بقلم: ديفيد الروماني

ما يغركش اللبس ولا الكلام بالكناية ياما الجير والجبس بيداروا عيوب البناية”جلال عامر

كانت هذه العباره تحكي بتدقيق وهم ناصر الشعب الذي خدع منه وفيه فهناك مفارقه جاءت لي فور كتابه مقال بينه وبين قيصر نيرون في روما  .كان يحاول مثل نيرون ذاك الحاكم روماني ان يكمل حلم روما بان تمتد ل500 سنه علي حكمها جمهوري بان يعمل اصلاحات حتي وان كان هذا الشعب الطيب سيدفع ثمن معه في هذه ليله . ولكن نيرون مثل جمال احلامه كانت سراب وباعه جميع عندما فشل لان جنون الكرسي اشعل الكبرياء في عقله وعدم الاتزان الكامل في اتخاذ القرار. وهذا ما ساوضحه في مقالي لماذا حدث كل هذا؟لماذا اعتبره القيصر الموهوم الذي حلم بسماء وسقط علي اعناقه ؟ لماذا توهمت انا مثل بقيه الشعب انه نصير الفقراء وحامي حمي الغلابه من ابنائه ؟ 

 
1-وهم اغلاق مضيق العقبه 
فقبل حرب 67 قرر عبد الناصر اغلاق المضيق العقبه فاردا عضلاته لسحب القوه الجويه الدوليه من هناك من سيناء .مناعا وبكل قوته ان يحدث اي تجاوز اجنبي علي هذه الارض . فكان شعار الاعلام حينها (عقبه قطع الرقبه ), كان اعلامنا الواهم يعمل علي اخبار كاذبه في ذاك الوقت عن سقوط وانتصار طائرات المصريه علي اسرائليه . وجاء تكذيب صاعق عليهم وعلي مكتب وفريق جمال عبد الناصر من كذب ووهم الانتصارات ومن كذب حصد  . فقد قالوا لي يوما ان البطل جاء بنصر ولم يكن الا وهما جارحا نافذا في اعماقي كصغير.
 
2-وهم تنظيم الطليعي ومعارضه 
 كان له تنظيم طليعي مكون من مجموعه شباب حربيه , يكونون له مخبرينه وعيونه الموثقين لكل تحركات بل تجنيد عدد كبير من مثقفين لمعرفه ساحه المعرضه وقضاء عليها فلم يسلم الكتاب والمثقفون من تقارير التي تجسس عليهم وتتههم عند جمال عبد الناصر .فروايه ثرثره علي نيل لنجيب محفوظ ومسرحيه البغل لالفريد فرج . فاوهام الحاكم يوما ما ستقضي عليه .
 
4- وهم القضاء علي محمد نجيب 
فكتاب سيره ذاتيه لمحمد نجيب حكي فيه بنفسه علي عزل صديقه جمال عبد ناصر له بعد ثوره , ولم يكتفوا بذلك بل كان قيد الاقامه جبريه طوال حياته حتي عندما جاء سادات نفاه من زاكرته ولم يسال فيه رغم محاولات الكبري لخروجه والاعفاء عنه . ففي وجهه نظري ان جمال عبد ناصر خاف ان يكون الضوء لمحمد نجيب علي حسابه هو , فحقا مناصب تغير النفوس .ومن تحسبه موسي بعصايته الثقيله التي يتكي عليها قد تفرعن وحوله الكرسي الي وحش كاسر .
 
5- وهم سيطره ومعاقبه المتمردين بالتعذيب 
حاول عبد الناصر التمسك بشعارات وترهيب المعارضين من الاشتراكين .واصحاب الاحزاب المعارضه من الاسلاميين مما فتح منافذ لخفافيش ظلام ان تخترق نظام وتتنشر في عهد سادات وتقضي عليه . فراي في حملات تعذيب لم تكن حلا انما كانت وسيله وغايه لتحقيق الغرض الخاص والانتقام من الافكار تمرديه لتكون عبره لباقي تيارات الحزبيه في عصره. 
 
7- وهم انتصارات حرب اليمن مع الحوثيين 
فقد قاتل المصريين من اهل هذه البلد وانتقم منهم بسبب ذهاب ثلث جيش المصري لليمن للحرب . مما جعل الكفه الخاسره التي تقاتل في 67 تنهزم هزيمه ساحقه ,فكان وهمه ان يقاتل جيش في منطقتين مختلفين مما جعل هزيمه تكون شديده وغير محتمله علي عبد الناصر. فاعتقد ان عبد الناصر كان له عزه نفس وارجاع هيبه مصر بعد انفصاله عن سوريا .
 
فبوسطجي الاوهام وقيصر الاحلام قصيره المدي , حالم فوق قدراته جبل لم يتعلم صمود خطا واغر في نفسه ان لا يكون الا سليمه بكل ما فيها من هشاشه الحلم . حلمه بثوره ونضال لم يكن الا وهما وشعارات لحين الوصول لكرسيه . لقد رائيت في عبد الناصر رغم شرف ارتداء البذله العسكريه لكنها ساوم جميع من لم يقدر عليهم ساوم كل الضعفاء الاقوياء اخرجهم من سجون ولازلنا حتي الان . نتحمل ويلات تعامل معاهم كاحزاب وجماعات , عرفوا كيف يتعاملون مع العسكري الطيب والشعب طيب لكننا لم نتعلم ابدا من تاريخ فلدغاته اصعب .