الأقباط متحدون - سعيكم مشكور..
  • ١٨:٠٣
  • الاربعاء , ١٣ سبتمبر ٢٠١٧
English version

سعيكم مشكور..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

برقيات العزاء التى تطوعت بها السفارات الأجنبية فى القاهرة، وإدانة الإرهاب فى سيناء بأشد العبارات، وتعزية ذوى الضحايا مثل كف عزاء وينْفَضّ السرادق المنصوب، وتعود ريما لعادتها القديمة فى إيواء قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وتوفير ملاذات آمنة تُمكِّن هؤلاء من التحريض والتخطيط لعمليات إرهابية جديدة، ليسقط الشهداء بالعشرات، ثم تتوالى برقيات العزاء.

سعيكم مشكور، برقيات العزاء لن تجفف دمعاً، وتعاطفكم ليس كافياً، وبيانات الإدانة بأشد العبارات لن تمنع إرهاباً، استقبلتموهم وآويتموهم بين ظهرانيكم، أين تكمن قيادات جماعة الإخوان الهاربة والمحرضة، خريطة الملاذات الآمنة، مَن يوفر الحماية لهؤلاء العابرين بين الحدود، مَن ذا الذى أفرج عن الإرهابى الإخوانى الهارب عبدالرحمن عز، بعد توقيفه فى مطار «برلين شونفيلد»، وبدلاً مـــــن تسليمـه إلى مصر ليمثل أمام القضاء تم الإفراج عنه وتمكينه من مواصلة رحلة الهروب إلى تركيا.

مَن ذا الذى يوالس لرفع اسم مفتى الإرهاب يوسف القرضاوى وقيادات الإخوان الإرهابيين من النشرة الحمراء الدولية، ومَن ذا الذى يُمكِّن الإرهابى الهارب إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإرهاب، من الظهور على BBC محرضاً على الإرهاب، بل يُستقبل فى مجلس العموم البريطانى استقبال الأصدقاء؟..

مَن ذا الذى يتحدث بلسان الإرهابيين، ويطلب للقتلة مراعاة حقوق الإنسان، أليس لشهداء الجيش والشرطة حقوق، هل حقوق الإرهابى مصونة وحياة الجندى مستباحة، أتعاقبون شعباً بقطع المعونة لأنه يحارب الإرهاب، ورهن قسم منها مستقبلاً على حسن معاملة الإرهابيين، وتوفير حقوق الإنسان للقتلة سفاكى الدماء؟!.

هرمنا من حديث التصفية الجسدية التى تتحدث عنها المنابر الحقوقية الغربية، وكأن تصفية 18 شرطياً فى عملية غادرة فى العريش لا تدخل فى نطاق التصفيات الجسدية، فإذا ما سقط إرهابى فى مواجهة مع الشرطة طالت الألسنة واستطالت تندد وتشجب وتستنكر وتطالب بالترفق بالإرهابيين والترقق فى مواجهتهم، كيف تقتلون إرهابياً فى «أرض اللواء» يواجهكم بوابل من الرصاص؟!.

لو حدث- لا قدّر الله- مثل هذا الذى حدث فى العريش، فى لندن أو برلين أو باريس أو واشنطن لرُفع القانون ولاحتكم السلاح، وصار القرار اقتلوهم حيث ثقفتموهم، ولأُطلقت الأيدى فى الاشتباه والتوقيف والتنصت والاحتجاز، ولقُبض على كل مَن له صلة بالإرهابيين.

فقط فى مصر مطلوب الحفاظ على حياة الإرهابيين، فقط مطلوب من الشرطة المصرية ضبط النفس أمام مخططات إرهابية مدعومة ومسلحة وممولة من خــارج الحدود، مطلوب من الشرطى المصرى أن يلقى على الإرهابى السلام، ثم يتلو عليه حقوقه القانونية والإرهابى يصوب إلى قلبه الرصاص، فيسقط شهيداً حتى ترضى عنه المنظمات الحقوقية، وتعزِّينا فيه السفارات الأجنبية!.

دلدل لساننا شرحاً أن ما تواجهه قوات إنفاذ القانون فى سيناء إرهاب دولى كما وصفته تعريفات الأمم المتحدة، ونشف ريقنا ونحن نطالب بتوقيف وتسليم العناصر الإرهابية الهاربة، ولكن هناك إصراراً من بعض الدول، التى تعزِّينا سفاراتها فى القاهرة، على مسلكها الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية، والإيهام بأن الإخوان أبرياء مما يجرى فى سيناء، وكأنهم لم يسمعوا بلطجى الإخوان محمد البلتاجى وهو يعترف بأن الإرهاب فى سيناء سيتوقف إذا عاد مرسى إلى القصر.. فعلا الغرض مرض.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع