بعد 44 عامًا.. مصر تستلهم روح انتصار "6 أكتوبر" في الحرب على الإرهاب

44 عامًا مرت على انتصار الجيش المصري، في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، ومازالت هذه الحرب علامة فارقة في تاريخ المنطقة خاصمة لما تبعها من اتفاقية السلام، ورغم مرور عشرات السنوات، مازال المصريون يستلهمون روح الانتصار منها في حربهم الجديدة على الإرهاب.
 

وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الشعب المصري، خلال اجتماعًا عقده مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسيد الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكافة أعضاء المجلس.

 

وقال الرئيس إن "انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصاراً عسكرياً في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حرباً وسلاماً وتنمية، فلم تكن أبداً الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى"، مؤكدًا: "المعركة التي نخوضها اليوم جميعاً لا تقل شراستها وضراوتها عما واجهه الآباء والأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيم، وهذه المعركة تلزمنا أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد حول الوطن، نحمى مقدراته ونصون مقدساته ونبنى للأبناء وللأحفاد المستقبل، كما بنى لنا الآباء والأجداد الحاضر، فهذا الوطن العظيم يستحق منا أن نبذل له كل غالٍ ونفيس."

 

كما قام السيسي، بزيارة قبر الجندي المجهول، حيث وضع إكليلاً من الزهور وقرأ الفاتحة ترحماً على شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، بحضور قيادات القوات المسلحة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، و البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما توجه بعدها إلى مسجد جمال عبد الناصر بكوبري القبة، حيث قام سيادته بوضع اكليل من الزهور على قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقرأ الفاتحة ترحماً على روحه وصافح أفراد أسرته.

 

من جانبها نشرت القوات المسلحة بعض البيانات التي تم إذاعتها وقت الحرب، كما سمح الجيش لوفد من الإعلاميين والصحفيين بزيارة المصابين من العمليات العسكرية في سيناء، كما زارت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، المصابين معربة عن تقديرها للأجيال الشابة من المقاتلين أبناء جيل أكتوبر وما يقدمونه من بطولات وتضحيات جديدة في مواجهة الإرهاب، مشيرة إلى أننا نستمد منهم الطاقة الإيجابية والدافع على العمل وتحدى المخاطر والصعاب والإصرار على بلوغ الآمال.
 

واستهل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريةو بطريرك الكرازة المرقسية، العظة الأسبوعية بتقديم التهنئة لمصر والمصريين بمناسبة احتفالات الذكرى الـ44 بنصر حرب أكتوبر، لافتا إلى أنها "أيام كتبت بحروف بيضاء أثبتت قدرة المصريين على العمل والإنجاز"، فيما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية إن انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة أعاد للمصريين كرامتهم، وأعاد ميزان القوى إلى طبيعته، وانطلاقًا لمسيرة البناء المستمرة حتى الآن، بينما أكد الداعية الإسلامي خالد الجندي، أن الحرب التي نخوضها الآن لا تقل شراسة عن 1973، مؤكدا: "عبرنا في 1973 تحت راية الله وأكبر، واليوم يذبحنا الإرهابيون تحت راية الله وأكبر أيضا، يعني الله وأكبر عبرنا بها القناة ويستخدمها أيضا الإرهابيون لقتلنا".

 

بمناسبة الاحتفالات بنصر أكتوبر، أصدر الرئيس السيسي، قرارا بالعفو عن 632 نزيلا من نزلاء السجون، بالإضافة للإفراج الشرطي عن 85 سجينًا آخرين، احتفالا بالمناسبة.