الأقباط متحدون | الحـب والربيـع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٢ | السبت ٢ ابريل ٢٠١١ | ٢٤ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحـب والربيـع

السبت ٢ ابريل ٢٠١١ - ٣٦: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: هيام فاروق 
ليس عندي رغبة اليوم أن أتكلم عن ثورة ولا سياسة ولا أحوال الوطن ولا المواطن.. ليس عندي رغبةً في متابعة الأحداث الجارية هذه الأيام.. ليس عندي رغبة في شيء سوى الصمت والتأمل والاستمتاع بفصل الربيع الذي هو أمتع فصول السنة عندي، حيث إنني أعتبره اعتذار عن برد الشتاء.. فأنا من الذين يتأثرون جدًا بفصول السنة، ودائمًا ما أربط شعوري الجسدي بالدفء والبرودة بالمشاعر المعنوية.. فمهما كان البرد قارصًا، إلا إنني إذا استدفأت بالمشاعر؛ فسينقشع تلقائيًا شعوري الجسدي بالبرودة. والعكس صحيح، إذا شعرت بافتقاري إلى الدفء وكان الجو بطبيعته دافئًا؛ فإني أشعر بالبرودة. 
 
كدت أنسى فصول السنة وتأثري بها وسط الأحداث الجارية.. وعلى غير عادتي في فصل الربيع، وجدتُ نفسي كئيبة، حزينة، وأميل إلى الإنطواء والعزلة والصمت! فكيف أتحدَّث عن النسيم وعطر الورد وأنا مزكومة الأنف؟!! كيف أستمتع بمنظر الورود والحدائق وعلى عيني منظار أسود؟!! كيف أحكي لكم عن عشقي لروائع النغم والطرب الأصيل وأنا الآن "ودن من طين وودن من عجين"؟!! فاستسلمتُ لهذا الشعور، واكتفيت بأن أطَّلع على المواقع الإلكترونية والفيس بوك كعادتي، ولكن في صمت ودون مشاركة.. 
 
وفي أثناء إطلاعي أمس على صفحتي على الـ"فيس بوك"، استوقفني إرسال صديقتين من أصدقاء الـ"فيس بوك"ـ لا أعرفهما معرفة شخصيةـ  بوكيه ورد جميل على صفحتي. ولأني أعشق الورد وأفهم لغته جيدًا وأعرف أن أميِّز بين وردة الحب ووردة الصداقة ووردة الحزن التي تُوضع مثلًا على قبر أحد الأحباء؛ فإني أقدِّر جدًا لغة الورد الصامتة.. فليس الورد ربيعًا، ولكن الإحساس به هو الربيع.. فبكيت، وما أصعب أن تبكي بلا دموع.. مازالت هناك لغة الحب سائدة.. مازالت هناك مشاعر ود لأناس لم يروا بعضهم البعض، ولكن تتلاقى القلوب وتتلاقى الأفكار حتى لو لم تلتق الأجساد.
 
لا أخفي عنكم إنني قبل زواجي لم أخض أي تجربة حب من أي نوع.. وكان زوجي هو حبي الوحيد، رغم إنه كان زواجًا تقليديًا على غرار "بخيت وعديلة".. وسرعان ما توجَّه مسار هذا الحب إلى الحب الباذل الذي يبذل كل طرف نفسه لإسعاد شريكه، وجاء الأولاد، وتاهت المشاعر في خضم الحياة، وحتى التعبير عن المشاعر عزَّ في زمن يحتاج إلى كل مجهود ذهني وبدني وتفهُّم وانصهار الأبوين معًا في بوتقة احتياجاتهم التي تنسينا حتي أنفسنا.
 
تبادلتُ هذا الحديث الشيق- من وجهة نظري- عن الحب مع صديقتي المقرَّبة، والتي تشابهني كثيرًا في مراحل عمرها، إلا أننا اختلفنا في تعريف ومفهوم الحب.. وكنت قد بدأت كلامي بأن الحب الأول أو الأخير ليس هو بالحرم المقدس من وجهة نظري.. فقد قالت لي إن الحب كالبذرة التي تغرسيها بيدك وتسقيها إلى أن تنبت وتنمو. وتتلامسين معها حسيًا إلى أن تصبح شجرة كبيرة تظلِّل عليكِ.. ولكني أرى الحب ليس هكذا.. أرى الحب إلتقاءًا فكريًا ووجدانيًا وعاطفيًا لا يحده زمان أو مكان ولا حتى كلام.. هناك حب صامت ولكنه عالي الصوت داخلك.. هناك منْ تراه وتشعر أن عيناه تحتضنك دون أن يحتضنك.. هناك قرب وجداني رغم البعد المكاني.. أرى أن هذا هو أقوى أنواع الحب.. حب لا يحوى امتلاك ولا سلطة ولا تسلُّط.. حب يحترمني.. يقدِّرني.. يقرأني دون أن أكتب.. يعطينى دفء دون أن أطلب.. يسأل عني دون أن أغيب.. ومن أجمل ما قرأت من عبارات الحب بين اثنين لأديبنا الكبير "أنيس منصور"، حينما قال: الحب هو أن يجلسا الاثنان معًا ويتكلم أحدهما فيحلو الاستماع، أو أن يصمتا الاثنان فيحلو الصمت. هذا هو الحب من وجهة نظري.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :