الأقباط متحدون - الفيس بوك ... بين النعمة والنقمة
  • ٢٢:٠٩
  • الأحد , ٨ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الفيس بوك ... بين النعمة والنقمة

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٢٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٨ اكتوبر ٢٠١٧

الفيس بوك
الفيس بوك

  بقلم : د. مجدى شحاته

فى البداية ... يسعدنى أن اتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل السادة القراء الافاضل الذين تواصلوا تليفونيا أو عبر الرسائل الالكترونية للتعبير عن تأيدهم المطلق لكل ما جاء فى مقال العدد الماض والذى كان تحت عنوان : " حينما يأتينا الارهاب من الداخل !!! " 
 
اثير الكثير من الجدل حول مواقع التواصل الاجتماعى وأصول استخدامها على مدار السنوات الاخيرة الماضية فى مختلف دول العالم .

لا يمكن أن ننكر ان شبكة الانترنيت من أهم انجازات العصر الرائعة والمذهلة ، والتى قفزت بعالم الاتصالات الى حدود بالغة الاثارة والعجب .

الا أن تلك الشبكة العنكابوتية سلاح ذو حدين ، بمعنى أخر ، أن تلك الشبكة لها جانبها المضىء والمشرق ، ولها جانب آخر معتم ومظلم بل كئيب وقبيح . على الجانب المضيىء والمشرق ، قدمت وسهلت وساهمت فى كثير من الخدمات الهامة التى باتت ضرورية فى حياتنا اليومية ، وقامت بكسر حاجز الغربة وألغت المسافات بين الناس فسهلت التواصل بين البشر فى أى مكان وزمان 
 
. فضلا عن أنها أكبر بنك للمعلومات والمعرفة عرفه الانسان ، وأكدت الشبكة أنه لم يعد هناك انسان يعيش فى عزلة عن الأخر  بل يمكن لنا أن نقرر انها قامت بنقلة نوعية غير مسبوقة فى حياة البشر .
 
لكن يقولون فى الامثال  تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن !! وكثيرا ما يفسد الانسان كل ما هو جيد وحسن ، ويشوه ويقبح كل ما هو جميل !! البعض آثر التعامل مع الانترنيت من الجانب المعتم المظلم الكئيب القبيح !! وكأنهم مصرون كل الاصرار على  تشوية ذلك الانجاز الانسانى ، الراقى ، المبهر، عن طريق سوء الاستخدام  الفيس بوك أحد أشهر وسائل التواصل الاجتماعى ، الذى يستخدمه أكثر من مليار مستخدم فى مختلف دول العالم .

أصبح الفيس بوك فى الآونة الاخيرة مثار للجدل بل والمخاوف للناس من استخدامه السيئ .

وتشير الدراسات والبحوث المختلفة ، أن الفيس بوك خلق فى المجتمعات نوعا من الحياة الافتراضية ، اندمج  فيها الملايين أثرت بشكل قاطع فى شخصياتهم وغيرت مجرى حياتهم ، واعادة تشكيل وجدانهم  بل بدلت وغيرت طريقة تعاملهم مع الاخرين حتى أقرب الناس اليهم .
 
ناهيك عن المواقع الاباحية التى باتت تهدد المجتمعات .

وعلى جانب آخر، هناك اسباب أمنية ومشاكل اجتماعية وأخلاقية وانتهاكات للخصوصيات مما دفع بعض الدول من حظر وحجب كافة وسائل التواصل الاجتماعى  ، وقامت دول أخرى بحظر الفيس بوك فى أماكن العمل لأثناء العاملين عن أهدار أوقاتهم أثناء العمل .

لقد أعتاد كثيرون من استخدام الفيس بوك الى حد الادمان ( addiction )
 
... الناس فى الشوارع ، المواصلات العامة ، فى المحلات التجارية ، فى أماكن العمل ، أثناء قيادة السيارة ، داخل فصول الدراسة ، ولا ابالغ ان قلت حتى فى الاجتماعات الروحية بالكنائس ...
 
الجميع عيون شاخصة وآذان صاغية لمتابعة الفيس بوك !! بل والشئ المثير للضجر أن يأتيك زائر فى منزلك ويتجاهل الحاضرين ضاربا عرض الحائط بكافة اصول الضيافة والزوق وينهمك  فى ارسال واستقبال رسائل عبر الفيس بوك !!! هل هذا مقبول ومعقول ؟؟  بحسبة بسيطة ، لو افترضنا أن متوسط استخدام فرد للفيس بوك لمدة ثلاث ساعات يوميا ، فان هذا الفرد يقضى أكثر من ألف ساعة فى العام الواحد أمام 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع