الأقباط متحدون - تحيا جمهورية عبد الناصر الناصرية
  • ٠٤:٤٩
  • الاربعاء , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
English version

تحيا جمهورية عبد الناصر الناصرية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٢: ٠٥ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

تحيا جمهورية عبد الناصر الناصرية
تحيا جمهورية عبد الناصر الناصرية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

لا أظن أن ناصر يعرف ما هي الناصرية التي نسبوها له؟ والتي تحزبت الناس حولها أهي اشتراكية أم شيوعية أم قومية أم ماذا؟ فكل من آمن بفكرة كهذه ناله العقاب الناصري بأن سجن في عهده، ونكل به أشد التنكيل، فالعذاب في سجون ناصر مشهود له من الناصريين قبل أعدائهم، وهنا أستخدم لفظة الناصريين نسباً له وليس لفكره. 
 
فالرجل الحقيقة لم يكن لديه فكر، حتى الثورة التي تبناها لم تكن ثورة، ولم يكن يحسم هو الأمر بأن تكون ثورة، بل كانت حركة داخل الجيش، وباقي أفكاره استقاها من معاونيه وأصدقائه العالميين، ومن وحي المجريات السياسة العالمية التي أوصلته للصدام مع أمريكا التي كانت ترعاه في البداية فارتمى في احضان السوفييت والعجيب أنه أسس دول عدم الانحياز في عز احتضان السوفييت له، أي فكر هذا؟
كل هذا لا يهمني، وأنا لا أحب ولا أكره ناصر ولا أنتقده لكنني أقر بأن ناصر ورث فكره لمريديه ولذويه، حتى أن ذلك ينضح من تصريح أحد أبنائه حين قال أن من لا يحب ناصر فليرحل من البلد، لعله لو كان في السلطة لسجنه وأراه وأذاقه صنوف التعذيب الوحشي التي تميزت بها سجون ناصر، واذكروا قضية كمشيش التي برأت المحكمة المتهمون بعد عمر طويل، لكن أبن ناصر لأنه لا يملك التعذيب ولا فتح السجون لم يملك سوى الإقصاء، والاتهام الغير مباشر بعدم الوطنية والخيانة، وبالتالي عدم استحقاق الحياة بين جنبات الوطن!
 
مصر ليست ناصر، ولا ناصر معبر عن مصر، وهي جريمة ما قاله ابن الزعيم بأن يختزل وطن بحجم مصر في شخص مهما كانت مميزات وسجايا وأخلاق هذا الشخص، فما بالنا بشخص نكل نظامه بشعبه، وقلب الأب على ابنه والعكس، والزوج على زوجته والعكس، وهكذا... ناهيك عن خسائر اقتصادية بالجملة، ويأتي تاجاً لخسائر ناصر التي كبدها للوطن الكبير ما أسماه إعلامه الفاشي بالنكسة، وهي هزيمة مذلة للمصريين أجمعين على أيدي العدو الذي استعداه ناصر بقرارات خرقاء هوجاء أدت لفقد ما يقرب من خمس مساحة البلاد، وإذلالنا للبلدان العربية لدعمنا اقتصادياً بعد توقف حركة الملاحة بالقناة، تلك البلاد التي كان يواصل السب لها ليل نهار!
 
المختصر المفيد لا تجوز عليه إلا الرحمة ومصر لنا والمحاسبة للتاريخ.