الأقباط متحدون - إعصار الإرهاب!
  • ١٧:٠٩
  • الخميس , ١٤ سبتمبر ٢٠١٧
English version

إعصار الإرهاب!

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٠: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

تلقيت هذه الرسالة من الدكتور يحيى نور الدين طراف، قد تختلف معها تماماً، وقد تتفق معها تماماً، ويقيناً سيرفضها أهلنا فى سيناء، نزيف الأرواح من خيرة شبابنا حرك قلم الدكتور طراف للمطالبة بإخلاء مثلث (رفح/ الشيخ زويد/ العريش)، ومثلها مطالبات عديدة يرفضها أهلنا فى سيناء قطعياً، ولكن يبقى تقدير الموقف على الأرض لمن هم على الأرض من خير أجناد الأرض.

معركة «التحرير الثانية» تستلزم اصطحاب كل الأفكار والآراء مهما كانت قسوتها إسهاماً وطنياً خالصاً.. والى نص الرسالة..

يقول دكتور طراف: «لماذا لا تُفتح خريطة سيناء وتُبسط على المائدة، ثم تُرسم عليها حدود منطقة الأعمال الإرهابية التى تتكرر فيها هجمات الإرهاب منذ أربع سنوات على الجيش والشرطة، وهى شريط (رفح/ الشيخ زويد/ العريش)، ثم تعلنه الدولة منطقة عمليات حربية، وتقوم بإخلائه مؤقتاً من السكان، حفاظاً على حيواتهم، حتى تطهره من الإرهاب تطهيرا.

الإرهاب لا يفد من الخارج، لا من الأنفاق ولا من البحر، إنما هو قابع جاثم فى المنطقة هناك، يتمترس بمخابئها وتجمعاتها السكانية. هو فى ذلك أشبه بالديدان التى تأكل جسد الميت، لا تزحف عليه من التربة ولا من الجو، وإنما تخرج من لدن جوفه.

هل تستشعر الدولة حرجاً فيما لو اتخذت قراراً كذلك؟

هب أن إعصاراً قادماً أو زلزالاً سيقلب المنطقة فوق رؤوس سكانها ويخسف بهم الأرض والبحر، أما كانت الدولة لتعلن المنطقة منطقة كوارث، وتخلى منها السكان حفاظاً على أرواحهم، حتى تستقر الأمور من جديد، فيعودوا.

أولم تفعل أمريكا ذلك، فهجرت الملايين من (ولاية فلوريدا) فى بضعة أيام، اتقاء لشر إعصار (إرما) المدمر. فلماذا لا تتصرف دولتنا بالمثل حماية لسكان شمال سيناء من إعصار الإرهاب الذى سكن منطقتهم؟

لقد أخلت أمريكا كذلك المنطقة كلها المحيطة ببرجى التجارة العالميين بعد ضربهما فى سبتمبر 2001 حماية لهم، وخلال الحرب العالمية الثانية وضعت أمريكا مائة وخمسين ألف أمريكى من أصل يابانى رهن الاعتقال، حتى وضعت الحرب أوزارها.

ولماذا نذهب بعيداً، أولم تقم الدولة المصرية، بعد حرب 67، بتهجير سكان منطقة القناة ومدن بورسعيد والسويس والإسماعيلية، وتعدادهم كان أضعاف سكان الشريط الموبوء، وذلك حماية لهم من غارات العدو، حتى انقشع الخطر، فعادوا.

لن تقدر الدولة أن تضرب الإرهابيين فى شمال سيناء ضرباً موجعاً شديداً، طالما تمترسوا بالسكان. وتهجيرهم مؤقتاً سيتيح لها ذراعاً طويلة لاجتثاث شأفة القتلة. ويمكن توزيع المهجرين على ربوع الوطن كما حدث مع مهجرى مدن القناة، أو يمكن بناء مدينة إيواء لهم تستوعبهم وتحسن وفادتهم حتى تتم قوات إنفاذ القانون مهمتها، فيعودوا.

ما يدور فى شمال سيناء هو حرب أشد شراسة من (حرب الاستنزاف)، ولا مكان للسكان المدنيين الآمنين فى مناطق الحرب والقتال. وطالما استمروا هناك فستعمر هذه الحرب لأجل غير مسمى، لأن وجودهم فى وطيسها يكبل يدى قوات إنفاذ القانون عن أن تطال الإرهابيين وتعقبهم. فلتعلن الدولة المنطقة هناك منطقة عمليات حربية، وهى بالفعل كذلك، ثم تتصرف مع المدنيين والسكان فيها بما تمليه جميع الأعراف الدولية، وهو الإخلاء».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع