طغاة... ارحلوا.
زهير دعيم
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الاثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧
بقلم : زهير دعيم
في كانون الثاني من عام 1948 كتب شاعر عبلّين المرحوم جورج نجيب خليل رسالة لمجلة اتحاد الاندية الارثوذكسيّة العربية الصادرة في القدس اقتطف منها ما يلي : " أرجو ان تضاعف المجلّة الضّرب على الوتر الحسّاس فتنير اذهان الملّة عن ايرادات الاوقاف والاديرة، بحيث يطلّع الجمهور الارثوذكسي على مجموع ايرادات الاوقاف والاديرة في فلسطين وشرقي الاردنّ، التي يتنعّم بها رجال البطرياركيّة الاورشليميّة لوحدهم دون أن يفكّروا بشقاء ومآسي أفراد الطائفة المعوزين والمتألمين ، ودون أن ينظروا لبناء المشاريع العمرانيّة كالملاجيء والمدارس والمستشفيات والكنائس ، ولكي تقف الطائفة أيضًا على مبلغ تحجُّر أكباد هؤلاء اليونانيين الذين أقاموا انفسهم رعاة علينا ،ومدى الاجحاف الذي يُلحقونه بالملّة من جرّاء عِنادهم وغطرستهم.."
وما زال الامر على حاله شاعرنا الغالي المرحوم..ولكننا لن نسكت..
ففي باب الخليل حيث تجمّع المئات من الطائفة الارثوذكسيّة في البلاد لبدء المظاهرة التي تنادي برحيل البطريارك اليوناني ثيوفيلوس قال أحدهم صارخًا : "انظروا ..أترون هذين الفندقين اللذين امامنا ، لقد أجّرتهما البطرياركية اليونانية ل.. 99 سنة لقاء مبالغ قليلة ..
نظرتُ وتحسّرت..
فيدُ البطاركة وثيوفيلوس ليس بأقلّ حظًّا منهم امتدت وتمتدّ الى املاك الكنيسة لتبيعها شمالًا ويمينًا في كلّ انحاء البلاد، من الناصرة مرورًا بطبريا وقيساريا ويافا والقدس و....
والقضيّة دونمات ..عذرًا عشرات بل مئات الدونماتولا يرمش لاحدهم جفن وكيف يرمش وهم لم يتعبوا بها ؟!!
وصرخت الجموع : ارحل ، ارحل
كلّكم تجّار تبيعوننا بالدولار..
كلّ هذا والصّحافة تنظر وترى وتُسجّل الحراك الشعبيّ المباركللعديد من المجالس المليّة الارثوذكسيّة العربيّة في البلاد.
حقيقة بدأت كرة الثلج تتدحرج ولن تقف قبل ان تهرس تحتها كلّ التجاوزات وكلّ الشّرور والذّنوب والخطايا الظاهرة والمُستترة !!!
وعينك فالقضيّة بالنسبة لي ليست الارض والاملاك فقط مع انها مهمّة ومهمّة جدًّا ، كما لكلّ فرد من أفراد وأعضاء المجالس الملّيّة الارثوذكسيّة في البلاد والذين رأيتهم مع الشعب المؤمن والمساكين بالرّوح يصرخون وقد بُحّت حناجرهم ؛ يصرخون أمام البطركيّة الاورشليميّة اليونانيّة في القدس اليوم السبت في التاسع من ايلول 2017
ارحل ..ارحل ..مللناكم.
نعم القضيّة ليست عندي فقط الاملاك رغم اهميتها وانمّا ايضًا التجهيل المُمنهج والمدروس والمُبيّت ، فمنذ عشرات السنين وهم يعملون على جعل المسيحي الارثوذكسيّ العربيّ أميًّا أو يكاد في معرفة دينه، فيكفي ان يحضر يوم الأحد الى الطقوس وأقول الطقوس ، أمّا الفداء والخلاص فلا دخل لكم بها، وإن لم يعجبكم الامر فالسماء مفتوحة والحدود كذلك ،هاجروا وأريحونا.
أمّا الوجع الثالث الذي يقضّني ، فهو الوقوف بشدّة امام توحيد الكنائس وتوحيد الاعياد في حين ان اهلهم وشعوبهم في اليونان وقبرص وحّدوها مع الغرب تحت تأثير وضغط السوق الاوروبيّة المشتركة.
امّا الأمر الآخَر الذي يزعجنا جميعًا فهو الطلاق السريع( ونحن نعرف رأي الانجيل بالطّلاق ) ودون البحث الجادّ في رأب الصّدع وبناء الجسور بين الزوجين ، فلا غرو ان تجد ان شابًا كاثوليكيًا اختلف مع زوجته انقلب بقدرة قادر خلال اسبوع الى ارثوذكسي وطلّق زوجته على الفيزا !! وما أدراك ما الفيزا.
أخيرًا يحضرني ما قاله زعيم الهند الشهير غاندي بعد ان قرأ الكتاب المُقدّس : " الكتاب المُقدّس تاج جميل ، دُرّته الموعظة على الجبل ، ولولا رجال الدين المسيحيين لأصبحت مسيحيّا" تخيّلوا معي لو صار هذا الغاندي مسيحيًّا لجذب خلفه للربّ مئات الملايين..
لست اعمّم فهناك الكثير من رجال الدين الرائعين الذين يربطون نهارهم بليلهم في خدمة الربّ..
بُحّت الحاجر وهي تصرخ : ارحل ..ارحل..سنعود لك بكلّ الطرق.لن ندعك تعبث بنا وباملاكنا وايماننا.
ا .ر.ح. ل.