولية ، والذى يجول يصنع خيرا . نعم .. الامر جد فاق الحد !!  أن المشهد العبثى المحزن

وغير المسئول على شبكات التواصل الاجتماعى والمتكرر والذى فيه مهاجمة صريحة على الكنيسة وتطاول على قداسة البابا  بدون أى وجه حق ، تتلقفه الجماعات المتطرفة والمنظمات الارهابية فى مصر وفى كافة دول العالم بكل التهليل والفرح ، ليكون بمثابة الهدية الثمينة والتى جاءت بدون عناء او مشقة لتشويه الكنيسة وتدميرها بدون قنبلة أوديناميت ولكن من الداخل ،يريدون النيل من قداسة البابا رجل الله ، المستهدف من أعداء الخير مثله مثل قيادات مصرية وطنية مخلصة اخرى لمشاركتة الوطنية الفعالة وتواجده على منصة 3 يوليو ( ثورة 30 يونيو ) مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مشهد تاريخى سجلة التاريخ بأحرف من نور.  وبعدها جاءت الهجمة الشرسة التى حرقت ودمرت مايقرب من مائة كنيسة ومؤسسة مسيحية وحينها  قال قداسة البابا تاوضروس الثانى عبارته الشهيرة " وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن " بعدها اطلق العالم عليه ( بابا المحبة ) لأن بارشاد من الله وبحكمته أفسد  مخطط أخطر حرب طائفية كانت تدبر باحكام لحرق الاخضر واليابس فى مصرنا الغالية .

 ضحايا ( الفيس بوك ) مرضى بوباء الشهرة الزائفة . ان أخطر عدو يحارب البشر ، بل أقدم عدو ممكن ان يدمر الانسان هو تكبير الذات ، والبحث عن الشهرة وجذب انتباه الناس وان يكون محور حديثهم واهتمامهم . وفى عصر السماوات المفتوحة كثيرا من هؤلاء  يجدون  ضالتهم باللغوشة والغوغائية والهلوسة على صفحات ( الفيس بوك )  ، المهم ان يكون محط اهتمام الاخرين حتى لو كان مخطئ فى الطريقة او الوسيلة التى توصلة للشهرة التى يسعى اليها .
 وراء هذه المشاهد المؤسفه والمحزنهوالمخطط  لها بعناية والتى ضربت استراليا مؤخرا، نفر قلة ( الذئاب المنفردة ) لكنهم أصحاب أدوار معيبة تلعبهاأسماء محددة معروفة يواصلون الليل بالنهاربغرض تأجيج المواقف واشتعالها باستمرار ... لن اسميهم  ولكنهم الآن  يتحسسون رؤوسهم ... معروفون ... ومفضوحون ... والكل يعرف أمرهم ودور كل واحد منهم... شاغلهم اللعب على العصب المكشوف ، حتى باتت هجماتهم  طقسا يوميا .. مع دعوة الى الفوضى ... يقدمون منخلال هذا المشهد العبثى خدمة عظيمة لتنظيمات ارهابية فشلت فى اختراق الكنيسة من الخارج ، فجاء الاختراق من الداخل ، من بيننا .. الارهاب ياتينا هذه المرةمن جوه ... نافذ الى قلب الكنيسة كالخنجر المسموم ، أصبحلدينا ارهابيون من الداخل  ...نعم من داخل الكنيسة !!!!  يقفون فى خندق واحد مع زملائهم فى المهنة من الخارج ، ضد الكنيسة مثلهم تماما مثل الذين  فجروا كنيسة البطرسية وكنيسة مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية فى الاسكندرية  ، تطاول  وتجاوز ضد قداسة البابا ...بلا أدنى خجل او حياء .. وقداسة البابا رجل الله .. يرى .. ويسمع .. ويحزن ..نعم  .. يرى ..ويسمع .. ويحزن ..  كيرياليسون ... كيرياليسون  ... أشرار لا ينامون الليل الا وقد ارتكبوا مصيبة  فى  حق  الكنيسة " لاتدخل فى سبيل الاشرار .. لانهم لا ينامون ان لم يفعلوا سوءا،  وينزع نومهم ان لم يسقطوا أحدا لاأنهم يطعمون  خبز الشر ويشربون  خمر الظام " ( أم 4: 14 _ 16 ) .

الارهاب ضد الكنيسة والاقباط ليس بالضرورة يأتينا من الخارج فى شكل حزام ناسف او قنبلة او مدفع  او ديناميت ... لكن الارهاب اليوم يأتيناو يداهمنا على شبكات التواصل الاجتماعى ،

ليشاهده كل خلق الله ، فى كل بلاد الله!!هذا المشهد الكريه والمزرى ، ورائه كرامون اردياء وسوست لهم قلوبهم الخبيثة ان يستولوا على ثمار الكرم بدلا من ان يؤدوها الى صاحب الكرم لكنهم صمموا ان يحولوا انتاج الكرم الى عنبا مرا رديئا ، يسعون من هنا وهناك ليسخروا نفرا من خفافيش ( الفيس بوك ) ... يالهم من فعلة أردياء ، ويل لهم عندما ياتى صاحب الكرم ولابد انه آت ...يحاربون بيت الله ، والكنيسة لاتحتمل هزات اخرى وهى المستهدفة أصلا من أعداء الخير من الخارج ، كنيستنا التى ماتزال تجفف دموعها وتلملم أشلاء ضحاياها ، وتضمد جراحها .. ورائحة دخان ورماد الحرائق مازال يزكم الانوف !!  أتريدون حرقها وتدميرها  بأيديكم الملوثة مرة اخرى ؟ ولكن هذه المرة يأتى الارهاب من الداخل !!؟؟ أسألكم ايها الكرامون الاردياء ... هل  سمعتم ورأيتم ماذا يقول الناس ووسائل الاعلام عنكم ؟؟  عار  وأى  عار !!نحن لانريد أن نصدق حتى الان اننا فى الوطن والكنيسة ... نواجه حربا حقيقية ، حرب بكل ما تحمله الكلمة من معان ، حرب أكثر ضراوه وشرسة من الحروب العسكرية والنظامية.. عدوك يعيش معك لكنك لا تعرفه ولاتراه ، ولاتعرف اين ومتى وكيف يهاجمك !! ما هو المطلوب أن نفعله والواجب علينا فى هذه الحرب الضروس الضارية  ؟؟هل  نقف ونضحى وندافع عن الكنيسة  وعن قداسة البابا .. أم
نقف فى خندق الارهبيين والذئاب المنفردة ؟؟؟؟

هناك أشخاص يتميزون بالعمق وآخرون بالسطحية . الشخصية العميقة لها عمق التفكير والتدبير والذكاء والفهم ، اذا بحث موضوعا يفكر فيه من كل زواياه ويعمل حساب لكل النتائج وردود الافعال ، واذا تكلم .. يتكلم بعمق . أما الذى يتكلم بهزيان وعدم تركيز ويكرر عبارات غير مفهومة ليس لها معنى او هدف ، فهو انسان مدفوع مسلوب الارادة ولابد ان يخطئ . " المولود من الله لا يخطئ ... والشرير لا يمسه " ( 1يو 5 : 18 ) . والكنيسة من محبتها الفائقة تحتمل الضعفاء لأنها كنيسة قوية " وابواب الجحيم لن تقوى عليها " يقول معلمنا بولس الرسول : " يجب علينا نحن الاقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء " ( رو 15 : 1 ) .

ان مجتمع الكنيسة يختلف كليا عن أى مجتمع آخر . وترتيبات العالم ونظم الدنيا لا ينبغى اطلاقا ان تمارس داخل الكنيسة ، فاسلوب العالم يختلف عن اسلوب السيد المسيح له كل المجد واستخدام شبكات التواصل الاجتماعى والتطاول باسلوب غير لائق ومقاومة السلطات بطريقة غير مقبولة يصب فى نطاق الاعمال الارهابية ، شأنه شأن الحزام الناسف والقنبلة والخنجر . وكل من يحاول نقل اسلوب العالم الى داخل الكنيسة يتناسون ان رب المجد يسوع هو صاحب الكرم ولا يصح أن يفرضوا ارادتهم على كنيسة الله دون أى اعتبار لصاحب الكرم . وكل من يحاول ادعاء سلطانا لنفسه بعيدا عن سلطان المسيح هو الخاسر على طول الخط ، وهو الجانى على نفسه .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد