عفوا عمورة فليذهب الأهلي إلى ...
د. مينا ملاك عازر
٤٩:
٠٢
م +02:00 EET
الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
برغم نوباتالصمت الطويلة التي يدخلها، والتي ما أن تنتهي يعود لحديثه عادي جداً، وبرغم نوبات الصراخ التي تنتابه إلا أن له معجبين كثر، وهذا حقهم، وهو للأمانة المهنية مجتهد إعلامي جيد يعرف كيف يتفاهم مع الأنظمة، ويتعاقد مع القنوات، عن الإعلامي المحترم عمرو أديب "عمورة" أتحدث.
أثناء متابعتي له أمس وأثناء الربع ساعة الأخيرة من مباراة الأهلي والترجي التي انتهت بفوز الأول وتأهله للمربع الذهبي وبرغم زمالكاوية عمرو أديب إلا أنه هلل وصفق منذ بداية الحلقة لتقدم الأهلي وكنت بشيء من سوء النية من جانبي أشعر بأنه يجامل زوجته الأهلاوية ثم تحول ظني ليقين بأنه يكيد خصمه اللدود الذي لم يعد بمقدوره الإفصاح عن خصومته معه مرتضى منصور، وذلك عندما أخذ يهلل للأهلي بعد نهاية المباراة بفوزه وتأكيده علىأن الأهلي الوحيد الذي بمقدوره أن يفعل هكذا، مع أن الزمالك فعلها من قبل مراراً مع الفرق التونسية، وأذ هو يثني على الأهلي هذا حقه، وادعى أن ذلك مجد لمصر، وهذا أيضاً رؤيته الشخصية التي أقدرها، وأجلها كما أجل احترامه للتوجيهات التي منعته من تبادل التلاسن مع مرتضى منصور الذي يجمعه مع مالك القناة التي يعمل بها عمورة علاقات متميزة.
كل ما سبق كوم، وما استفزني كوم تاني، عمورة قبل أن يلقي وصلة الفرح بتأهل الأهلي وفوزه على الترجي في عقر دار الأخير، ذلك الفوز الذي لم يفلح فيه على أرضه مصر، كان عمورة يتحدث عن السكة الحديد وضرورة تطويرها، وضرورة تعاون الحكومة مع القطاع الخاص لتحسينها، حسنناً يمكنك أن تختلف أو تتفق في هذا أيضاً، أما وأن يقطع عمورة المحترم حديثه عن سكك حديد مصر ثاني أقدم سكك حديد في العالم مهللاً بالأهلي، قائلاً بالنص "مش مهم السكة الحديد الأهلي أهم"!!! علامات التعجب من عندي فليس لدي سواها أقدمها تعليقاً على رؤية إعلامي محترم على هيئة السكة الحديد، وليس هذا هو المحك بالنسبة لي لكن المأسوي، أن الفرحة بكرة القدم أهم في نظر إعلامي محسوب على النظام لأنه يعمل مع رجل أعمال من رجال النظام، أقول أن الفرحة بكرة القدم في نظره أهم من الحديث عن النهضة بالسكك الحديدية التي يموت بسببها المئات بل الآلاف، طب قل لي يا عمورة، بأي وجه ستحاسب وزير النقل أو رئيس الهيئة المذكورة يوم أن تقع -لا قدر الله- كارثة ككارثة قطار الإسكندرية وغيره وهي كوارث متكررة كثيراً وليس بعيدة عنا، أعتقد أن يومها سيادة الوزير سيقول لك بهدوء شديد أهنئك بفوز الأهلي أو الزمالك على حسب الانتصار لمن وقتها، ويتبع قوله سيبك من الضحايا لأن النصر اليوم أهم.
ما فعله عمورة لا يختلف مطلقاً عن نظام الأنظمة الحاكمة التي احتفل رئيس الجمهورية حينها بانتصار المنتخب بكأس الأمم الأفريقية بينما هناك كارثة العبارة السلام التي راح ضحيتها أكثر من ألفي مصري مات نصفه غرقاً أو حرقاً كانوا يصارعون الأمواج والأسماك قبل أن يلتفت لهم أحد لإنقاذهم.
عمورة كاشف ومواكب لفكر الأنظمة التهليل وتطبيل أهم لديهم من حل الكوارث وطرح الحلول وبذل الجهد لمنع سقوط الأرواح، فالكرة أهم، والمنتخب والأندية أهم من دماء كثيرة تسيل على الأسفلت وقضبان السكة الحديد، ولا عزاء لمواطني هذا الوطن ومستخدمي السكة الحديد، فالأهلي انتصر، وعمورة والنظام والجماهير هيصوا.
المختصر المفيد عفواً عمورة السكة الحديد أهم، وليذهب كل مفتعلي الفرحة وسارقي الأمان وحقوق الإنسان من المصريين إلى الجحيم حتى ولو كان الأهلي على رأسهم.