الأقباط متحدون - خمسة أسئلة من قارئات شابات
  • ١٣:٠٦
  • الاثنين , ٩ اكتوبر ٢٠١٧
English version

خمسة أسئلة من قارئات شابات

مقالات مختارة | نوال السعداوي

٥٦: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٩ اكتوبر ٢٠١٧

نوال السعداوي
نوال السعداوي

1- جميع من حولى يؤمنون بقيم تظلم المرأة، ويقولون إنه أمر الله، كيف أخالف الله؟.. لماذا تكون النصوص الدينية ضد النساء، رغم أن المرأة كانت إلهة المعرفة فى مصر القديمة؟، كيف تغير التاريخ وكيف نشأت الأديان التى تظلم النساء؟.

سامية أحمد، طالبة جامعية من اليمن

الأديان نشأت بسبب الحاجة لتفسير الظواهر الطبيعية التى لم يفهمها العقل البشرى حينئذ، مثل العواصف والزلازل والأمطار والفيضانات، ومع تطور العقل والاكتشافات العلمية، بعد انتصار العلماء الأوروبيين على كهنة الكنيسة، أصبح العلم يفسر هذه الظواهر، والأديان ليست نصوصا ثابتة بل تتطور مع تطور العقل، أثبتت حقائق العلم أن المرأة والرجل متساويان، وأن العبودية نظام سياسى اقتصادى أسقطتها ثورات العبيد والنساء، وتستمر شعوب العالم حتى اليوم فى الثورة ضد الظلم المتخفى تحت الأديان.

2- ما السبب وراء غياب المرأة فى المجالين الفكرى والعلمى؟، ولماذا لا نجد مفكرات وكاتبات مصريات مرموقات مثل قاسم أمين وتوفيق الحكيم مثلا؟، هل طمست كتاباتهن؟، ما السبب وراء هذا الإنكار لدور المرأة الفكرى والأدبى؟.

فكرية منصور من جامعة القاهرة، مصر

اكتشفت المرأة الكتابة والزراعة وعلوم الفلك والطب والهندسة والفلسفة فى مصر القديمة وكذلك فى والعراق واليونان، لكن بعد نشوء النظام الأبوى الطبقى، تم إقصاء المرأة لتخدم الأسرة بالبيت، ويثبت التاريخ القديم والعلم الحديث أن عقل المرأة لا يقل فكرا وإبداعا عن عقل الرجل، لو حظيت بالثقافة والتعليم والتدريب والتشجيع الذى يحظى به الرجال، إن تجاهل إبداع الكاتبات والمفكرات عملية سياسية أساسا، فى مصر والعالم.

3 - كيف يمكن للإنسانة أو للإنسان أن يعيش وسط جماعات لا تفكر وإنما تطيع السلطة فى الأسرة والدولة؟ كيف يستطيع الإنسان تجاهل الضغوط الاجتماعية الثقافية الدينية المفروضة عليه من القوى الداخلية والخارجية؟ كيف يستطيع التوفيق بين الطاعة والتمرد والإبداع؟.

راوية داوود من جامعة بغداد، العراق

الطاعة والتمرد متلازمان، نحن نطيع بعضنا البعض ونتمرد على بعضنا البعض أيضا، ومن هنا التطور إلى الأفضل، حين يصبح التمرد فضيلة وليس رذيلة، حين يصبح التمرد مباحا ومطلوبا، فالمطيع يتغير بفعل المتمرد، وتحاول الأنظمة القائمة على السلطة المطلقة للأب فى العائلة وللحاكم فى الدولة، أن تمنع التمرد، ليصبح الشعب مثل القطيع المطيع التابع لفرد واحد أو قلة من الأفراد يملكون السلطة، فى الداخل والخارج، لم تشارك بلادنا فى النهضة العلمية الحديثة التى حدثت فى أوروبا، وفى بلادنا كثير من العقول المفكرة نساء ورجالا، أكثرهم فى بيوتهم أو فى المنفى، لاختلافهم عن الأغلبية الخاضعة، لكنهم يعملون ويؤثرون فى الآخرين، فلا جهد يضيع، والاستمرار فى العمل والإبداع ضرورى مهما كانت الصعوبات.

4- بعد الإجهاض الذى حدث للثورات فى بلادنا، والإرهاب الدينى السياسى الداحلى والخارجى الذى يضربنا كل يوم، كيف لى أن أعيش وأشعر بالسعادة؟ كيف أعيش بدون خوف، مع كل المحاولات لزرع الخوف بداخلنا.. وهل يا ترى سأنجح فى الإحساس بالسعادة فى حياتى؟.

قدرية حفنى من جامعة دمشق، سوريا

لا شك أن حياتك فى سوريا خلال الحرب كانت شديدة الصعوبة، لكن الشدائد تزيد من صلابة الإنسان، المرأة والرجل، سيان، سعادتك تنبع من داخلك أساسا، وتعتمد عليك أنت وقدرتك على التحدى والشجاعة والعمل، والإبداع فى عملك، أيا كان هذا العمل، الخوف مرض تخلصى منه، حاولى بث الشجاعة فى نفسك، وحرية التفكير والعمل المبدع فيمن حولك، فى الأسرة والمجتمع، شجعيهم على تحدى الصعاب والعمل المنظم، فرديا وجماعيا، لا تكبليهم بالخوف واليأس أو الخضوع للواقع، وقد انتصر الشعب السورى أخيرا رغم كل الشدائد.

5- ما رأيك كطبيبة نفسية فى الغرائز البشرية وهل يمكن التحرر منها؟ عندى أربعة من الأطفال وأبوهم، أعمل ليل نهار لأخدمهم وألبى طلباتهم اللانهائية، أشعر بأن الأمومة سجن كبير يبتلع حياتى، تتربى المرأة لتصبح أما متفرغة لخدمة أطفالها، كل النساء لابد أن يصبحن أمهات، وإن رفضت المرأة الأمومة، تصبح ناقصة العقل أو شاذة، ولكن هناك نساء كاملات عظيمات لم يلدن أطفالا، لكنهن أنتجن أفكارا مبدعة ساهمت فى تطوير العقل البشرى، وفى الطب النفسى، وفى بعض العقائد الدينية، فكرة راسخة بأن المرأة التى لا ترغب فى الأمومة مريضة نفسيا أو ناقصة الإيمان؟.

أنيسة البحيرى، جامعة الخرطوم، السودان

الطب النفسى والعقائد الدينية ليست ثابتة، بل تتغير وتتطور على الدوام، وقد تطورت جميع الغرائز والطبائع فى العلوم والفنون، ولم تعد هناك طبيعة بشرية ثابتة، لم تعد الأمومة أو الأبوة البيولوجية هى أساس الرقى الإنسانى، بل الأمومة أو الأبوة الإنسانية التى تتجاوز الأنانية الييولوجية الفردية والعائلية، لم تعد ولادة الأطفال (بيولوجيا) تسعد المرأة المفكرة المبدعة، وكم من مبدعات سعيدات لم يتزوجن ولم يلدن، وكم من أمهات تعيسات، ويتغير مفهوم الأمومة والأبوة بازدياد المعرفة والوعى، والقدرة على التفكير الحر خارج حدود التقاليد الموروثة والعادات.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع