الأقباط متحدون - الإنسانية بين سانت كاترين .. والجونة ..!!
  • ١٤:٣٨
  • الأحد , ١ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الإنسانية بين سانت كاترين .. والجونة ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

١٢: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ١ اكتوبر ٢٠١٧

الإنسانية بين سانت كاترين .. والجونة ..!!
الإنسانية بين سانت كاترين .. والجونة ..!!
  نبيل المقدس 
 الله لم يخلق المسيحي ولا المسلم ولا اليهودي ولا البوذي ولا حتي الكافر . بل خلق "إنسانا" ونفخ فيه من روحه. لم ينفخ من روحه في المسيحي أو في المسلم أو في اليهودي أوحتي في الوثني ، بل في "الإنسان" الذي خلقه ,وهذا يؤكد أن العقائد ليست بأمر إضافي على الإنسانية , كما لو أن الله بعد ما خلق الإنسان أضاف عليه عقيدة معينة لكي يتمم عملية الخلق ... أي كل إنسان لم يُضاف إليه هذه العقيدة يكون خارج الإنسانية، أو بمعنى آخر ليس بإنسان، و كل من تم له إضافة العقيدة المعينة من قبل الله هو الإنسان ويتصف بالإنسانية الحقة  لأنه مميز أو من تركيبة أخرى مختلفة ..بالإختصار ما يزال الله يخلق الإنسان حتي هذه اللحظة  بصفات إنسانية , خالية من العقائد .!   
 
 بينما يسوع يعلم الشعب اليهودي سأله رجل ناموسي اي يهودي :‏ مَن هو قريبي؟‏  من المؤكد،‏ يسوع يعرف  عقيدة هذا الرجل الذي يعتقد ان الناس الذين من عرقه ودينه فقط هم اقرباؤه وأحباؤه.‏ ولذلك دعونا نرى ماذا يقول له يسوع. من خلال قصة  اليهودي والسامري , ومعروف أن اليهودي يكره السامري .‏

تقول القصة  : ذات يوم كان يهودي نازلا الى اريحا.‏ فهجم عليه فجأة لصوص أخذوا ماله وضربوه حتى صار على وشك الموت.‏
 
 وفيما بعد .. مر في الطريق كاهن يهودي.‏ ورأى الانسان المضروب . لكنه عبر الى الجانب الآخر من الطريق وواصل سيره.‏ ثم مر بعد قليل شخص آخر متديِّن جدا "لاويا" بجانب المضروب,  لكنه ‏ لم يتوقف هو ايضا لمساعدة الانسان المضروب.‏ ويكمل يسوع ويقول : لكن انظر مَن يوجد هناك مع الانسان المضروب.‏ انه سامري, وهو يساعد اليهودي.‏ ويضع دواء على جروحه , ويحمله علي دابته ويأخذه  الى فندق صغير للعلاج ودفع لصاحب الفندق قيمة الإقامة.‏ بعد ما اكمل يسوع القصة سال الرجل اليهودي :‏ ‹ايّ من هؤلاء الثلاثة نعتقد انه تصرف كقريب للانسان المضروب؟‏ هل كان الكاهن ام اللاوي أم السامري ؟  يرد الرجل :‏ إنه  السامري.‏ فقد أحسن الى الانسان الذي ضُرب.‏ 
 
 هذه القصة التي سردها يسوع تصف الإنسانية في أعظم مستواها .. فنجد أن الشخص الذي يعطي ويرحم ويحب الغير بدون مقابل هو الإنسان الحقيقي ...  الأن استطيع أن أقول من وجهة نظري أن المسيحية بدون شك هي الوسيلة الأسمى لتحقيق الإنسانية .  
 
  أسدل الستار اليوم الجمعة الماضي ، على فعاليات مؤتمر «سيناء.. ملتقى الأديان السماوية.. هيا نصلى معا» والذي استمر لمدة يومين بمدينتي شرم الشيخ وسانت كاترين، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي .. وخرج هذا المؤتمر بـ 10 توصيات تعمل علي رفع مستوي الإنسانية في قلوب المصريين ,لكن لا استطيع أن أجزم ان تتحقق هذه التوصيات العشر , ونحن ما زلنا تاركين الجماعات السلفية تلقي بسمومها من فتاوي لتعطيل هذه الوصايا .

فكل وصية من هذه الوصايا لا يقبلها السلفيون . هذا المؤتمر سوف لا يحسن من الأمر شيء . علي الأزهر أن يتحمل مسئوليته نحو هؤلاء المتطرفين فقد فجر مركز الإحصاء والتعداد اكبر فضيحة  حتي أن سيادة الرئيس إندهش جدا من نسبة المتزوجات البالغات 12 سنة , ومنهن ارامل ومطلقات ... هذا الأمر هو أقسي وأدني مستوي الإنسانية . وعلي قدر فكرة المؤتمر في عنوانه الجميل " هيا نصلي معا " الذي يشير إلي مبدأ الإنسانية ..  بالإضافة إلي ان هذا المؤتمر كشف الكثير من الأماكن الأثرية السياحية امام العالم , إلا أنني أخشي بعد كل هذا الإهتمام بالمؤتمر يذهب سُدي من فتاوي .. صلاة المسلم مع صلاة المسيحي باطل ونجاسة لأن الأقباط كفرة.    
 
 في نفس الوقت وعلي بعد عدة كيلومترات يسدل الستار علي فعاليات مهرجان السينما الذي أقيم في الجونة .. وكان بالصدفة العجيبة أن عنوان هذا المهرجان هو الإنسانية أيضا ... حتي ان إختيار الأفلام كانت تحتوي علي مقومات الإتسانية .. وكانت عبارة عن رسالة موجهة للعالم أن مصر بلد الأمان والسلام . كان حفل الإفتتاح وحفل الختام من أجمل وأرقي المستويات في الإدارة والتنظيم والإستقبال والترحيب .. ونحن نتعشم ان يستمر هذا المهرجان سنويا بنفس المستوي إن لم يكن أعلي ..  لكن أرجع واقول أخشي من ضغط  المتطرفين وإلحاحهم علي عدم استمرارية مثل هذه المهرجانات لأنه فسق ونجاسة وكفي ان اصحاب هذا المهرجان اقباط . 
 
  قعلا الإنسانية تاهت في بلادنا , وخرجت من قلوبنا وضمائرنا ... لكن السؤال الذي سوف يدق علي رؤوسنا من زمن :  إلي متي يامصر الكنانة تستعيدي هويتك المصرية ..!!!  
     
 
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد