الأقباط متحدون - 3 جثث مجهولة بـ«كوم الدكة» بعد شهر على حادث قطارى الإسكندرية
  • ٠٢:٠٩
  • الثلاثاء , ١٢ سبتمبر ٢٠١٧
English version

3 جثث مجهولة بـ«كوم الدكة» بعد شهر على حادث قطارى الإسكندرية

حوادث | المصري اليوم

٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧

حادث قطارى الإسكندرية
حادث قطارى الإسكندرية

رغم مرور ثلاثين يوما على حادث تصادم قطارى الإسكندرية يوم 11 من الشهر الماضى، إلا أن مشرحة «كوم الدكة» مازالت تحتفظ بثلاث جثث، إحداها لشخص يبلغ من العمر نحو 70 عاما، والجثتان الأخريان لشخصين مجهولى الهوية، بينما مازالت أسرة الشاب عبدالله السعيد تبحث عن جثة ابنها أو ما يدل على اختفائه.

داخل ممرات ضيقة ورائحة الدم التى تفوح بالمكان وتزكم الأنوف، وثلاجات الموتى ذات اللون الرمادى، وموظف ثلاثينى يسجل أسماء الوفيات داخل دفتر حكومى، تجد مشرحة «كوم الدكة» التى استقبلت جثث ضحايا حادث قطارى الإسكندرية.

14 يوما قضتها عائلة عبدالله السعيد فى رحلة بحث عنه فى شوارع ومستشفيات وأقسام الإسكندرية، تنتقل أمه ما بين محافظتى الإسكندرية والشرقية، أملا فى العثور على ابنها أو اصطحاب جثته، على حد قولها، وقالت: «نعيش فى متاهة منذ وقوع حادث القطار، لفينا فيها على جميع أقسام شرطة ومستشفيات الإسكندرية، أملا فى العثور على (عبدالله)، نشرنا صوره على مواقع الإنترنت، لم يتعاطف معنا أحد من المسؤولين للبحث عنه، حتى إننى تنقلت بصورته داخل عربات مترو الإسكندرية».

وانتقد سيد سليمان، أحد أهالى الضحايا، مشرحة «كوم الدكة» التى استقبلت جثث الضحايا، والتى لم تكن مهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من الجثث، وقال: «ثلاجات المشرحة لم تستوعب جميع الضحايا، فكانت الجثث ملقاة على الأرض وقمنا بشراء ثلج على حسابنا الشخصى، من أجل وضعه على الجثث، خوفا من تلفها قبل دفنها، مما دفع وكيل النيابة لإصدار تصاريح الدفن بسهولة شديدة وبسرعة».

وقال أحد العاملين بمشرحة «كوم الدكة» بمحافظة الإسكندرية- رفض ذكر اسمه- لـ«المصرى اليوم»: «المشرحة تحتفظ بثلاث جثث، موجودة داخل المشرحة، إحداها لشخص يدعى على أحمد سليمان، يبلغ من العمر نحو 70 عاما، ولم يحضر أحد من أهله لتسلم جثته حتى الآن، أما الجثتان الأخريان مجهولتا الهوية فإحداهما لشخص به علامة مميزة، حيث إن ذراعه الأيمن مبتور، أما الجثة الأخرى فمطموسة الملامح لشاب ثلاثينى».

وأضاف: «المركز الإقليمى والغرفة الرئيسية بمشرحة كوم الدكة، والأدلة الجنائية، تقوم بفحص كل جثة بدون اسم أو متعلقات، وعمل فيش جنائى لها حتى يتم التعرف على أهلها».

وذكر الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الإسكندرية، أن مشرحة كوم الدكة تتبع الهيئة العامة للإسعاف، وليست تابعة لمستشفيات الإسكندرية، مؤكدًا أن الثلاجات فى مشارح المستشفيات «كافية» وقدرتها الاستيعابية جيدة جدًا، مستشهدًا بجثث حوادث المراكب غير الشرعية التى استوعبتها مشارح الإسكندرية من المحافظات الأخرى.

وأشار «حجازى» إلى أنه حال وجود جثث مجهولة الهوية يتم إخطار وزارة الداخلية والنيابة العامة، حتى يتم اتخاذ إجراء فى دفنها بعد تصريح الطب الشرعى، وحال وجود تشوه فى الجثة أو أشلاء نقوم بعمل فحص DNA، لافتا إلى أن الجثث المجهولة من أصعب الحالات التى تقابلها إدارات المشارح، وذلك لطول الوقت التى تستغرقه الجثة فى الثلاجة.

وحول الإجراءات التى تتخذ حول دفن الجثث المجهولة، قال المستشار جمال القيسونى، الرئيس السابق لمحكمة استئناف أسيوط، لـ«المصرى اليوم»: «إن الطب الشرعى يحتفظ بالجثث المجهولة لضحايا الحوادث داخل المشرحة لمدة 45 يوما، وفى حالة عدم ظهور أهلية تبدأ المشرحة فى إجراءاتها القانونية بتصوير الجثث كل منها على حدة، وأن يكون التصوير من جميع الاتجاهات، بشرط أن تكون الجثة عارية تحسبا لوجود أى علامة مميزة فى الجسم أو وشم يتعرف عليه الأهل عقب ذلك».

وأضاف «القيسونى»: «الإجراء الثانى الذى يتخذه الطب الشرعى هو رفع مذكرة إلى النيابة العامة بمواصفات الجثث وعددها للحصول على موافقة لدفنها، وفى حالة الموافقة يتم الدفن بمدافن الصدقة حسب ديانة كل جثة، وفى بعض الحالات يتعرف الطب الشرعى على الديانة من خلال العلامات بالجثث».

وأشار «القيسونى» إلى أن الطب الشرعى بعد الدفن يحدد مواصفات كل جثة داخل ملف خاص بها ومكان الدفن حتى يتمكن الأهل من الوصول إليها فى حالة الظهور، إضافة إلى أن أهل الجثة من حقهم بعد الوصول إليها أن يقدموا طلبا للنيابة العامة خلال 3 أشهر من الدفن باستخراج الجثمان من مقابر الصدقة إلى المقابر الخاصة.