الأقباط متحدون - علامات نهاية العالم
  • ٠٠:٢٩
  • الأحد , ١٠ سبتمبر ٢٠١٧
English version

علامات نهاية العالم

نسيم عبيد عوض

مساحة رأي

٥٨: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم نسيم عبيد عوض
فى الأسبوع الثانى على التوالى تقدم الكنيسة الأرثوذكسية قراءات قداس الأحد عن يوم الدينونة أو المجيئ الثانى للرب يسوع ‘وفصل إنجيل اليوم من إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح 24 ‘ وهو الإصحاح المشهور عن نهاية أورشليم وهدم هيكل الرب فيها عام 70 ميلادية كما تنبأ يسوع المسيح وقال لهم هوذا بيتكم يترك لكم خرابا‘ على أيدى الرومان والذى تشتت فيه اليهود على أنحاء الأرض‘ وأيضا حدثهم الرب عن نهاية العالم ويوم الدينونة وعلامات مجيئه الثانى ‘ وعلامات نهاية العالم كما ذكرها الرب تتلخص فيما يلى:

1- ضيق عظيم لم يكن مثله منذ إبتداء العالم إلى الآن ولن يكون.ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد . ولكن من أجل المختارين تقصر تلك الأيام.
2- سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا.

3-تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع.وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء.
وهذه هى العلامات الحسية والمادية التى لا يجهلها أحد ‘ ولكن القديس بولس الرسول كلمنا عن الأزمنة الصعبة فى الأيام الأخيرة ‘ وعن طبيعة البشر فى تلك الأيام قبل النهاية ‘ وقد أوردها الرسول فى رسالته لتلميذه تيموثاوس الثانية 3: 1-5 ‘ عن علامات الأزمنة الصعبة الأخيرة.
1 "  وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ،

 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ،3
بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ،
 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ،

." لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ.
وقد لاحظ القديس يوحنا ذهبي الفم أن كل هذه الخطايا تنتج الخطية التالية لها‘ مثلا محبة المال تنتج عن محبة الإنسان لذاته ‘ ومحبة المال ينبع عنها  محبة العظمة والكبرياء ‘ وهذه تنتج التجديف وهكذا.

ودعونا نتأمل فى هذه التحول فى طبيعة بشر الأيام الأخيرة:
- حب الذات: أساس كل الشرور وجذورها‘ حيث تغلق النفس والقلب عن محبة الله ‘ ضد وصية الرب " من أراد أن يتبعنى فلينكر ذاته."
- محبة المال : أو الطمع‘ وأخطرها هو أن الطماع لا يشعر بالعرفان بالجميل لأحد ‘ ولا يرويه مال العالم كله ‘ وضد وصية الرب" إحترزوا من الطمع."
- حب العظمة والكبرياء: إنسان عطشان إلى حب الكرامة الباطلة والمجد الزمنى‘ وهذه كلها أمور تفقد الإنسان سلامه الداخلى ‘ ونصيحة لهؤلاء " الله يقاوم المستكبرين."

- التجديف: محبة الذات والطمع والكبرياء ينحرف ببصيرة الإنسان الداخلية عن الله نفسه‘ فيكون أعمى عن وسائل الخلاص وعطايا الرب المجانية ‘ فيجدف عليه ‘ ولا عجب من ظاهرة الإلحاد المنتشرة اليوم فى كل أنحاء العالم.

- عدم طاعة الوالدين: الذى لا يعرف طاعة الله ‘ ليست فيه طاعة والديه ‘ فالذى يفقد الأبوة الإلهية السماوية ‘  لا يحترم أبواه على الأرض .
- عدم الشكر: أو الجحود..كل الخطايا السابقة تشعر الإنسان بفراغ داخلى لا يستطيع العالم أن يملأه‘ فالإنسان بدون شبع روحى لا يعرف الشكر والحمد والتسبيح ‘ وحياة الجحود تفقد الإنسان صوابه وتجعله حائرا فى هذه الحياة.

- الدنس: الإنسان بدون شبع روحى يكون كل همه إشباع جسده وشهواته فيتدنس ‘ ويتنجس بما يخرجه من فمه ‘ فالسرور الجسدى تغرق النفس فى تصرفات دنسه وبقلب بعيد عن الطهارة والنقاوة فيخرج كل الشرور ويتدنس الإنسان من فضلات قلبة.
- عدم الحنو: أى عدم وجود ود طبيعى بين البشر ‘ وهذه أصبحت سمة من سمات البشر ذلك الزمان ‘ فإشباع الملذات الذاتية تبعد الإنسان عن الود الطبيعى لغيره ولأخيه الإنسان.

- عدم الرضا: أي نقض العهد مع الله ثم مع الناس.

- الثلب: أي إتهام الآخرين بالزور فلا يقف الأمر عند نقض العهد وإنما يتهم غيره بدون حق
- عدم النزاهة : أو إعدام العفة التى تفقد الإنسان قدرته على ضبط نفسه ورغباته ‘ سواء من جهة اللسان كنار آكلة ‘ أو الشهوات الجسدية ويعيش فى ملذاته بدون ضابط.
- الشراسة: الخطية تفقد الإنسان إنسانيته فيحيا شرسا‘ يقاوم الآخرين بلا سبب حقيقى ويملأه روح العدوان.
- غير محبين للصلاح: مخالفين للناموس الطبيعى الذى خلقه الله فينا ‘ وإحتقار كل عمل صالح  والإستهانة بها ‘ وإعتبار كل عمل صالح أنه تفاهة .
- الخيانة: خيانة الإنسان للعهد الإلهى والعهد الطبيعى ‘ وإنتشار خيانة الصداقة وحق الجيرة ‘ وكل علاقات بشرية تتسمم بالخيانة وعدم الأمان فى حياة الإنسان فيعيش وحيدا.

- الإقتحام: التدخل الشرير فيما لا يعنيهم.

- التصلف: أي الكبرياء بدون ترو ‘ أو العظمة الغبية.

- محبة الملذات دون محبة الله‘ لأن محبة الإنسان فقط موجهه لإشباع رغباته وهذه تقف حائلا أمام محبة الله ووصاياه.

- أخيرا الذين لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها: وهذ أخطر أنواع الشرور‘ فالإنسان يحمل المظهر المخادع البراق‘ وفقط أمام الناس ‘ رياء ونفاق فى علاقته بالله ‘ فهو أمام الناس له صورة التقوى‘ وأما الداخل مملوء فساد ودنس ونجاسة‘ وخطية الرياء يصعب على صاحبها التعليم ‘ يخدع نفسه أولا ثم يخدع الآخرين ‘ يرى فى نفسه أنه الأفضل ‘ فلا يقبل النصح والإرشاد ‘ ثم يمضى فى طريق الهلاك.

لنتذكر اليوم قول الرب" إسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتى ربكم "..أقول للجميع إسهروا على حياتكم الروحية ‘ فلتكون لنا وقفة مع النفس ‘ ونتذكر أن لا نكون ضمن حاملى الخطايا السابقة‘ بل فليضيئ نوركم قدام الناس فيروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد