الأقباط متحدون - عِلم إسرائيل بموعد حرب أكتوبر
  • ١٩:١٠
  • الجمعة , ٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

عِلم إسرائيل بموعد حرب أكتوبر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٦ اكتوبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
في بداية شهر أكتوبر من كل عام، نسترجع لحظات العزة والكرامة التي سطرها جنودنا البواسل حين حاربوا لاسترداد الأرض من المحتل الإسرائيلي، وفي كل مرة نحتفل بأكتوبر، نتذكر استشهاد الرئيس السادات، ونطرح قضايا كثر من بينها المُستهدف من الحرب، هل هي تحرير أم تحريك وتجوب في عقولنا المئات من الأسئلة.

ولنتوقف هنا قليلاً لنتساءل، هل كانت إسرائيل على عِلم بموعد الحرب؟ وللإجابة عن هذا التساؤل هناك أمرين : أحدهما يتعلق بالملك حسين الذى قيل أنه التقى وجولدا مائير - رئيس الوزراء الإسرائيلية- سراً في 25/9 بإسرائيل وأعلمها عن عزم  العرب على الحرب، غير أنه من المؤكد أنه لم يعلمها بموعدها، حيث أنه لم يكن هو على عِلم به، وهناك رواية أخرى تشير بأنه وصل إلى الموساد الإسرائيلي (جهاز المخابرات الإسرائيلي) معلومات تؤكد أن هجوماً مصرياً سينفذ  في 6/10 الساعة السادسة مساءاً، وذلك من جاسوس يطلق عليه لقب بابل، وهناك إشارات إلى أنه أشرف مروان زوجة بنت الزعيم عبد الناصر، وقد ذكر أهارون برجمان Aharon Bergman  المؤرخ العسكري الإسرائيلي، أن أشرف مروان هو الذى ذهب بنفسه إلى السفارة الإسرائيلية في لندن عام 1969 عارضاً خدماته على الموساد،وفي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2003 أفرجت إسرائيل عن وثائق أكدت فيها على أن أشرف مروان تجسس لحسابها رسمياً، بينما كانت شهادة الرئيس الأسبق حسني مبارك أن مروان أدى دوراً وطنياً لبلاده دون أن يحدد بدقة طبيعة هذا الدور.

ومما يدعم ذلك الاتجاه تلك المذكرة التي رفعها برنت سكوكروفت Brent Scowcroft إلى هنري  كيسنجر في 5/10/1973، بناء على اتصال من موردخاى شاليف Mordechai Shalev- نائب رئيس البعثة الإسرائيلية  فى واشنطن- الذى نقل إليه رسالة من جولدا مائير متضمنة أن هناك معلومات عن استعدادات عسكرية تتم في سوريا ومصر من حشد قوات ورفع حالة الاستعداد لها، وهناك احتمالين لتلك الحشود إما دفاعية ضد أي هجوم إسرائيلي أو البدء في هجوم عسكري ضدها.

كما قام سفير الولايات المتحدة في إسرائيل كينيث كيتنج Kenneth Keating  بتوفير المزيد من المعلومات التفصيلية في رسالة وصلت إلى مساعدي كيسنجر قبل السادسة من صباح 6/10( بتوقيت الساحل الشرقي) وأفادت أن المصدر الرفيع الذى يعتمد عليه الإسرائيليين في القيادة المصرية – والذى يحتمل أن يكون عميلاً مزدوجاً – أبلغهم تحذيراً من أن الحرب سوف تقع اليوم، ومع شعور جولدا مائير بالصدمة والذهول من احتمال الحرب إلا أنها رفضت رأي مستشاريها الذين نصحوها بالقيام بضربة استباقية، وهو ما أكدته للسفير كيتنج بأنها لن تشن هجوماً وقائياً، وبدلاً من ذلك تم تعبئة 10 ألف من القوات الاحتياط وهى عملية غير منظمة تستغرق عدة أيام، ومما يلفت النظر في هذه الرسالة أنها لم تشر إلى موعد الحرب كما أنها كانت متشككة في إمكانية قيام حرب من عدمه.

المختصر المفيد تحية لكل من بذل جهد لتحرير أرضنا حرباً وسلماً.