الأقباط متحدون | سامية عياد في كتابها المشاركة السياسية للاقباط ترفض وصفهم بالأقلية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٨ | الاثنين ٤ ابريل ٢٠١١ | ٢٦ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سامية عياد في كتابها المشاركة السياسية للاقباط ترفض وصفهم بالأقلية

الاثنين ٤ ابريل ٢٠١١ - ١١: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: تريزة سمير
"إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا".. مقولة شهيرة للبابا "شنودة" الثالث، بدأت بها الكاتبة "سامية عياد" مقدمة كتابها "المشاركة السياسية للأقباط"، والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2010.

عن أهمية الدراسة تقول الكاتبة أنها محاولة متواضعة للتعرف على أبعاد المشاركة السياسية  للأقباط في المجتمع المصري، وموقفهم من قضية المواطنة التي تثار بين الوقت والآخر، ففي القوت الذي يحاول البعض أن يثير موضوع الأقليات، واعتبار الأقباط أقلية، الأمر الذي رفضه أقباط مصر وعلى رأسهم البابا شنودة الثالث.

مفهوم القبطي
 تلقي الكاتبة الضوء على مفهوم "القبط"، والراجح أن أصل كلمة قبط مشتقة من الكلمة اليوناينة "إيجيبتوس" التي أطلقها اليونانيون على مصر والنيل، وأن الكلمة اليونانية ذاتها محرفة عن العبارة المصرية (ها –كاتباح) والتي تعني "بيت الإله بتاح" الذي كان واحدًا من أعظم المعبودات تقديسًا في الأساطير المصرية، وأيًا كان الأمر فإن كلمة (قبط) أصبحت تطلق خصيصًا على المسيحيين من أهل البلاد، الذين ظلوا على ديانتهم، بعد أن تحول بعضهم إلى الإسلام، ومن هنا لا يدخل في مفهوم "القبط" المسيحيون العرب الذين يتبعون كنائسهم الأصلية، كالفلسطيني والسرياني والماروني.


وتقول "عياد" أن مفهوم كلمة "قبط" لا ينطوي على مفهوم ديني، فكلمة قبطي مرادفًا لكلمة مصري، وأنه يلزم عليه تعريف الكنيسة القبطية بأنها ببساطة "الكنيسة المصرية"، وهو ما يؤكد المعنى الأصلي للكلمة الذي يغلب الجانب الوطني أو القومي لها.

وأوردت الكاتبة قول "طه حسين" بأن الكنيسة القبطية مجد مصري قديم، ورثت الحضارة المصرية في  كافة مناحيها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطبق مفهوم الأقلية على أقباط مصر، كما اعتادت التعريفات الغربية  أن تضع الأقباط ضمن أقليات الشرق الأوسط، انطلاقًا من المفهوم العددي لكلمة أقلية، على الرغم من عدم ارتباطهم بخصائص متميزة أو أصول  عرقية، فأقباط مصر هم مواطنون مصريون، ومن هنا تأتي أهمية استخدام مفهوم المواطنة.

المشاركة السياسية للأقباط
عرضت الكاتبة المراحل التاريخية التي مر بها المجتمع المصري، وكان لها تأثيرها  العميق على الأقباط ومشاركتهم  السياسية، حيث تعاظم دور الأقباط في الحياة السياسية، خلال المرحلة الليبرالية، وتعتبر الفترة من 1919 وحتى 1952 من أزهى الفترات التي تمتع فيها الأقباط بمشاركة فعالة  في الحياة السياسية، من خلال الوجود الفعلي في الانتخابات والبرلمان، فضلاً عن شغلهم العديد من المناصب السياسية، ومع إلغاء الحياة الحزبية بعد قيام ثورة يوليو 1952، وطرح عبد الناصر المشروع الاجتماعي، وأثر ذلك على دور الأقباط في الحياة السياسية، في إطار المشروع الاجتماعي الذي طرحه نظام يوليو، فلقد استفاد الأقباط من فرص التعليم والعمل المتاحة وغيرها، شأنهم شأن باقي المصريين.

وعلى الرغم من عودة التعددية الحزبية في السبعينات، إلا أنه ليس ثمة مشاركة سياسية للأقباط خلال هذه الفترة، نظر لاعتماد النظام السياسي على الدين لتدعيم شرعيته، وتديين الحركة السياسية، وزيادة أعمال العنف الموجه ضد الأقباط من جانب الجماعات المتطرفة.

مبارك والأقباط
مرحلة "حكم مبارك" تصفها الكاتبة أنها محاولة إعادة التوازن للحياة السياسية، ولكن على الرغم من التأكيد المستمر من قبل القيادات السياسية على ضرورة المشاركة السياسية، نجد المؤسسات القائمة لم تزل غير متوافقة مع هذا الأمر، ورغم حرية التعبير المتاحة للجميع، إلا أن ذلك لم يترجم على أرض الواقع إلى فاعليات سياسية تدعم العملية الديمقراطية في مصر.

معوقات مشاركة الأقباط
قالت "عياد" أن هناك معوقات عامة وقفت حائلاً في وجه مشاكرة الأقباط السياسية، ممثلة في طبيعة المناخ السياسي السائد، حيث التعددية المقيدة، وقوانين مقيدة للحريات، فضلاً عن وجود حزب مهيمن يحتكر الحكم، وهو الحزب الحاكم، ونظام انتخابي مشوه يضمن استمرار احتكاره، ويحول دون إظهار الإرادة الحرة للناخبين.
ومعوقات أخرى  ذاتية؛ تتحدد في تغلغل التيار الإسلامي في الحياة السياسية، وتحول العمل العام السياسي والاجتماعي إلى عمل ديني، حيث أصبحت المنافسة السياسية لا بين تيارات سياسية متعددة، بل بين "إسلام" و"لا إسلام"، إضافة إلى تراجع عن المواطنة، وتزايد مشكلات الأقباط، والإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، وكل هذا أدى إلى سلبية الأقباط تجاه العمل السياسي.

كيفية تفعيل المشاركة
أشارت الكاتبة إلى عدة آليات لتفعيل المشاركة السياسية للأقباط، ومنها سيادة مناخ ديمقراطي  يشجع على المشاركة السياسية، وأن يشارك الاقباط في وضع اللوائح والقوانين التشريعية الخاصة بالانتخابات، وبالشكل العملي الذي يضمن لها حق التطبيق، وأيضًا سيادة قيم المواطنة، التي تقوم على المشاركة والمساواة بين جميع المواطنين، دون النظر إلى الديانة، وأن يكون معيار الكفاءة أساس الاختيار لتولي المناصب العامة والقيادية بالدولة، وكذلك أساس العمل بنظام القوائم النسبية، حيث يتيح ذلك الفرصة للمشاركة السياسية للأقباط، وأن تقوم مؤسسات التنشئة السياسية من مؤسسات تعليمية وأحزاب، تنشر ثقافة سياسية تحث على المشاركة السياسية، والحوار، وقبول الآخر، من خلال الندوات واللقاءات مع الشباب المصري، والاهتمام بتأهيل كوادر شابة للعمل السياسي، كما يجب أن تهتم الأحزاب السياسية بضم العناصر القبطية إليها، ودعم ترشيحها في الانتخابات، وترشيح نسب مقبولة من الأقباط على قوائمها




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :