بقلم د. جون مجدى
يا ترى اللي عمره بقي 30 سنة و ما اكتشفتش موهبته .. خلاص الموضوع انتهى ؟!

طيب اللي وصل ل 40 سنة و 50 سنة و عمره ما حقق إنجاز .. خلاص انتهى ؟!
طيب الأكتر من كل ده بقى : اللي وصل ل 60 و 70 سنة .. أكيد ده منتهي .. صح !
لا مش صح  🙂  🙂
اسمعوا بقي قصة الست العجوزة دي و أنتوا هتشوفوا العجب :
..
في القرن ال 19 في الريف الأمريكي
كان فيه بنت صغيرة اسمها (( موتزس)) بتحب الرسم
كان نفسها تكون رسامة و تدرس الفن
و لكن أسرتها الريفية البسيطة رفضوا و قالولها
(( البنت مالهاش غير بيتها و جوزها )) , زي عندنا كده بالظبط  😀
أنتي لازم تتجوزي و تساعدي جوزك في الزارعة و تهتمي ببيتك و أسرتك
و بسبب ضغط والديها و العادات و التقاليد .. (( خضغت ))
اتجوزت و ابتدت تهتم بجوزها و أسرتها و ولادها
و نسيت تماماً أنها فنانة بتحب الرسم
و تمضي الحياة
..
كبرت موتزس في السن و عجزت و مات زوجها
و أولادها كبروا و تزوجوا و تركوها وحيدة و سافروا إلي المدينة
موتزس أصبحت وحيدة و مالهاش حد
و كان عمرها في الوقت ده 86 سنة
و في يوم صحيت موتزس من النوم و سألت نفسها سؤال
(( يا ترى ممكن أرجع أرسم تاني )) ؟!
و من دون ما تفكر قالت : ليه لأ ؟!
أنا هرسم
عندها 86 سنة ,, عمرها ما درست رسم أو فنون أو أى مبادئ بسيطة ,, لوحدها مفيش حد يشجعها ,, و يأست و هي صغيرة و استسلت وقت ما كانت عندها دوافع قوية جداً
عندها كل الأسباب عشان تيأس
و لكن هى قررت أنها مش هتيأس و هتبدأ من جديد
..
بدأت موتزس ترسم أول لوحة ليها
الجزئية دي مهمة جداً
هى بترسم عشان نفسها عشان بتحب الحاجة اللي بتعملها
لأن ده بيفرحها
و بالفعل رسمت لوحة جميلة و ابتدت ترسم لوحة تانية
..
(( أمتي بقى ربنا بيتدخل ؟! )) لما تعمل كل اللي عليك تماماً  🙂
في يوم حصل أن فيه واحد عربيته عطلت قدام بيت موتزس
فنزل و طلب منها ماية و طلب منها يرتاح شوية عندها
فعطيته ماية و دخلته يرتاح في غرفة الضيافة
و هو قاعد مرة واحدة اتنفض من مكانه أول ما شاف اللوحة اللي رسمتها موتزس
فنادها بسرعة و قالها:
(( أشتريتي اللوحة العظيمة دي من أني متحف )) ؟
فضحكت و قالتله : أنا اللي رسماها
الراجل كان هيتجنن : قالها دي في غاية الجمال ,, رسمتي كام لوحة تانية ؟
ردت موتزس : هى لوحة واحدة رسمتها و التانية لسه بكملها
تحصل بقي المعجزة اللي ربنا كان مرتبهالها مخصوص من غير ما هى تكون عمالة حسابها علي أى حاجة , لأنها عملت أفضل ما عندها و لم تيأس
يتضح أن الراجل ده المسئول عن معرض الفنون العالمي بمدينة (( نيويورك ))
و هو في طريقه لإفتتاح العرض الثانوي للمعرض
فطلب منها أن يأخذ لوحتها و يعرضها في المتحف
فوافقت
..
أخذ الرجل لوحة السيدة العجوز موتزس و عرضها في متحف الفنون في نيويورك
اللوحة كانت ذي المغناطيس جذبت أنظار كل الحاضرين من نقاد و فنانين و زائرين
اللوحة كان فيها روح غير عادية ,, روح فنان رسم من الأعماق
اللوحة لما اتعرضت في المزاد وصلت لأعلي رقم علي الإطلاق
300 ألف دولار (( أى ما يعادل 300 مليون دولار الأن ))
..
الراجل أخذ أول طيارة و راح بسرعة علي بيت موتزس يعرفها باللي حصل
موتزس كانت طايرة من الفرحة
بكت دموع فرح لما تفرح مثلها من قبل
قالتله أنا لو مت دلوقتي , هموت و أنا راضية تماماً عن نفسي
قالها : لأ , تموتي أيه بس
أنتي هتيجي معايا و هترسمي لوحات كتيرة
أنتي أسطورة
لازم العالم كله يعرف قصتك
..
بالفعل قصتها ابتدت تنتشر في كل الأوساط
أعطت أمل كبير جداً جداً لكل شخص كان معتقد أن كبر شوية في السن
فخلاص بقي : الحياة انتهت
كانت معجزة أمل لكل جيلها بل و لكل جيل من بعدها
..
و بعد فترة قليلة ماتت موتزس
بعد أن رسمت 30 لوحة , كل لوحة تعرض في أعظم متاحف الفنون في العالم
ما أريده أن أخبركم اياه من تلك القصة العظيمة هو :
- مهما كان الوقت متأخر أوي تقدر تبدأ من جديد
- مهما يأست و استسلمت و فشلت في الماضي تقدر تقوم تاني و تبدأ من جديد
- مهما كانت كل الظروف حواليك تدعوك لليأس , عاند الظروف و أبدأ من جديد
و ربنا لما هيشوفك كده بتحارب و بتعافر و بتقدم أفضل ما عندك هيفتحلك أبواب , أنت نفسك عمرك ما تتخيل أن ده كان ممكن يحصل
المهم هو أن لا تيأس أبداً أبداً أبداً