درس جيهان السادات
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاثنين ٩ اكتوبر ٢٠١٧
وخرجت السيدة جيهان السادات على العالم تعلن دعمها لمشيرة خطاب مرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، وقالت: «..لقد أخذت قلمى بعد ستة وثلاثين عاماً من هذه المحنة المؤلمة (استشهاد الرئيس السادات) فى إطار مناسبة التصويت لمن يقود اليونسكو لسنوات قادمة، وأريد أن أقول إن وادى النيل الذى أنجب أنور السادات قدَّم مرشحة جاءت من نفس الأرض، ومن نفس المنطقة فى العالم..».
مقتطف من رسالة مطولة تفيض بالوطنية نُشرت فى العاصمة الفرنسية (باريس) حرَّرتها سيدة من مصر، درسٌ لمن خرجوا من بين ظهرانينا ينهشون لحم المرشحة المصرية، ويوقِّعون بياناً قذراً لإسقاط المرشحة المصرية، استلوا خنجراً مسموماً يطعنون ظهر من تحمل علم مصر، فى توقيت حرج، قبيل التصويت مباشرة، للأسف بسهم مصرى مسموم!.
شتان بين رفعة جيهان السادات فى إعلان مصريتها وإعلاء رايتها ودعم اسم مرشحها بين الأمم، وتسفُّل السفلة الرُخصاء تسولاً لكسب رخيص، فارق السماء المشرقة والأرض الموحلة، بين من يضع مصر أمام ناظريه اسماً وعلماً ونشيداً، ومن يتبضع رخيصاً خارج الحدود.
كيف هذا؟!. لا تَسَلْ!!. الخيانة طبع، كيف تُسوِّل لمصرى أصيل نفسُه أن يطعن بنت وطنه فى معترك دولى. تورُّط ست منظمات حقوقية مصرية فى تحرير هذا البيان القذر، يصمها بكل ما لصق بها من اتهامات بالتمويل والعمالة والخيانة.
دينياً ليس بعد الكفر ذنب، ووطنياً ليس بعد الخيانة إثم، للأسف بين ظهرانينا خونة آثمون، لن أتطرق إلى أسمائهم ولا عناوين دكاكينهم الصفراء، لا يستأهلون ذِكْراً، ويرومون ذِكْراً لأنه يجلب عليهم مدداً خارجياً، الشعب يحاسبهم، لن يجول الخونة فى الطرقات ببضاعتهم مجدداً.
وطنياً، يلزم توقفٌ وتبيُّنٌ أمام البيان القذر فى توقيته ومحتواه، توقفٌ أمام ظاهرة مخيفة: أن يتعاطى نفر من المصريين الخيانة هكذا علانية، ويجيِّشوا ضد المصالح العليا فى بيان منشور مذيل بتوقيعاتهم العفنة، ويعلنوا حرباً على الدولة المصرية فى محفل دولى، ويستحثوا الخطى نحو المنابر الدولية لتفشيل مرشحة الدولة المصرية، انطلاقاً من أرضية مكايدة سياسية وعمالة رخيصة، لم يحدث فى تاريخ الوطنية المصرية مثل هذه الخيانة العلنية، حتى الخونة يتدارون خجلاً، صحيح اللى اختشوا ماتوا.
وتبيُّناً لخلفيات تحرير هذا البيان الانتقامى، خلفيته إخوانية قذرة، وحُرِّر بمداد إخوانى، وللتخديم على الإخوان، وفى مواجهة الرئيس السيسى الذى أزاح الاحتلال الإخوانى عن قلب الوطن، ولطالما مشيرة خطاب مرشحة الدولة المصرية وتحمل اسم مصر وترفع علمها فيستوجب إسقاطها عمداً مع سبق الإصرار والترصد، ضمن خطة إسقاط النظام المصرى التى تتفاعل دولياً ومحلياً وبخطط استخباراتية وتمويلات قطرية وتحركات إخوانية، ينفقون على مخطط إسقاط السيسى إنفاق مَنْ لا يخشى الفقر.
كنت ومازلت أرفض التخوين، ولا أستخدم ألفاظ الخيانة والعمالة، وأقول آسفاً آفة حارتنا التخوين، ولكن هذا البيان ترجمته الحرفية «خيانة»، ومَنْ حرَّره ووقَّع عليه ونشره على العالم «خائن»، عندما تخون وطنك فى معترك دولى، فأنت خائن، فعلاً العدو دلوقتى بقى جوه البلد.
نقلا عن المصري اليوم