الأقباط متحدون | بعض الفضائيات المسيحية قد تضر بمصلحة الأقباط!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٠٤ | السبت ٢ ابريل ٢٠١١ | ٢٤ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بعض الفضائيات المسيحية قد تضر بمصلحة الأقباط!!

السبت ٢ ابريل ٢٠١١ - ٢٤: ٠٧ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
عندما أُنشئت القنوات الفضائية المسيحية كان الهدف منها تعويض النقص الكبير الذي كان يعاني منه الشأن القبطي، بعد تجاهل التليفزيون المصري والفضائيات الخاصة عرض أي برامج تناقش الموضوعات العقائدية المسيحية أو تبث القداسات أو الاجتماعات الدينية، وإثارة مشاكل وقضايا الأقباط بطريقة موضوعية، والتي عانت لسنوات طويلة من التجاهل والتعتيم والتحريف، واستطاع بالفعل عدد من القنوات المسيحية أن يقوم بهذا الدور بحرفية وموضوعية، ومازالت تقوم به بنجاح كبير.

إلا أنه في الفترة الأخيرة، ظهر عدد من الفضائيات التي يُطلق عليها مجازًا "فضائيات مسيحية"، وهي تسىء بشكل كبير لقضية وصورة الأقباط، وتتعامل مع بعض القضايا بطريقة غير مسيحية بالمرة، وبعيدًا عن المنظور المسيحي تمامًا. فبعض هذه القنوات تقوم بدور سلبي للغاية، وأنا أشبها بالدبة التي خلعت عين صحابها عندما أرادت إزالة ذبابة من على وجهه! فبدلًا من إعطاء صورة طيبة عن المسيحية، وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة والعالقة بأذهان عدد كبير من الإخوة المسلمين البسطاء، وتبصير الأقباط بحقوقهم- إذا بها تسىء أكثر لصورة الأقباط، وتروِّج لبعض الإشاعات التي قد لا يكون لها أساس من الصحة. كما تتعامل مع أي معلومة تصل إليها على إنها حقيقة دون تحري الدقة!! فخلال الأسبوع الحالي تم تضخيم تهديد أو إشاعة استهداف الجماعة السلفية للسيدات والآنسات المتبرِّجات (غير المحجَّبات) واختطافهن للقيام بالمساومة عليهن لإطلاق سراح السيدة "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة" التي يدَّعي السلفيون أن الكنيسة تحتجزهن لإجبارهن على التراجع عن الإسلام.

وكان نتيجة ذلك أن أحجم عدد كبير من الفتيات والسيدات- وخاصة المسيحيات- عن الخروج من المنزل، بعد أن طالبت تلك الفضائيات السيدات والآنسات القبطيات بعدم الخروج من المنازل، وهذا شىء خطير جدًا.. فكيف ندعو الأقباط لعدم الخروج من المنازل؟! فليس هناك أي قوة تمنعمنا من الخروج من منازلنا وممارسة حياتنا، ومرحبًا بالاستشهاد إن وُجد. وليس هذا جديد على الأقباط، فاليوم تسري إشاعة أو تسرُّب معلومة معينة كطعم، فيمتنع الأقباط عن الخروج من المنازل. وبعد أيام قليلة سيأتي الاحتفال بعيد القيامة، ومن الممكن أن تسري إشاعة أخرى لاستهداف الأقباط خلال الاحتفال بالعيد، فيتم إلغاء الاحتفال! وبعده إشاعة ثالثة عن استهداف أطفال الأقباط، فنرحل جميعًا من "مصر"!! فهذه القنوات تساهم بشكل كبير- وبطريقة غير مباشرة، وقد تكون غير مقصودة- في مخطَّط بث الرعب في قلوب الأقباط والضغط عليهم لمغادرة "مصر"..

فأنا أطالب جميع الأقباط أن يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية جدًا، وعدم الانصياع لأي إشاعات، ولما تبثه بعض الفضائيات المسيحية غير المسئولة، التي يعوز العاملين فيها الكثير من الحرفية والموضوعية في التعامل مع القضايا القبطية. وأعتقد أن العاملين بها بعض الهواة الذين قد يسبِّبون للأقباط داخل "مصر" الكثير من المشاكل، وهم يعتقدون أنهم يقدِّمون عونًا لهم! كما أن عددًا من ضيوف الفضائيات ممن يقيمون في بلاد المجهر منذ فترات طويلة، غير ملمين بالتغيُّرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع المصري في الفترة الأخيرة، فلا مفر ولا بديل من تعايش الأقباط مع الأوضاع الحالية، ولا بديل عن حل أي مشاكل طائفية تطرأ من آن لآخر داخل "مصر" مع إخواننا المسلمين المعتدلين والعقلاء، الذين نتجاور معهم في منازلنا، ونتزامل معهم في أعمالنا، ولا بديل عن التعايش مع الوضع الحالي..

فلن يجبرنا الإخوان ولا السلفيون ولا غيرهم على مغادرة مصر. فمصر بلدنا، سنعيش فيها ونموت فيها متحابين مع إخواننا المسلمين الذين نحبهم ويحبوننا. وعلى هذه الفضائيات إما الاستعانة بعدد من المتخصصين المحترفين في المجال الإعلامي، وإما عدم الحديث في القضايا القبطية إن كانوا كما يقولون حريصين على مصلحة أقباط مصر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :