الأقباط متحدون - زغرطى يا انشراح!
  • ١٠:٥٩
  • الثلاثاء , ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
English version

زغرطى يا انشراح!

مقالات مختارة | بقلم :غادة شريف

١٢: ٠٩ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

غادة شريف
غادة شريف

 شفت بقى يا حمادة أخرة الصوت العالى والبرطمة؟!.. ها هى الدولة بلغت أقصى صبرها عليك حتى نفذ فقررت إنها تسحب جنسيتك لتصبح لقيط!.. أيوة، لقيط.. الدولة قررت تسكعك قلم أخو القلم الذى سكعه عماد حمدى لعبدالحليم حافظ فى فيلم الخطايا وهو يخبره بأنه لقيط!.. بصراحة كانت واضحة منذ زمن لكنك كالعادة مخك تخين فلم تفهم.. منذ فترة وهم يتمنون أن تترك لهم البلد وتهج لكنك لا تهج ولا تلتقط الإشارات والتلميحات!.. زودوا عليك الضرائب، فظللت على سذاجتك.. سففوك التراب فى فواتير الكهرباء لكنك تمسكت بعبطك.. تركوا الحبل على الغارب وأطلقوا يد التجار عليك فسحقوك بالأسعار لعلك تفطس، لكنك لم تفطس!.. غرقولك الجنيه لعلك تغرق معاه، لكنك طفيت على وش المية!..

عصروك أكثر فرفعوا الدعم عن البنزين، لكنك خرجت من مكنة العصير زى القرد وصاحى وبتلعب.. أهملوا فى ملف سد النهضة لتنقص المياه عنك لعلك تموت من العطش، لكنك رغم بوار بعض أرضك وانقطاع المياه لم تشكو العطش بعد، ومازلت بتعافر.. قاموا راحوا بنوا عاصمة جديدة وأحاطوها بسور عملاق لكى تفهم بالمحسوس كده يا حمادة إنك مكروش كرشا باتا ونهائيا خارج هذا السور، فتقوم إنت بالمحسوس أيضا تتكسف وتلم هدومك وتطفش.. لكنك لا اتكسفت ولا لميت هدومك ولا طفشت!.. إنهم حتى توقفوا عن نشر أى أخبار عن حوادث لمراكب الهجرة غير الشرعية حتى تستجمع شجاعتك مرة أخرى وتقفز فى سفينة منهم وتغور، لكنك لا قفزت ولا غورت!.. بصراحة، بعد كل هذا الضغط عليك تأكدوا يا حمادة إنك رخم ورخامتك معششة فى مسام جلدك التخين، وهى التى جعلتك قاعد فى البلد ومتمسك بالأرض ومتبت، فقرروا أن يتخلوا عن التلميح والترميز وأعلنوها صراحة أنهم قرروا سحب الجنسية منك!.. ولأن السمة الغالبة فى كل ما يتم اتخاذه من قرارات هى سمة «خبث الفلاحين» فقد برروا القانون بأن السحب سيقع على من يقوّض نظام الدولة!.. تعرف ما هو «خبث الفلاحين» يا حمادة؟.. هو ذلك الاستنصاح الغبى الذى يفعله صاحبه وهو يعتقد أنه الذكى الوحيد وأن لا أحد يفقسه، بينما هو مفقوس ومفضوح أمام الجميع!.. لذلك لأن الدولة كعادتها لا تستعين إلا بالفشلة الخبثاء فى تخصصاتهم كانت هذه الافتكاسة المفضوحة المسماة بسحب الجنسية!.. عندما تتمعن فى توقيت ظهور هذه الفزلوكة الجنسية، تكتشف انها ليست للإرهابيين بأى حال من الأحوال،

 
فالإرهاب الآن خفت حدته عما كان عليه فى شوارعنا وفى شمال سيناء فور عزل مرسى.. بل إن كثيرا من الأصوات والأقلام كانت تطالب بهذا الأمر فى تلك الفترة لكن لم تستجب الدولة لها، ده حتى قانون الإرهاب الذى أصدروه صدر كسيحا وغير مجدٍ واتركن على الرف لا يستخدمه أحد.. إذن المسألة واضحة جدا أن المقصود بسحب الجنسية يا حمادة هو سيادتك وسيادتى إذا فتحنا بؤنا واعترضنا على أى أمر من الأمور.. وخلى بالك يا حمادة أن تقويض نظام الدولة هذا لا يمس الإرهاب بشكل مباشر ومن الممكن درج تحته أى فعل أو قول.. تعليقاتك على الفيسبوك قد يعتبروها تقويضا لنظام الدولة، برطمتك على غلاء الأسعار قد يعتبرونها تقويضا لنظام الدولة، اعتراضك على التخلى عن أرض أو مسكن بالتأكيد سيكون هو التقويض على أبوه لنظام الدولة!.. ومن هذا المنطلق أحب أبشرك يا حمادة إن الحمد لله إنها جت منهم ولم تأت منك، وبالتالى الأغبياء أعطوك إمكانية اللجوء السياسى لأى دولة تحبها ومحدش يقدر يقولك عيب ولن تستطيع كلابهم الإعلامية النباح عليك واتهامك بالخيانة العظمى!.. شفت بقى يا حمادة ربنا عوض صبرك خير إزاى؟.. فكر بقى تحب تلجأ فين لتعيش حياة أفضل؟.. بس ادعى ربنا بقى يا حمادة إن إجراءات سحب الجنسية لا تكون مطولة مثل بقية إجراءات السجل المدنى، أو إنك تكون مضطر تغمز موظف بعشرة جنيه علشان يسحبوها بسرعة!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع