إبراهيم عيسى عن مذكرات عمرو موسى: ابن الأعيان.. طفولة سعيدة وأخ سري

كتبت – أماني موسى
تحدث الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى عن مذكرات الأمين العام الأٍبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، واصفًا إياه بــ السياسي المحنك والرجل ذات ثقل وبريق وزعامة.

وأضاف عيسى في برنامج "لدي أقوال أخرى" على "نجوم إف إم"، بعد عمر طويل مديد في العمل الدبلوماسي، ومنذ دخوله وزارة الخارجية عام 1957 حتى تقاعده عن أمانة الدول العربية في 2011، عاش عمرو موسى تاريخًا طويلًا في الساحة السياسية، ولعب دورًا في حياتنا السياسية والرسمية، ما يسمح لنا أن نصف المذكرات بـ "الحدث المهم".

مشيرًا إلى صدور مذكرات رجل بحجم عمرو موسى، خاصة في ظل قربه من دوائر صنع القرار، يمكننا من الإطلاع على تلابيب الحقيقة في اتخاذ القرار، لأننا في الوطن العربي وفي مصر تحديدًا وطن الكتمان وغياب الشفافية بشكل كبير جدًا، ولا تعرف كمواطن ما هي سر صناعة القرار السياسي في مصر وتوقيته؟ وذلك لأن كل حاجة بتحصل في بلدنا بتحصل في غرف مغلقة ومظلمة ولا يسمح لك بالمعرفة.

وشدد عيسى أن المذكرات في مجتمعاتنا العربية ودول العالم الثالث هي بمثابة شعاع ضوء يوضح لنا ما تم قديمًا ومن ثم يمكن الاسترشاد به مستقبلا، وذلك عكس المجتمعات الغربية المتحضرة التي يتم كشف ما يحدث في دوائر صنع القرار.

نوعين من المذكرات وسعد زغلول أعظمهم
وأضاف، أن المذكرات السياسية في مصر نادرة، على الرغم من أننا نملك مذكرات تعد مهمة للغاية، مشيرًا إلى أن هناك نوعين من المذكرات، الأولى كالتي كتبها "الأعظم في تاريخنا الوطني" –على حد وصفه- سعد زغلول، وهي المذكرات اليومية، حيث يدون كاتبها في نهاية كل يوم ما حدث له، وهي تتسم بكونها أكثر دقة من النوع الثاني الذي يعد أشبه بالذكريات وهو الذي يكشف كواليس بعض المواقف وأسباب اتخاذ بعض القرارات.

سعد زغلول ولعب القمار
 مؤكدًا أن أعظم مذكرات صدرت عن سياسي مصري في تاريخنا الوطني تعود إلى الزعيم سعد زغلول، التي كتبها في كراسات وأفرج عنها في السيتينيات بعدما أودعت في خزينة بنك مصر بناء على وصيته، على أن تنشر بعد وفاته، قائلا: "كانت حقيقية، وكانت تكتب يوميًا منذ شبابه وحتى كهولته، لأنها كانت صادقة وشفافة، والدليل على ذلك اعترافه فيها بإدمانه للعب القمار".

الكتاب أشبه بوثيقة للسياسة المصرية والعربية من تاريخ حياة أطول وزير خارجية
وأضاف، أن كتاب مذكرات عمرو موسى هو كتاب هام للغاية، لأنه يناقش تاريخ حياة أطول وزير خارجية استمر في مقعده أكثر من 10 سنوات كاملة منذ 1991 حتى 2001، وهو ما يميز هذه المذكرات أنها تتطرق إلى 10 سنوات في حياة مصر والعرب، وأنها أشبه بوثيقة للسياسة المصرية كما شهدها وعاشها مشاركًا لمبارك خلال توليه الخارجية.

مستطردًا، كأننا أمام عمرو موسى بنفسه ويتحدث مع ويقدم لنا تقريرًا عن وجوده في المناصب التي تبوأها، ولكننا لا نستطيع أن نصفها بالمذكرات الصافية الضافية، ولكن لا شك أنها "نوع معتبر".

ابن الأعيان.. طفولة سعيدة وأخ سري
موضحًا أن الجزء الأول من الكتاب تحدث عن الجانب الإنساني منه، وأنه كان ينتمي لعائلة من الأعيان وأجداده كانوا بمجلس النواب، وأن طفولته كانت لطيفة وسعيدة على الرغم من فقده لأبيه، وكذا حديثه عن الأخ السري لعمرو موسى.

مشيرًا إلى أنه اكتسب جزء كبير من لغته العربية الفصحى من جده عضو مجلس النواب السابق، حيث كان يتعلم شفويًا يوميًا من الجد المعني الحقيقي للبلاغة واللغة العربية، وتطرق إلى عناوين بعض الكتب التي قرأها، ولكنه لم يكن قارئًا نهمًا أو محبًا للقراءة.

وفي نهاية حديثه عن مذكرات عمرو موسى، وجه عيسى الشكر إلى المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار النشر التي وصفها بالعظيمة "دار الشروق"، على هذا الكتاب.