كشف عذرية أم كشف عن سلامة قواك العقلية يا "عجينة"
مقالات مختارة | د.دينا أنور
الثلاثاء ٣ اكتوبر ٢٠١٧
ذلك النائب المدعو إلهامي عجينة تعدى جميع الخطوط الحمراء والزرقاء وحتى السوداء, طفح الكيل من تصريحاته الجهولة والعنصرية ضد النساء, أصبح يلهث وراء كاميرات الإعلام وأقلام الصحفيين بشكل هيستيري يدعو للشفقة ويستلزم العلاج, آخرها مطالبته بتوقيع كشوف عذرية دورية على الفتيات خلال فترة دراستهن بالجامعة كل عام كشرط للحصول على كارنيه الجامعة, كحل وجده مناسبا للقضاء على إنتشار الزواج العرفي بين الشباب والفتيات!!
تأتي تصريحات عجينة السابقة بالمخالفة لقرار القضاء الإداري عام 2011م والذي جرم هذا النوع من الكشوفات, ولكن يبدو أن النائب "العجينة" دائما له رأي أخر مخالف للقانون في سبيل البحث عن الشهرة الرخيصة!!
ولماذا نشكل ضغطا على إدارات الجامعات بتبني كشوف العذرية للفتيات كما يقترح "العجينة", الأسهل من كل هذا الإتفاق على إستيراد شحنة من " حزام العفة" الحديدي ومنع الطالبات اللواتي لا يرتدينه من دخول الحرم الجامعي!!
وبما أن الإقتراحات أصبحت " ميغة" لكل من هب ودب ولكل من علم وجهل, أقترح أنا أيضا إنشاء لجنة بالبرلمان المصري للكشف على سلامة القوى العقلية للسادة النواب بشكل دوري, ويأتي إقتراحي هذا في سبيل القضاء على ظاهرة إنتشار "النواب العجينة", الذين يقدمون لنا الفضائح و التصريحات العبثية الجاهلة دون حسيب أو رقيب و بلا أدنى مساءلة, و هنا وجب على السيد رئيس البرلمان أن يتدخل لوضع حد لتلك المهازل التي يصطنعها عجينة بدون مبرر وبحثا عن تلميع إعلامي فقير, ووجب أيضا على التكتل النسائي بالبرلمان المطالبة بإحالة النائب إلهامي عجينة للجنة القيم بالبرلمان, بل يتحتم عليهن جمع توقيعات لإسقاط عضويته بالبرلمان تمهيدا لمحاكمته على كافة تصريحاته العنصرية تجاه النساء والتي لم تسلم منها حتى زميلاته في البرلمان!! و إلا فلا يلمن إلا أنفسهن إذا وجدن عجينة في التصريح المقبل يطالب بفصل النساء عن الرجال في البرلمان, وألا تتحدث النائبات للسيد رئيس البرلمان سوى من وراء "حجاب"!!
هذا النائب يجب أن يحاسب على ما إقترفه لسانه في حق النساء والفتيات, لاسيما وأن قطاعا عريضا من الشعب يستمع إلى تلك التصريحات عبر الشاشات و يقرؤها عبر صفحات الجرائد بإعتبارها تصريحات رسمية صادرة من أحد أجهزة الدولة, ولا يليق بنا و نحن نحاول أن نأخذ بيد المرأة في المجتمع إلى أوضاع أفضل و مناخ أكثر حرية وإنصافا, أن يظهر لنا من هم على شاكلة عجينة ليعيدونا إلى الوراء آلاف السنين.
المفاهيم المجتمعية الخاطئة تجاه الفتيات يجب أن يوضع لها حد قاطع, وأمثال هذا العجينة يعيدون تدوير تلك النفايات المجتمعية و يصممون على طفوها من جديد رغم حرقها ودفنها من قبل الكثيرين.
لا تشغل بالك كثيرا يا عجينة بالحالة التي يكون عليها الجهاز التناسلي للنساء في مصر, إنشغل أكثر بحالتك الصحية والنفسية والعقلية لأنها يبدو أنها "بعافية شويات مش شويتين", لا مانع أن تجري كشفا دوريا على سلامة قواك العقلية وإتزانك النفسي و تجلس لتمدد على شيزلونج المعالج النفسي تحت إضاءة خافتة وموسيقى هادئة لتحكي تجارب حياتك السابقة , لعلنا نتوصل إلى تلك العقدة الدفينة التي تحملها تجاه النساء وتسببت في كل هذا الهراء الذي تقوله, فحتما أبناء دائرتك عندما إنتخبوك لم يوكلوك حارسا لشرف الفتيات وعرضهن, بل وكلوك لإيصال أصواتهم وحل مشاكلهم و تحسين خدمات دائرتهم, و لكننا نحن من أبتلينا بنائب مثلك يضع غصة في حلقنا كل صباح بكمية الرجعية والعنصرية التي تقطر من تصريحاتك التي لا ترتقي لتصريحات تليق بنائب في البرلمان المصري أكثر مما تتشابه مع ما يدور في ذهن شاب عاطل يقف على قارعة الطريق يتعاطى المخدرات ويدخن الحشيش ويرمق كل تاء مربوطة تسير أمامه بنظرة إشتهاء وجوع, إنت في البرلمان يا عجينة مش على المصطبة قدام بيتكم!!
نقلا عن الفجر