الأقباط متحدون - علا الشافعى تكتب: القاهرة.. الجونة رايح جاى
  • ٠٧:١٠
  • الاثنين , ١١ سبتمبر ٢٠١٧
English version

علا الشافعى تكتب: القاهرة.. الجونة "رايح جاى"

فن | اليوم السابع

٤٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧

علا الشافعى
علا الشافعى

 لا أعرف لماذا نعشق المقارنات طوال الوقت.. "فلان أحسن فلان فلان هياكل الجو من فلان"، هذا المهرجان سيطيح بطموح وأمل مهرجان آخر فى النهوض، هذا المهرجان يمثل مؤامرة لسحب البساط من المهرجان الأقدم والأعرق وهو القاهرة السينمائى - المهدد دائما من قبل كل المهرجانات التى انطلقت من بعده - ولا أعرف لماذا التسرع فى عقد المقارنة بين مهرجان الجونة السينمائى، والذى لم تنطلق أولى فعالياته بعد - من 22 سبتمبر حتى 28 سبتمبر - والقاهرة السينمائى الدولى الراسخ والأعرق والذى يعانى بالطبع مشكلات كثيرة، إلا أن وجود "الجونة" لا يعنى بالضرورة أنه يشكل تهديدا للقاهرة السينمائي.

 
 
 
الجونة السينمائى هو مشروع مهرجان طموح كان يحلم به رجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى حاول دعم مهرجان القاهرة فى أكثر من دورة سابقة بكل الإمكانيات، ولكن الصحافة والإعلام لم يرحموه وقتها، وكان من الاتهامات التى ألقيت فى وجهه أنه يرغب فى فرض سيطرته ونفوذه - بأمواله طبعا - على المهرجان الأقدم، بل تمت المبالغة فى الاتهامات أن ساويرس يدير المهرجان بدلا من وزارة الثقافة المنظمة للمهرجان، رغم أنه وقتها كان يملك طموحا جديا فى ترميم فيلا نجيب الريحانى، والذى أصدر عنه كتابا هو فخر للمكتبة السينمائية العربية حتى هذه اللحظة، ومن بعدها انسحب ساويرس وأغلق الباب من بعده أمام رجال الأعمال وكل من كان يفكر منهم فى دعم المهرجان.
 
 
 
لذلك كان من المنطقى أن يسعى الشقيقان سميح ونجيب لإطلاق حلمهما الخاص، خصوصا أن الجونة مدينة تتوافر فيها الكثير من العوامل الجاذبة والتى تروج بحق لمصر، إذا من باب أولى أن نترك فريق العمل لهذا المهرجان الوليد، والذى نتمنى أن يكون إضافة حقيقية للحركة السينمائية فى العالم العربى وليس مصر فقط، تماما كما أصبح مهرجان دبى السينمائى الدولى وغيره من المهرجانات الفاعلة والناشطة.
 
 
 
"الجونة" تتوافر له كل الإمكانيات ليصبح مهرجانا حقيقيا ذا ثقل، بعيدا عن مقارنته بالقاهرة أو غيره وأهم شىء يجب أن نلتفت إليه أن هناك رجل أعمال يعمل لصالح الثقافة حتى لو بفرض أنه يفعل ذلك لمتعته الشخصية، فالمهم ما سيعود به الأمر على المشهد الثقافى والسينمائى ككل.. وهو ما ستسفر عنه الدورة الأولى والدورات المقبلة من المهرجان، بمعنى هل سيقتصر الأمر على عرض أفلام مهمة من أهم مهرجانات العالم - وهذا الأمر ليس بالشىء القليل - وجود ضيوف مهمين من مختلف دول العالم يلفت وجودهم الأنظار إلى الجونة ومصر؟ هل سيصل الطموح إلى دعم مشروعات سينمائية عربية؟
 
 
 
"الجونة" اختار أن يحمل شعار "سينما من أجل الإنسانية"، الذى يشير برحابة إلى التوجه لاختيار كل الأطياف بعيدا عن ضيق الأفق وضيق الفكر الذى صار يغلف كثيرا من اختياراتنا فى الحياة.. فلنترك المهرجان ينطلق بعيدا عن المقارنات.