الأقباط متحدون - امتنان الرئيس...
  • ٢٣:٢٢
  • الجمعة , ١٥ سبتمبر ٢٠١٧
English version

امتنان الرئيس...

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

لا يفوت الرئيس مناسبة حتى مؤتمر «الشمول المالى» إلا مفتتحا كلمته شاكرا الشعب المصرى، امتناناً وعرفاناً بفضله وصبره وإخلاصه وثقته فى المستقبل، وهو يجاهد تحملاً تبعات الإصلاح الاقتصادى القاسية بجلد الصابرين.

امتنان الرئيس من قبيل العرفان بالفضل، لا يعرف الفضل إلا أهل الفضل، وفعلاً لولا تضحيات هذا الشعب الصابر لما قامت لهذا البلد قائمة، كانت البلاد على شفا جرف هارٍ، شعب جبار من معدن نفيس، من سبيكة نادرة من الوفاء والإخلاص والصبر، وإذا قامت قيامته كان له ما أراد، إذا الشعب يوما أراد الحياة.

الرئيس بكلماته يمسح على رأس كل مصرى مقبّلاً جبينه، يربت على الظهور المحنية من قسوة الإجراءات الاقتصادية، يقول معترفا بالفضل: «الشعب المصرى تحمل ويتحمل بكل قوة وصبر الإجراءات الاقتصادية»، أحسن الرئيس بإحسانه لمن أحسنوا لهذا الوطن.

شتان بين امتنان الرئيس وجفاء نفر من الذين لا يرعوون لعظمة الشعب المصرى، للأسف صارت بضاعة البعض من جلدتنا فيسبوكيا وفضائيا وصحفيا إهانة الشعب المصرى، وأكل عيش على قفا الصابرين المحتسبين، وكلما أمعنوا فى الإهانة نالوا جوائز العار، للأسف سولت للبعض أنفسهم إهانة الشعب، ويسخرون ويتمسخرون، ويتترون فى وحل أنفسهم، وينصبون أنفسهم قيّمين على شعب علّم الأقدمين.. من ولاك عليهم؟!.

هذا شعب كريم العنصرين، شعب فاهم وواعٍ ومسيس ومثقف، الأمى فيهم يعرف أكثر منا جميعاً، ومخلص لوطنه بمسافة عنا، من يحترم هذا الشعب يكتب له الاحترام، وإذا كان هناك عيب وحيد فى هذا الشعب أنه يغفر كثيراً، وغفر كثيراً، وتسامح وصبر طويلاً على المتجاوزين.

هذا الشعب الطيب ترضيه تاخد منه عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمنى لك الستر، شعب صابر وقانع وغلبان قوى وعاوز يربى عياله، ويستّر بناته، وفى الدنيا منيته أربع حيطان يتدارى فيهم من غدر الزمان، وفى الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة، وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم، ويا أيتها النفس المطمئنة.

الشعب المصرى لمن خبر معدنه الأصيل، شعب أصيل، من الأصالة، يعرف الفضل لأهل الفضل، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب فى أهله، ويستشعر الكره من أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتجبرين، وأسقط فرعون عن عرشه، وأطاح بالجماعة بنفخة من روحه، ولايزال قابضاً على جمر الوطن، صابراً محتسباً، وإن جاع وإن تعرى سماء مصر تظلله، وعناية الله جندى.

شعب يضرب الأمثال جميعاً، نموذج ومثال، شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعاره «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، شعب تفرحه انتصارات المنتخب الكروى، ويرقص على الطبل البلدى، حباً فى أغلى اسم فى الوجود، ويقف زنهار تحية للعلم، وتدمع عيناه على أغنية يا حبيبتى يا مصر.

شعب محب للحياة، وضحكته مجلجلة، يقهقه فى وجه الزمان، ويغنى يا صباح الخير ياللى معانا، وإن أحب عشق، وإن عشق يعشق جمل، شعب طيب وجدع وكريم ويسيئه اللئيم، شعب مفطور على الصبر، ولا عمره اشتكى ولا قال آه، يضحك من جوه قلبه وملء شدقيه، ويسخر حتى من ألمه، من قهره وجلاديه، وما الشعب بغافل عما يكتبون هزوا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع