الأقباط متحدون - كلب ذو مخالب نووية
  • ٢١:٥٦
  • الخميس , ٢١ سبتمبر ٢٠١٧
English version

كلب ذو مخالب نووية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٦: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠١٧

سلاح نووي،
سلاح نووي،
د. مينا ملاك عازر
رغم الاختلافات والتوافقات بين الصين الشعبية والاتحاد السوفييتي بقيادة ماوتسيتونج وستالين على الترتيب، إلا أن أبرز تلك الخلافات ما قاله ماو عن أمريكا ذات يوم بأنها نمر من ورق، فرد عليه الزعيم السوفييتي حينها في خمسينيات القرن الماضي نعم أمريكا نمر من ورق لكنه بأنياب نووية، إذن الاختلاف ليس في كينونة أمريكا في وجهة نظرهما، ولكن الاختلاف حول قدراتها، ففي حين أن الصينيين كانوا يرونها ضعيفة إلا أن السوفييت كانوا يقدرونها حق تقديرها، فكانوا يرون ما لديها من سلاح نووي، كان ماو مغتراً فلا يرى قدرات خصمه، صحيح ماو استمر لكنه لم ينجح الصينيون إلا بعد التخلص من ماو بموته الرباني، ومجيء قيادات ذات سياسات ورؤى أكثر واقعية، رأت خصومها ورأت ما عليها فكان نجاحها أكثر إبهاراً.
 
أما والآن الزعيم الكوري الشمالي يرى في ما قاله ترامب في معرض خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة عن كوريا الشمالية وإمكانية تدميرها تماماً، بأنه نباح كلب، فهو هنا يخطئ نفس خطأ ماو حين لا يقدر قدرات خصمه، كذلك ترامب يبدو غير مقدر قدرات خصمه، فالصدام الذي - لا قدر الله- قد يحدث لن يزد عن كونه صدام نووي، وما أدراك ما النووي؟ وهنا يجب أن الصينيين يشرحوا للزعيم الكوري الشمالي ما أدركوه هم على أيدي زعيمهم، بتجاربهم وخبراتهم أن امريكا قد تكون كلباً في نظرك لكن بمخالب نووية.
 
هذا ما يبدو أن الصين تفعله هذه الأيام ومعها روسيا، حيث توافقت مع العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد بوينجينج وذلك لا لشيء إلا لامتصاص غضبة الكلب ذو المخالب النووية، وتهدئة لثائرته التي قد تؤدي لغضبة هائلة تخرب العالم بسبب حماقات زعماء لا يقدرون قدرات بلاد بعضهم البعض، ولا يقدرون التدمير المحدق بالعالم إذا ما تصارعوا لا لشيء إلا لمجد شخصي زائل بزوال العالم كله بتأثير ترسانة أسلحتهم النووية.
 
روسيا نفسها، وهي ليست مثل الصين في دعمها للنظام الكوري الشمالي بل أقل قليلاً، لكنها اختارت الهدوء وامتصاص صدمات الأمريكيين معها سواء الصدامات الشخصية الدبلوماسية مع بعثاتها هناك أوصداماتها بالمصالح في البلدان التي تشهد صراعات مباشرة أو غير مباشرة عليها  أو بها كسوريا وأوكرانيا وغيرها أو حتى صدامات كالصدامات الأمريكية الكورية الشمالية لا لشيء إلا لأن العقل صوته أعلى، والرغبة في البعد عن صدام ينهي العالم يملأ قلوب العقلاء.
 
أتمنى أن يدرك الزعيم الكوري الشمالي الشاب الوريث لحكم أباه وجده حقيقة أدركها الصينيون وهي خطورة الكلب الأمريكي، كما يراه ويهدئ من نبرته الاستعراضية والاستعلائية، ويبتعد عن غضبة الشباب وثورتهم التي قد تودي بالعالم كله وقانا الله غضبة الحمقى فهي مدمرة للأسف.
 
المختصر المفيد للأسف العالم ومصيره في أيدي سياسيين يفتقروا للمنطق والتروي والخبرة.