الأقباط متحدون - قبل الحديث عن تجديد الخطاب الديني
  • ٠٥:٢٩
  • الاربعاء , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
English version

قبل الحديث عن تجديد الخطاب الديني

مقالات مختارة | بقلم : الاب رفيق جريش

٣٧: ٠٧ م +03:00 EEST

الاربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 أصبح الحديث عن تجديد الخطاب الديني منذ أن طالب الرئيس السيسي حديث الساعة في الإذاعة والتليفزيون والمقالات الكثيرة والغزيرة، وبدأت فعلًا الفكرة تدور وتنفذ وإن كانت ستأخذ بعض الوقت، ولكن أرى أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من المساجد والكنائس قبل المناهج وأشياء بسيطة يمكنها تحقيقها مع شيء من الانضباط والنظام. 

 
على سبيل المثال لا الحصر، الأذان في كثير من المساجد، تكون الدعوة للصلاة بالصراخ في الميكروفون والداعي صوته منفر، ما يزعج الناس، فلا يمكن أن تكون الدعوة للصلاة بهذه الطريقة المزعجة لأهل الجوار منهم المسن والمريض والطالب.. إلى آخره، وأحيانًا كثيرة يتنافس المؤذنون في منطقة واحدة فتتداخل الأصوات ويزيد الإزعاج، فالدعوة للصلاة يجب أن تتم بطريقة محببة تعطي السلام والهدوء للنفس الذاهبة للصلاة. 
 
كان الدكتور حمدي زقزوق، وزير الأوقاف السابق ورئيس لجنة الحوار حاليًا في مشيخة الأزهر، له مشروع بتوحيد الأذان وإذاعته بصوت مقرئين يتمتعون بصوت جميل ورخيم، أين ذهب هذا المشروع؟؟؟ أما العظة في كثير من الأحيان تكون عظات متشنجة لا أعرف لماذا يصرخ فيها الواعظ في المؤمنين، ناهيك عن مواضيع العظة التي تكون بعيدة كل البعد عن احتياجات الناس وتطبيق إيمانهم في حياتهم اليومية بل لغة الوعيد والتهديد هي لغة الواعظ، بينما هناك وعاظ على سبيل المثال لا الحصر أمثال الشيخ الجليل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ جامع الأزهر، والشيخ على جمعة والشيخ أسامة الأزهري وغيرهم الذين يمتاز وعظهم بالصوت الهادئ والشرح الوافي، ما يجعلنا نستمتع بحلو حديثهم ويبث سلامًا وهدوءًا وروحانية للمصغي إليهم. 
 
حتى في الكنائس تتأرجح العظات ما بين عظات متشددة ورافضة للآخر ومحذرة منه، أو عظات رخوة تركز على مخاطبة العاطفة وليس العقل. 
 
أنهي كما بدأت؛ الخطاب الديني يتجدد عندما تكون الدعوة للصلاة محببة للنفس، حتى كلمات العظة تدخل في عقل المؤمن فيصغى إليها بحب وارتياح فيفهم دينه ويتعمق فيه ولا يكون الصراخ والعويل سبب عثرة له.
نقلا عن صدى البلد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع