الأقباط متحدون - ما قصة كنيس الإسكندرية الذي ترممه مصر؟
  • ٠٧:٠٨
  • الثلاثاء , ١٢ سبتمبر ٢٠١٧
English version

ما قصة كنيس الإسكندرية الذي ترممه مصر؟

٤٧: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧

كنيس الإسكندرية
كنيس الإسكندرية

سابقة ملفتة للنظر، حيث قررت مصر ترميم كنيس الاسكندرية ليكون محل عبادة لثمانية يهود هم من تبقى من يهود في المدينة. كيف توفرت هذه الميزانية التي تعيد احد المعالم الأثرية اليهودية الى امجادها؟

حدث فريد من نوعه على كل صعيد، فيهود الشتات المصري لا يكاد يعرفهم أحد، لكنّ الحكومة المصرية أطلقت مبادرة تمثل سابقة تاريخية في العلاقات العربية الإسرائيلية والإسلامية اليهودية على مر التاريخ.

وها هي الحياة توشك أن تعود الى كنيس “إلياهو هانبي” الواقع بشارع النبي دنيال بالإسكندرية شمال مصر والتي توقفت منذ 2012 بانهيار جدار في قسم صلاة النساء فيه، بعد أن رصدت الحكومة المصرية عبر وزارة الآثار مبلغا قدره مليونا دولار لترميم المعبد من جديد، فيما أعرب البعض عن استغرابهم من هذا القرار سيما ان في مصر لم يبق سوى يهودي واحد. وكان عدد اليهود في مصر حوالي 80 الف نسمة تم ترحيلهم بين الفترة التي سبقت قيام دولة إسرائيل1948 وحرب السويس 1956 وغداة حرب الأيام الستة 1967.

وفي مقابلة لإذاعة جالي تساهال قالت ليفانا زمير عن قرار ترميم الكنيس إن هذا الكنيس يعود الى فترة التنائيم تم بناؤه عام  1354 وله أهمية تاريخية :” مصر تهتم جدا بالآثار عموما ونحن نرى كيف أنها تصون الآثار الفرعونية .وهي تدرك أهميتها في السياحة”. وكشفت ليفانا أن المنظمات اليهودية المتعددة قامت بالضغط عبر منظمات أمريكية ايضا مما افضى الى رصد مبلغ من المساعدات الأمريكية التي تتلقاها مصر لصالح حفظ الآثار سنويا.

حقوق التصوير: ويكيمديا

شكر إسرائيلي عبر فيسبوك
وسارعت إسرائيل عبر منافذ التواصل الاجتماعي الى التعبير عن شكرها لمصر لما فعلته. ففي العاشر من يوليو 2017 نشرت صفحة فيسبوك “إسرائيل تتكلم بالعربية” واسعة الانتشار في العالم العربي كتاب شكر موجه الى مصر شعبا وحكومة، بعض ما ورد فيه “تتقدم إسرائيل بالشكر لمصر على القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية بترميم كنيس “إلياهو هانبي” (النبي إلياهو) في الإسكندرية باعتباره معلما اثريا مهما، يعكس ضمنا حياة الطائفة اليهودية الكبيرة التي عاشت في مصر وساهمت في جميع مناحي الحياة العامة، فيما لا تزال تعيش في الإسكندرية طائفة يهودية صغيرة بضمن النسيج المصري. ولا شك أن إسرائيل تثمن هذه الخطوة المصرية التي تعكس اهتمامها بتراث المكونات الصغرى.”

صحيفة المصري اليوم كانت سبّاقة في نشر الخبر اذ  نقلت في الخامس من يوليو 2017 عن السعيد حلمي عزت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في وزارة الآثار، أنّ قطاع المشروعات وافق على صرف 40 مليون جنيه ( نحو 2 مليون دولار)، لتنفيذ مشروع ترميم وتطوير “شخشيخة” السلم الخاص بمصلى السيدات منذ شهور، وتسببت في غلق المعبد أمام الزيارة لأجل غير مسمى.

وأوضح حلمي في تصريحات لـ”المصري اليوم”، الأربعاء، أن المشروع يشمل الترميم المعماري والهندسي للمعبد، مشيرًا إلى أنه سيتم البدء فور تصديق مجلس إدارة وزارة الآثار عليه في اجتماعه المقبل، خاصة وأنه تم الانتهاء من دراسات الجدوى والأبحاث والإجراءات المتبعة في تنفيذ أي مشروع ترميم أو تطوير أو صيانة لأي مبنى أثري”.

كنيس يمكن أن يتسع لسبعمائة زائر
وهو ما أكدته صفحة “تايمز اوف إسرائيل” بالإنكليزية بعد ثلاثة أيام من نشر خبر “المصري اليوم” مشيرة الى أن الكنيس الذي بوسعه استيعاب 700 مصلي وزائر يعد أحد أكبر الكنس اليهودية في الشرق الأوسط (خارج إسرائيل) وهو المعبد اليهودي الأخير الباقي في الاسكندرية التي كانت قبل 16 عقداً موطنا لخمسين ألف يهودي، فيما قدّرت الصفحة مجمل عدد اليهود الباقين في مصر اليوم بنحو 50 فرداً.

لكن، وإزاء كل هذا الحديث، سبق لموقع رصيف 22 أن نشر في الثلاثين من اغسطس 2014 تقريرا موسعا عن مكان صلاة يهود العالم العربي، ومن جملة ما أشار اليه التقرير كنس ومعابد مصر وقال فيها:

منذ بضعة أعوام قررت الحكومة المصرية تمويل ترميم المعابد اليهودية الـ11 في مصر، انطلاقاً من كون المواقع اليهودية جزءاً من ثقافة مصر تماماً كالمساجد والكنائس. أتى ذلك الإعلان بعد أيام قليلة من حفل تكريس كنيس بن ميمون بحضور عائلات يهودية من أصلٍ مصري من داخل البلاد وأوروبا والولايات المتحدة. أعطت تلك الخطوة الأمل ليهود مصر بإعادة ممارسة طقوسهم بحرية أكبر، ولكن عاد الغموض ليلفّ الموضوع، إذ لم تتطرق وسائل الإعلام له بصورة واضحة مجدداً.

في الصورة: كنيس “إلياهو هانبي” حقوق التصوير: ويكيمديا

كنيس بن عزرا – القاهرة
إنه أحد أقدم المعابد المتبقية في مصر والأكثر زيارة في القاهرة. كان المعبد بمثابة مكان للحج لليهود الآتين من شمال أفريقيا، ولإقامة الاحتفالات، وشهد عدداً من الترميمات على مرّ القرون. تم اكتشاف آلاف الوثائق التي تعود إلى القرون الوسطى خلال إعادة إعماره، بعد أن تهدم آخر مرة في عام 1967. هندسة الكنيس تجمع بين الأساليب القبطية المسيحية والعثمانية، ومنصة التورات فيه مصنوعة من أوراق الذهب والرخام المحفور، وتعتبر تحفة نادرة من الفن اليهودي.

كنيس عدلي – القاهرة
كنيس شعار هاشامايم المعروف بكنيس شارع عدلي، والملقّب ببوابة السماء، هو أحد أهم الكنوز اليهودية في مصر، وتم إعماره في عام 1905 يوم لجأ اليهود إلى مصر طالبين الحماية. بقي المعبد سالماً رغم مرور ثلاث حروب، ويتم زيارته للمعالم الجميلة التي يتضمنها، كزخرفة الزهور في الخارج، ومصابيحه الرائعة في الداخل، التي يشاع أنها من إمضاء متجر تيفاني الشهير، و يشهد المقيمون في القاهرة على أن الصلوات ما زالت تمارس في كنيس عدلي، ولكن يستحيل على المصريين دخوله بهدف الزيارة.